أعجبتني هذه القصيدة للشاعرة من مصر انتصار صبري فنقلتها لكم .


http://www.rabitat-alwaha.net/moltaq...ad.php?t=23591


بُعثت في روحي ولاّدة


من ولاّدة إلى ابن زيدون

كأني لم أزل أختال تيها =على عـرشٍ تأثّـل مـن بنيها
كأني لم أزل مـن ألف عامٍ=وما غادرت أرضا همـت فيها
فأندلسٌ بلادي مثل مصـرٍ=وتركـيّا جميعاً أفـتديها
أرى طيف الجمال يدور حولي=لـشاعـرة كأنّي أحتويها
وأصغي، شعرها تالله يُشجي=كأنّ الـدّرَّ متصـلٌ بفـيها
" أنا والله أصلح للمعالي=وأمشي مشيتي وأتيه تيها"
"أمكن عاشقى من صحن خدّي =وأعطي قبلتـي من يشتهيها "
إذنْ ولاة خطرتْ فمرحى=فهاتي الكفَّ في كفّي ضعيها
دعي أبواب قصـرك مشرعاتٍ=لنلحظها ونلحظ ما يليها
أتبغين ابن زيدونٍ حبيبي=أجـلْ همساته كم أبتغيها
على أنّـي مـحـرّمـةٌ عـلـيـه=وجـنّـاتي كذا لا يرتقيها
ولست أبيح خـدّي في خيالٍ=وما لوروده من يجتنيها
أمن غرناطة ؟ بل أرض مصـرٍ=نمتنى، ما أرى أبـدا شبيها
لتربـتها سوى وادٍ كـبـيـرٍ=وساكنه يـشابه ساكنـيها
وسال الدمع من عيني غزيرا=لعلمي بالذي سيحل فيها
تواسيني؟ فشـكرا أيّ شكرٍ=دعي كفّي على خـدي دعيها
وتسألُ: ما البكـاء بيـومِ سعْـدٍ=وقلبـي ناصـحـي لا تخبريـهـا
بأن الروم قادمةٌ بـسبيٍ=ولن تبقي بها أبـدا وجيـها
وتحضرني العراقُ وأرض حيفا=ورهطاً لا أرى فيهم نزيها
هي النكبات كالأمطار تهمي=على الأوطان تنعى قاطنيها
لأمتنا بقلبي كم هـمومٍ=حوتها، ليس قلبي يحتويها
فسال دما ولكن من عيوني=وويحي لست أقدر أتقيها
تلحّ علـيّ ما يبكيك ؟ قولي=فقلت طوائفٌ باعـت ذويها
قد امتـدّت لقرن إثر قرنٍ=بأندلسٍ وأيـضا ما يليها
وأخـطارٌ بأمتنا أحاقت=وأمتنا غفت عن قاتليها
من الرومان لا أخشى عليها=ولكن من أكابر مجرميها


ولاّدة