النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: من النقد العروضي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,965

    من النقد العروضي

    من منتدى سيدتي

    ليت إحدى الأستاذات تقدم العروض الرقمي فيه

    http://forum.sedty.com/t775423.html

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    ‏1 – ‏
    وقال قدامة الشعر قول موزون مقفى فلم يشترط موافقة لأوزان العرب وقال القلوسي هو النظم من كلام ‏العرب أو ما وافقه وزنا..."‏ ‏ من هذا النص يبدو أن هذا الناقد قد استند في فهمه إلى النقاد القدماء ‏والمعاصرين له، فكل من الخليل وقدامة وابن رشيق من القدماء، والقللوسي(تـ707هـ) من معاصريه، وبعد ‏ذلك يقدم لنا فهمه الخاص الذي لا يخرج عن فهمهم: "فالنظم جنس وقوله من كلام العرب أخرج به نظم من ‏عداهم وقوله ما وافقته يشمل الشعر العربي والمولد وقوله وزنا إعلام بمراده من الموافقة... وأما النظم في ‏اللغة فهو الجمع ومنه نظمت العقد أي جمعت لآلئه، وفي الاصطلاح كلام موزون قصد وزنه فارتبط لمعنى ‏وقافية والوزن تساوي قسمين عددا... وقولنا قصد وزنه احتراز من الكلام الموزون من غير قصد كما وقعت ‏كلمات من كتاب الله تعالى وكلمات من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، كقوله صلى الله عليه وسلم في ‏غزوة حنين: "أنا النبي لا كذب***أنا ابن عبد المطلب". فإنه ليس بشعر، ولكنه يشبهه، لأنه لم يقصد به ‏وزن الشعر ‏

    ‏2 – ‏
    وليس الخروج عن الوزن فقط هو الذي يخرج الكلام على نطاق الشعر، بل كذلك التعديل الجزئي في ‏تفعيلاته يؤدي إلى انكساره، وخروجه عن الشعر، ولهذا سعى النقاد إلى دعوة الشعراء إلى تجنب كسر ‏الوزن من جهة، وإعادة قراءة الشعر مكسور الوزن بهدف إصلاح الكسر، وقد عُرِف العبدري(تـ700هـ) ‏بهذه المهمة في نقده، فسعى إلى الإشارة إلى موضع الكسر، يقول: "قلت: وفي كثير من هذا التخميس مقال، ‏وليس لبعض أقسامه بالبيت اتصال، وأما ما خمِّس به أوَّلا قوله:‏


    ومُذِيـقِ الكفرِ المُـــرَّيْــــنِ....... وأَبِي عمــروٍ ذِي النُورَيْـنِ الـ
    ـمُستَهدي المُسْتَحْيِي البَهِجِ

    فغلط لا شكَّ فيه؛ لأنه يؤدي إلى قطع همزة "المستهدي" وبقطعها ينكسر البيت لزيادة حرفين على وزن ‏الخبب، وأظن أنّه نبَّه على هذا ولم يفته علما، فلذلك بقي على اعتقاد صحة الوجه الأول" في البداية لا بد ‏من الإشارة إلى تفاعل العبدري مع هذا البيت الشعري، بين:‏
    ‏-‏ الناقد الموضوعي من جهة، حيث أشار إلى موضع العيب في البيت. ‏
    ‏-‏ والناقد الذي سعى إلى تبرير هذا العيب، وحاول إصلاحه محاباة لشيوخه، وتخفيفا من وطأة الانتقاد ‏له من جهة أخرى. ‏

    يرى العبدري -في هذا النص- أن انكسار البيت معيب في الشعر، ويحدد العيب في كون وزن الخببأو ‏المتدارك، قد انكسر بزيادة حرفين:‏


    وأبي عمرو ذي النوريــــن الـ.........مستهــدي المستحيي البهــج

    الوزن = ‏(2) 2 2 2 2 2 2 2 ‏....‏2 2 2 2 2 2 (2) 2‏
    ‏///0 /0/0 /0/0 /0/0‏ ...... ‏/0/0 /0/0 /0/0 ///0‏
    فَعِلُنْ/ فَعْلُنْ/ فَعْلُنْ/ فَعْلُنْ ..... فَعْلُنْ/ فَعْلُنْ/ فَعْلُنْ/ فَعِلُنْ
    مخبون/ مشعث/ مشعث/ مشعثة..... مشعث/ مشعث/ مشعث/ مخبون

    في هذه الصورة يكون الخبب صحيحا مع كون همزة "المهتدي" موصولة.‏
    لكن البيت ينكسر مع كون همزة "المستهدي" مقطوعة، فيخرج الشاعر عن بيت الخبب:‏


    وأبـــي عمرو ذي النوريـــن .......ألمستهـدي المستحيي البهـــ
    ‏الوزن = (2) 2 2 2 2 2 2 2......‏2 2 2 2 2 2 2 (2) 2‏ .
    ‏///0 /0/0 /0/0 /0/0‏..... ‏/0 /0/0 /0/0 /0/0 ///0‏
    فَعِلُنْ/ فَعْلُنْ/ فَعْلُنْ/ فَعْلُنْ....... ‏ زائد فَعْلُنْ/ فَعْلُنْ/ فَعْلُنْ/ فَعِلُنْ

    يبدو أن الانكسار لحق أول المصراع الثاني في أول صوتين.‏

    ويبدو أن هذا النقاش لدى العبدري هو نقاش مفتعل، لم تدع إليه ضرورة، ذلك أن صاحب البيت الشعري ‏‏(أبا عبد الله المصري) كان على علم بهذه القضية، من خلال تقسيمه للفظ "المستهدي" بين مصراعي البيت ‏لتفادي الوقوع في انكسار البيت، وعيا منه بأن إلقاء القصيدة يفرض –بالضرورة- تحريك الحرف الأول ‏من كل شطر، وفي حالة لفظ "المستهدي" لا بد من أن تتحول همزة الوصل إلى همزة القطع. لكن ما يهمنا ‏في هذا النص هو تأكيد العبدري والنقاد القدماء على عيب انكسار الوزن.‏

    ‏3 – ‏
    يورد الثعالبي (تـ429هـ) قصة في يتيمة الدهر حول عدم اهتمام الشعراء بالعروض أو معرفتهم لمبادئ ‏الإيقاع الشعري، يقول عن أبي القاسم عبد الواحد بن محمد الأصبهاني: "جمعتني وإياه مناسبة الأدب وفتقنا ‏نوافج المذاكرة وتجاذبنا أهداب المحاضرة والمناشدة ولذَّ لنا العيش وطاب الوقت بالمعاشرة فأنشدني يوما ‏لنفسه قصيدة منها هذا البيت:‏


    وَلَيْلٍ خَداريَّ الجَنَاح مخدَّر الصــ....... ـصباح حرون النجم طاولته فكــرا

    فاستعدته إيَّاه فأعاد فقلت له أو علمت أنَّه مرصَّع وفيه تجنيس وتسجيع واستعارة وطباق فاستفسرني فقلت: ‏أما التجنيس فقولك خداري الجناح ومخدَّر، وأما التسجيع فقولك خداريّ الجناح مخدَّر الصباح، وأما ‏الاستعارة فقولك حرون النجم، وأما الطباق فجمعك بين الليل والصباح، فقال والله قد نبهتني على ما غفت ‏عنه، وقام إليّ فقبَّل رأسي وقال لي كل حسن"‏

    ‏4 –‏
    ونقد الوزن من الأمور التي درج عليها النقاد العرب القدماء، وقد أشار العبدري في النص السابق إلى صنيع ‏الثعالبي (تـ429هـ) مع أبي الطيب المتنبي، ومثل تلك الأمثلة كثيرة في يتيمة الدهر، ومنها قوله: "ومنها ‏الخروج عن الوزن كقوله:‏


    تفكُّرُهُ عِلْـــمٌ، وَمَنْطِقُهُ حُكْـــمٌ........... وَبَاطِنُــهُ دِينٌ، وَظَاهِرُهُ ظُـرْفٌ

    وقد خرج فيه عن الوزن لأنه لم يجيء عن العرب "مفاعيلن" في عروض الطويل غير مصرع وإنما جاء ‏‏"مفاعلن". قال الصاحب ونحن نحاكمه إلى شعر للقدماء والمحدثين على بحر الطويل، فما نجد له على ‏خطئه مساعدا قال القاضي أبو الحسن وقد عيب أيضا بقوله:‏


    إِنَّمَا بدر بن عمَّـــار سحــابٌ....... هَطِــلٌ فِيهِ ثـَوَابٌ وَعِقَـــابٌ

    لأنه أخرج الرمل على "فاعلاتن" وأجرى جميع القصيدة على ذلك في الأبيات غير المصرعة، وإنما جاء ‏الشعر على "فاعلن" وإن كان أصله في الدائرة فاعلاتن".‏‎ ‎‏ يعيب الثعالبي -في هذا النص- على المتنبي ‏خروجه على الوزن في نقد عروضي مباشر، أي نقد الوزن من حيث هو وزن، وليس في تشاكله مع باقي ‏العناصر الأخرى المكونة للشعر. والعيب عنده هو:‏
    ‏ ‏

    تفكُّره علـــم، ومنطقـــه حُكْمٌ........وبــاطنه دين، وظاهره ظُـرْفٌ
    ‏الوزن = 3 1 3 4 3 1 3 4‏ .........‏3 1 3 4 3 1 3 4‏
    ‏//0/ //0/0/0 //0/0 //0/0/0‏ ...... ‏//0/ //0/0/0 //0/ //0/0/0‏
    فعول/ مفاعيلن/ فعولن/ مفاعيلن..... فعول/ مفاعيلن/ فعول/ مفاعيلن
    مقبوض/ سالم/ سالم/ سالمة....... مقبوض/ سالم/ مقبوض/ سالم


    ففي هذا البيت؛ جاء المتنبي بالعروضة تامة والضرب كذلك: مفاعيلن على غير ما عرف في الطويل. لكن ‏تجوز هذه الحالة لدى العرب، حينما يتعلق الأمر بالمطلع، فيجوِّز التصريع: أن تكون العروضة والضرب ‏على تفعيلة واحدة، فإذا كان الضرب تاما، كانت العروضة كذلك، يقول أحد الدارسين موضحا هذه المسألة: ‏‏"أما إذا جاء البيت مصرَّعا، أي إذا اتحد العروض والضرب في القافية، ويجيء هذا إعادة، في مطلع ‏القصيدة، فيكون الحكم على تفعيلة العروض مثل الحكم على تفعيلة الضرب، أي لا تكون العروض ملزمة ‏إلا بعد انتهاء التصريع، بدءا من البيت التالي، حيث تعود إلى صورتها الأساسية أي مقبوضة"‏ ‏. كان نقد ‏الثعالبي حول خروج المبدع عن تقاليد وموروث العرب في الإيقاع، الذي لا تكون فيه العروض إلا ‏مقبوضة (مفاعلن)، إلا في حالة التصريع. وفي نفس النص النقدي نجد جذوة الثورة على هذا الإيقاع ‏الخليلي من طرف الصاحب بن عباد، الذي ينحو نحو تبرير الخطأ كما فعل العبدري –مثلا- في نصوصه ‏السابقة. وبهذا يكون نقد هؤلاء النقاد لإيقاع الشعر العربي بناء على الموروث الموسيقي، وليس بناء على ‏رهافة الأذن، وتشاكل عناصر الشعر.‏

  2. #2
    {{د. ضياء الدين الجماس}} غير متواجد حالياً مُجاز في العروض الرقمي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2013
    المشاركات
    2,065

    الاتفاق على التعريف الشامل الدقيق

    السلام عليكم
    لكي يكون النقد صحيحاً، أرى أن يتم الاتفاق على التعريف الشامل الدقيق للشعر حتى نستطيع تقييم الخارج عنه جزئياً أو كلياً.
    فهل نناقش تعريف الشعر لكي نفهم صحة ودقة النقد، وهل تم التوصل إلى التعريف المنشود.؟
    أطيب التحيات والسلام
    وجزاكم الله خيراً

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط