السلام عليكم

أرسل لي أحد الشعراء نقدا وُجه لقصيدته ،

و كتبت ردّي العروضيّ دون أن أمحّص النظر في القصيدة كلها ،

و ركزت على المقاطع المنتقَدة ، فكانت نظرتي الجزئية للموضوع

سببا في الوقوع في الخطأ
.

كان النقد الموجه للقصيدة هو :


هلاّ كان أفضل لو لم تُشبع الدال في كلمة رقاد في عجر البيت الأول؟

عَهْدي بِها مَهْما اسْـــتَطالَتْ غَيْبَتـِي
قَبْلَ الرُّقَادِ ... نَفْــحَةٌ مِـــنْ أُنْسِــهَا

وهلا انتبهت إلى سقوط (واو) شطر البيت الأخير؟!

ولِـكُـــلِّ حَـــيٍّ نَائِــــبٌ مِــنْ جِــنْسِــهِ
فَاسْــتَوْدَعَتْنِي نَائِبَاً مِـنْ جِنْسِـــها
فكان تحليلي يتمحور حول جواز ورود الكمال على هذه الصورة ،

مع الإشارة إلى أنه زحاف نادر و أحيانا يكون ثقيلا .

و أن هذا الزحاف لا يعتبر كسرا ، و إنما قد يعيب القصيدة .

و لم أنتبه إلى أن القصيدة في الأصل على بحر الرجز ،

و الذي سيجعل الزحاف لا إشكال فيه . و لا يحتاج

ذلك الجهد في تبرير زحاف نادر مستثقل في بحر الكامل .

=======

و الآن إليكم القصيدة كاملة و هي للشاعر وليد عارف الرشيد :


رسالة في وردة


عَهْدي بِها مَهْما اسْـــتَطالَتْ غَيْبَتـِي
قَبْلَ الرُّقَادِ ... نَفْــحَةٌ مِـــنْ أُنْسِــهَا

أَشْـــكُوْ بِــهَا فِي خَلْوَةٍ شَوْقِي لَــهَا
أَغْفُوْ عَلَى بَوْحِ الْهَوَى فِيْ هَمْسِها

إِنْ عَاتَبَتْ يَرْوِيْ الْعِتَـابُ الْحُــلْوُ لِـــي
أَحْوَالَــها فِيْــما انْقَضَى مِنْ أَمْسِـها

لكِنَّـــها الْــيَوْمَ اسْـــتَكَانَـتْ لِلْــــكَرَى
وَاسْــتَقْبَلَتْني وَرْدَةٌ فِـــي كَأْسِــها

(جُوْرِيَّـــةٌ) حَــمْرَاءُ تَــشْدُو سِــحْرَها
كَالْبـــِكْرِ فَاضَــتْ فِتْنَةً فِي عُرْسِـها

شَـــمَمْتُ فِـــي إيْدَاعِـــها إيْـــــماءَةً
مِــنْ وَحْيِها أَدْرَكْـــتُ مَا فِي رَأْسِها

لِـكُـــلِّ حَـــيٍّ نَائِــــبٌ مِــنْ جِــنْسِــهِ
فَاسْــتَوْدَعَتْنِي نَائِبَاً مِـنْ جِنْسِـــها