http://www.rabitat-alwaha.net/moltaq...ead.php?t=4767

نَزَحَ الشَّوْقُ فَاسْتَجَـمَّ القَلَـمْ
وانْطَفَا الوَجْدُ فاطْمَأَنَّ الأَلَـمْ
وسَلَا القَلْبُ فِيْكِ نَبْضَ الجَوَى
لا ضَيَاعـاً لا ذِلَّـةً لا ضَـرَمْ
وَسِـرَاجٌ أطفأتُـهُ فانَـزْوَتْ
بشُرُقِ الضِّيَاءِ ذِكْرَى الظُّلَـمْ
وَطَرِيقِي هَشَّمْـتُ أَشَوَاكَـهُ
مَنْ يَطَا الشَّوكَ لا يُدَارِ العَنَـمْ
أَنْتِ عَلَّمْتِنِـي القَسَـاوَةَ فِـي
كلِّ شَيءٍ فَهَلْ تُلامُ القَـدَمْ !؟
جِئْتِنِـي الآنَ تَدَّعِيـنَ الهَـوَى
بَعْدَمَا القَلْبُ بالسَّقَامِ ازْدَحَـمْ
أَيْنَ مِنِّي الوِصَالُ فِيمَا مَضَـى!
قَبْلَ أَنْ يَعْتَرِي هَوَانَـا الهَـرَمْ
حَيْـنَ أنْجَبْتِـهِ رِمَيْـتِ بـهِ
فِيْ فُؤادِي مُكَفَّـلاً بِالضَّـرَمْ
صَرَخَاتٍ يَصِيحُهَا كـلُّ مَـا
فـيِّ أُذْنٌ لَـهُ وعَيْـنٌ وَفَـمْ
شبَّ نـاراً مُلقَّمـاً بالغَضَـا
ثَائِرَ الشَّوْقِ مسْتَهَـاجَ الحُمَـمْ
فَاقِدَ الوَجْدِ خَابِطـاً خَطْـوَهُ
كَيْتِيمٍ لَـمْ يَـدْرِ مِـنْ أَيِّ دَمْ
لا تُنَـادِي ولا تُشِيـرِي لَـهُ
فَهْوَ أَعْمَـى وَأَبْكَـمٌ وَأصَـمْ
واخْلَعِي عَنْكِ لَحْظَتَيْ مَا أَرَى
بَسْمَةَ العَطْفِ وَامْتِثَالَ النَّـدَمْ
ياظَلُومَـاً رَضيـتُـهُ آمــراً
وَخَلِيـلاً مُنَادِمَـاً وَحَـكَـمْ
كلُّ جُرْمٍ بِالصَّفْحِ يُمْحَىعَـدَا
جُرْمَ خلٍّ قَصْدَ التَّجنِّي ظَلَـمْ
كَمْ قَرِيبَانِ نَحْنُ فَـي خَطْوِنَـا
وَبَعِيدَانِ فِـي الصَّبَابَـةِ كَـمْ
أَنْتِ مِنَّي فِـي جنَّـةِ المُعْتَلـى
وَأَنَا مِنْكِ فِي جَحِيـمِ الوَهَـمْ
وَإِليكِ اسْتَبَدَّ مَحَـضُ الهَـوَى
وَكَمِ الشَّوْقُ فِي سُهَادِي احْتَدَمْ
كلَّمَا الفَجْرُ جَاءَنِـي بَاسِمـاً
قُلْتُ : يَافَجْرُ مَاوَعَيْـتُ فَنَـمْ
أَنَا والكأسُ وَهْيَ فِـيْ طَيْفِهـا
وَالأمَانِي فِي سَهْـرةٍ والنَّغَـمْ
يَاظَلُوماً حَمَائِمُ الأَيْـكِ مِـنْ
أُغْنِيَاتـي صَدَّاحَـةٌ بَالـذِّمَـمْ
أُغْنِيَاتٍ لوْ جُسِّـدَتْ صُـورَةً
سَلَبَتْ لُبَّ يَعُـرُبٍ وَالعَجَـمْ
بِفُـؤَادٍ أَعَـطَـاكِ مَمْلَـكَـةً
لـكِ فَيهَـا أرائـكٌ وَخـدَمْ
وَيَنَابِيـعُ مـاؤهـا نـاضـحٌ
وبِهَـا العُمْـرُ جَنَّـةٌ وَنِعَـمْ
دَرُسَتْ لا عَضَضْـتِ أُنْمُلَـةً
نَدَمَاً كَيْفَ لَـمْ تَقُولِـي نَعَـمْ
لنْ تَهُزَّ العُيُـونُ مـا أسْبَلَـتْ
دَمْعَهَا مُهْحَتِي وَفِيهَـا العَـدَمْ
فِيكَ كَمْ صُغْتُ لُؤْلُـؤاً ثَائِـراً
كَلَّمَا مَسَّ جِيدَ حَسْنَا انْثَلَـمْ
وَرَسَمْتُ الشُرُوقَ فِي وَحْدَتِي
أُمْنِيَاتٍ مُشِّعَـةً فِـي القِمَـمْ
وسَلَكْتُ الشُجُونَ مَا مُنْجِـدٍ
أوْ أَنِيـسٍ إلا نَـأََى وانْهَـزَمْ
قَدْ قَضَيْتُ الزَّمَانَ لا أرَعَـوِي
يَنْهَشُ الحُزْنُ أضْلُعِي والسَّـأَمْ
فَلَأَسْلُو الهَوَى ألا بِئـسَ مَـا
جَلَبَ العُمْرَ حُرَقـةً وَوَصَـمْ
ولَأَقَضِـي الحَيَـاةَ مُنْتَصِـبـاً
نَاكِرَ الحُبِّ جَاحِـداً لا جَـرَمْ
كَيْفَ يَقْتَصُّ في الهَوَى عاشـقٌ
حَقَّـهُ وَهْـوَ بِالهَـوَى مُتَّهَـمْ

*************************

أخي بندر

الله

طربت حقا لهذه القصيدة محتوى وشكلا.

أما المحتوى فأتركه لمن هم أقدر مني، وأما الشكل فهو طريف بل جديد. ولا أظنه يستقيم على هذا النحو لغير شاعر مطبوع.

يقول الدكتور محمد الطويل في كتابه ( في عروض الشعر العربي) عن الصورة

فاعلاتن مستفعلن فاعلن =فاعلاتن مستفعلن فاعلن
2 3 6 3 2 3 .=2 3 6 3 2 3
2 3 2 3 3 2 3= 2 3 2 3 3 2 3


:" ........فلم أجدْ لها شعرا بصورتها تلك، وإنّما كل ما ورد عليها جاء مخبون العروض والضرب "

وأورد عليها شواهد منها قول صفي الدين الحلي:

زارني والصباح قد سفرا = وظليم الظلامِ قد نفرا
وجيوش النجوم جافلةٌ = ولواء الشعاع قد نُثِرا
جاء يهدي وصله سحَرا = شادنٌ للقلوب قد سَحرا
فتيقّنتُ أنه قمرٌ = وكذا الليلُ يحمل القمَرا

وجاء في الكافي للتبريزي :" والعروض الثانية محذوفة ووزنها فاعلن، ولها ضرب واحد مثلها، وبيته:
إن قدرنا يوما على عامرٍ = نمتثل منه (و) أو ندعه (و) لكم
وأرجح أنه بيت منفرد مصنوع لغاية الاستشهاد به.

فلعلّ هذه القصيدة تكون أول قصيدة في الشعر العربي على هذا الوزن.

ثمة خطأ مطبعي



زادك الله من فضله، ووقاك الشوك وخفف عنك تباريح الشوق.