النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: بين عالَمي الأفكار والأشياء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,965

    بين عالَمي الأفكار والأشياء


    من رسالة بالإيميل

    **

    بين عالم الأشخاص وعالم الأفكارللشّابّ الدّاعية المفكّر إبراهيم أحمد العِسْعِسْ*

    عندما ترتبط الفكرة بالشخص فإنّنا نخسر الفكرة الجيدة إن جاءت من عدوّ ! ونتورّط في فكرة سيئة طالما جاءت من صديق !*.

    أمّا*عالم الأفكار*فلا يتأثّرُ*بالأشياء ولا بالأشخاص بقدر ما يُؤثِّر فيها ، ويتمتّع هذا العالم بالرّحابة وسعة الأفق ، هذا العالم عندما يدخُلُه الإنسان فلا بُدّ*أن يرفع من مستواه الحضاريّ*والإنسانيّ*.*

    إن*عالَم الإفكار*هو الأساس في عملية النهوض والتغيير الحضاري ، وهو*الذي يطوّر*عالَم الأشياء*، في حين أنّ*عالم الأشياء المتطوِّر فإنّ*عالم الأفكار المتخلّف يُدمِّره ، ويُفْقِدُه مزاياه التي وُجد من أجلها !

    إنّ*الإصلاح يبدأ من عالم الأفكار ، قال الله تعالى : "*قل : إنّما أعِظُكُم بواحدة ؛ أنْ تقوموا لله مثنى وفًرادى ، ثم تتفكّروا ما بصاحِبِكم من*جِنَّة*" (سبأ 22)****. المهم أنْ*يبقى نظام الأفكار سليماً ، يقول مالك بن نبي رحمه الله : "لقد أرانا تاريخ المانيا الحديث ، كيف أنّ*بلداً شهد الانهيار*الكامل لعالم أشيائه ، قد استطاع باحتفاظه بعالم أفكاره أن، يبني كيانه من جديد*" .*

    لاحظ هذا الإعلان الخطير الذي يربط المسلمين بالفكرة لا بالشخص حتى ولو كان هذا الشخص هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الله سبحانه :"*وما محمدٌ إلا رسولٌ ، قد خلَتْ من قبْله الرسل ، أفإنْ مات أو قُتِل انقلبْتُم على أعقابكم ! ومَنْ ينقلبْ علىا عقبيه فلن يضٌرّ الله شيئاً ، وسيجزي اللهُ الشاكرين "*(آل عمران:144) .*
    وعندما يرتبط الناس بالشخص يصحّ*أن يُقال فيهم : وكمْ*من قومٍ*غاب رُشْدُهم عندما غاب مُرشِدُهم ! هؤلاء قوم داروا مع الشخص حيث دار !*

    وشعار أهل الفكرة : " لا يغرّنّك قلّةُ*السّالكين ، ولا كثْرةُ*الهالكين " . ويُصرّون على أنّ*:" الجماعة ما وافق الحق ، ولو كنْتَ*وحدك " .*

    إن الرمز أو القائد الحقيقيّ*الذي يرى نجاحه في سلْبِ*تلاميذه وأتباعه شخصيّاتِهم ، لا بدّ*أن يعرف أن فكرته ستموتُ*بموته !*

    بقي أن أقول : إنّ*الانتقال من عالم الأشياء إلى عالم الأفكار ليس آلياً يتمّ*بمجرد قولنا أو تنبيهنا ، بل هو انتقالٌوراءَه التّربية والتّمرّس والتعليم .
    *

    *
    ***

    ومعنى قوله تعالى:* "*إنّما أعظكم بواحدة*" أي أوصيكم بخصلةٍ واحدة. والجُمْلة في قوله تعالى: "*أنْ تقوموا لله مثنى وفرادى*" هي بَدَل من قوله: "*واحدة*" أو تفسيرٌ لها. ومعنى: "*تقوموا*": ليس من القيام على رِجْلَيْن اثنتيْن، بل معناها أن تبذلوا الجهد في طلب الحقّ بالتّفكير الصّحيح العميق، إمّا اثنيْن اثنيْن أو واحِداً واحِداً؛ ذلك لأنّ العمليّة التّفكيريّة لا يمكن لها* أن تتمّ على الوجه الصّحيح لأكثر من شخصيْن اثنيْن، لأنّ اجتماع النّاس من شأنه أن يُشَوِّش على عمليّة التّفكير. ولذلك قال بعدها*" ثمّ تتفكّروا*"* معطوفةً*على قوله: "*تقوموا*"، أي تُمارسوا عمليّة التّفكير والإدراك بُغْيَةَ التّحَقُّق من صدق نبوّة محمّد، ومن أنّ ما يتلوه عليكم هو وحيٌ من الله تعالى وليس ناتجاً عن جنونٍ أصابه صلّى الله عليه وسلّم.(هذا الشّرح منّي - مرسل الرسالة - وليس من المؤلّف)


    --------------

    في هذا السياق أقول :
    " الرقمي رسالة فكرية بافتراضه انتماء الجزئيات إلى كل يأطرها وتجري في احوالها الجزئية وفق منهاجه الكلي .

    يسري هذا على الأمور عامة وما وزن الشعر العربي الذي أدرك الخليل كليات قوانيه كما أوضحت ذلك ساعة البحور التي تمثل ( علم العروض)
    ففصلها في ( العروض ) إلا مثال تطبيقي على ذلك .

    حسب المرء أن يدرك وجود المنهج وأن يسعى لاستكشافه وإن رافقت سعيه الأخطاء التي لا ينبغي أن يتحرج منها."

    وفي هذا الصدد أقدم موضوعَي :

    المنهج واللامنهج :
    https://sites.google.com/site/alaroo...ome/almanhaj-1


    هبابي المنيل
    https://sites.google.com/site/alaroo...be-al-menayyel

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,112
    موضوع مهم وقيم

    رسالةُ الرقمي نبعٌ صافٍ يصبُّ في علوم أخرى ولهذا نجده نورًا يشعُّ لمن يحرك عقله ويدرب تفكيره.
    بوركتَ أستاذًا متألقًا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,965
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (سحر نعمة الله) مشاهدة المشاركة
    موضوع مهم وقيم

    رسالةُ الرقمي نبعٌ صافٍ يصبُّ في علوم أخرى ولهذا نجده نورًا يشعُّ لمن يحرك عقله ويدرب تفكيره.
    بوركتَ أستاذًا متألقًا

    سلمت أستاذتي

    ولا شك أنك لاحظت في الحوارات الفرق بين من يتبنى منهجا وفكرا ومن يدافع عن موقف او قناعة شخصية منبتّة عن الموضوعية. الأول يعترف بخطئه ولا يمس ذلك شخصه أو يعيبه، فبغيته الحقيقة أولا وآخرا.

    يرعاك الله.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    MI. U.S.A
    المشاركات
    3,553
    المنهج أولاً لأنه البوصلة التي تساعدنا على الوصول إلى الحقيقة ..

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط