أستاذتي الكريمة يوسفي حنان

أكبر فيك شجاعتك في تناول مشاركات أخي وأستاذي بن قنود، أما عن نفسي فقد بتّ أخشى دخول صفحته لما أجده من في نفسي من عجز كبير عن فهم لغته ونحوه الذين أجدهما مختلفين عما اعتدته من لغة. حتى إذا استفسرت عن شيء من ذلك واجهني بمراجع تثبت صحتها. وبالتالي فإني اشعر بعدم اليقين والتردد بين تخطيئه تارة وقصور فهمي عن فهم لغته تارة أخرى. مما يعسر مهمتي فلا أستطيع تناول نص لا أفهم معناه.


ولنأخذ على سبيل المثال البيت :

مَنْ رأ الشمْعُ الثميلُ في لا لُهَامَا *** خُفَّ يَدْنُو دَمْعًا بَنَا كمنامِ


فإنني عاجز عن تبين الصواب فيما يلي

1- رأ ... ما هو هذا الفعل هل هو رأى ؟ أم سواه
2- الشمعُ ... هنا مرفوعة فهي فاعل . أين المفعول وما المعنى
3- الثميل أعرف أنها من ثمل على صيغة فعول . ولكني لم اسمعها قبل اليوم. رجعت للموسوعة الشعرية فوجدتها قد وردت فيها

ومن ذلك قول جرير :
نُجُبٌ مِنَ السِرِّ العَتيقِ نَمى بِها.......فَوقَ النَجائِبِ شَدقَمٌ وَجَديلُ
عَزَّت كَواهِلُها العَرائِكَ بَعدَما... لَحِقَ الثَميلُ فَما لَهُنَّ ثَميلُ

وقول الخنساء :
بِناجِيَةٍ كَأَتانِ الثَميلِ... تُوَفّي السُرى بَعدَ أَينٍ عَسيرا


فبقي فهمي لهما مشوشا،




ورجعت للسان العرب فوجدت :

وقال دُكَيْن: جادَ به من قَلْتِ الثَّمِيل الثَّميل: جمع ثَمِيلة وهي بقِيَّة الماء في القَلْتِ أَعْنِي النُّقْرة التي تُمْسِك الماء في الجبل.


لثَّمِيل الحَبُّ لأَنه يُدَّخر؛ وأَنشد لتأَبَّط شَرّاً:

ويَوْماً على أَهل المَواشي، وتارةً لأَهْلِ رَكيبٍ ذي ثَمِيلٍ وسُنْبُل

ويقال لبقية الماء في الغُدْران والحَفير: ثَمِيلة وثَمِيل

والثَّمِيلة: البَقِيَّة من الماء في الصَّخرة وفي الوادي، والجمع ثَمِيل؛ ومنه قول أَبي ذؤيب:

ومُدَّعَسٍ فيه الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه ........بِجَرْداءَ، يَنْتابُ الثَّمِيلَ حِمارُها

فالبقية الثمالة، ولعلهم استعملوا الثمل وصفا لمن اسرف في شرب الخمر حتى ثمالتها فغلب عليه السكر، ثم انتقلت للتعبير عن بالغ النشوة من الشعور بإطلاق.

الشمع الثميل : ربما اتضح معناها الآن بعض الشيء

4- ولكن هذا الاتضاح المتواضع عصفت به ( لا لهاما ) . لهام وردت كثيرا في الشعر. يقول النابغة :
قائِدٍ جَيشاً لُهاماً ..... عِندَ حَلٍّ وَمَسيرِ


وفي الصحاح : واللُهامُ: الجيشُ الكثير، كأنَّه يلتهم كلَّ شيء.


لكن هذا التركيب ( لا لهماما ) ما معناه في السياق ؟ وما إعرابه ؟ والمعنى والنحو وجهان لعملة واحدة.

5- خُفّ بصيفتة المبني للمجهول كيف ؟

أعرف خَفّ بفتح الخاء وهي فعل لازم بمعنى صار خفيفا ، فما علاقة خُفّ بضم الخاء بها، وما معناها ؟

6- بَنا - كتابتها هكذا تجعلها من بنا يبنو ولا أعرف هذا الفعل ولم أجد له أثرا . والذي أعرفه بنى يبني

بالله هل فهمت معنى البيت ؟


ولأفترض أن نتيجة حوار حول هذا البيت ستثبت صحة ما ذهب إليه وقصور فهمي له، فكيف لي ببذل مثل هذا الجهد مع كل عبارة يكتبها ؟ ناهيك عن الشعر عندما يفيض عنه أبياتا لو سمعتها على المذياع لظننتها من إحدى اللغات السامية التي تشبه العربية.

استقر في نفسي تعبير ( لغة بن قنود ) تمييزا لها عن االلغة المتعارف عليها نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي .

أتمنى عليك وعلى الأساتذة الكرام بان يتوجهوا معي برجاء لأستاذنا بن قنود بتناول معان بسيطة بلغة بسيطة مباشرة في تطبيقاته ليخفف عنا ما نجده من صعوبة في فهم لغته ( عن نفسي ما أجده من اختناق في اجواء صفحته ) حتى إذا أتم الدورات كان له في لغة شعره ما شاء.

وما قلته هنا لا يغير من تفاؤلي بمسيرته في مجال العروض.


همسة لأخي بن قنود :

يفي بغرض التطبيق القول المباشر المفهوم :

ياابن قنّودٍ العزيزَ الهماما ...... دمتَ للشعر سيّدًا وإماما

يرعاك ويرعاه الله.