يا من هواه أعزه وأذلني ...
********************


هذه القصيدة التي منها هذا البيت مشهورة جدآ وكثيرون لا يعرفون من قائلها .. وقائلها هو : السلطان سعيد بن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي الدوسي الزهراني 1774م والده مؤسس دولة البوسعيدي في عُمان والشاعر هو الحاكم الثاني ومن نسله سلطان عُمان الحالي : السلطان قابوس بن سعيد ... وقد ترجم له المؤرخ: حميد بن محمد بن رزيق في تاريخه: (الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين)
وترجم له الشيخ نور الدين السالمي في تاريخه: (تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان)

Whdhh Abyat Mn Al-qsyd'h:-
******************** (وهذه أبيات من القصيدة:-
********************)


يا من هواه أعزه وأذلني ........... كيف السبيل إلى وصالك دلني

وتركتني حيران صباً هائماً .......أرعى النجوم وأنت في نوم هني

عاهدتني أن لا تميل عن الهوى ..وحلفت لي يا غصن أن لا تنثني

هب النسيم ومال غصن مثله ........أين الزمان وأين ما عاهدتني

جاد الزمان وأنت ما واصلتني ........ياباخلاً بالوصل أنت قتلتني

واصلتني حتى ملكت حشاشتي .ورجعت من بعد الوصال هجرتني

الهجر من بَعد الوصال قطيعةٌ ... يا ليتَ مِن قبل الوصال تَركتني

أنتَ الذي حَلّفتني وحَلفتَ لي ........ أقسَمتَ إنّكَ لا تخون فخنتني

لما ملكت قياد سرى بالهوى ........وعلمت أني عاشق لك خنتني

ولأقعدن على الطريق فاشتكى .....في زي مظلوم وأنت ظلمتني

ولأشكينك عند سلطان الهوى .............ليعذبنك مثل ما عذبتني

الشاعر اشتكى بها الى السلطان وهذا ما اخبرنا به وهذا رد المقصود ...
**************************************************

يا أيها السلطانُ حسبُكَ أنني ..........أسرعتُ لما قيل أنت طلبتني
...
وأتيتُ لكن ما رأيتُ بداركم ....... من جاءَ يشكوني فكيف دعوتني
...
فابعث إليهِ الآن يأتي مسرعاً........... إن لم أراهُ الآن ما أنصفتني
...
ولتستمع مني فقلبي يشتعل ......... أرجوكَ قبل سماعي لاتحتجني
....
وإن اكتفيت او احتكمت لزعمه ....... فلقد ظلمتَ الحب ثم أهنتني
...
قل للذي مني تشاكى قائلاً................ إن الهوى قد ذلهُ وأعزني
....
هيهات أن يعتزَ يوماً بالهوى .... من بالهوى يرضى وكيفَ سيهتني
.....
إن الهوى بالذلِ دوماً يكتسي .......من يرتدي ثوبَ الهوى فسينحني
....
فانظر الى جسدي ووجهي ذابلا ........ إن لم ترى ذلاً عليه لعنتني
.....
إن كان لايهنئ بنومٍ جسمه .............. أينام جسمي يا إمامُ خذلتني
.....
قلي بربكَ هل ينامُ متيمٌ.............. إن كنتَ تعرفُ من ينام أجبتني
....
أما الخيانةُ للعهودِ فليتهُ ................ لم ينطق اللفظ الذي قد هدني
.....
أنا ما ظلمتُ ولا هجرتُ وصالهُ.......بل كلما قلتُ الوصالَ يردني
...
وأتى الذي مني اشتكى فحظنتهُ ..... وبكيتُ منهُ وقلتُ كم أبكيتني
....
لم ينثني غصنُ المحبةَ إنما ......... أنت الذي فيما ادعيتَ ذبحتني
....
تبت يدي إن كنتُ أبخلُ وصلكم........ أحترتُ فيما تدعي حيرتني
....
انت الذي أخفيت في القلبِ الهوى.. وكتمتَ حُبُك لي وما صارحتني
.....
أنا لو علِمتُ بإنَّ حُبُكَ في يدي ....... سأضلُ أقبضها ولو أحرقتني
....
واصلتكم حتى أتى اليوم الذي ..... غبتم وضل الحبُ في قلبي غني
...
فلإن دعوت عليا في جنحِ الدجى .......فاللهُ حسبي منك إن هددتني
...
لاتحسبنَّ اللهَ يقبلُ دعوة ً............. ممن دعاء ظُلماَ وأنت قهرتني
.....
ولإن قعدتَ على الطريقِ لتشتكي ..... فلأصبرنَّ عليك إن آذيتني
...... •
فبكى الحبيبُ وقامَ نحوي مُسرِعاً....... وأتى وقبلني وراح يَظُمُني
...... •
وقالَ اُقسم ُ بالذي فطر النوى.............لن أبتسم إلا إذا سامحتني
....
فنظرتُ في عينيهِ بعدَ تأملِ........وعفوتُ عنهُ وقلتُ كيف فتنتني
.....
وتكلمَ السلطانُ قال وصالكم........... فرضٌ عليا وأمرهُ قد همني
• .... •
لاينبغي الا الوصال وليس في ... دين الهوى غير الوصال ليبتني
....
فكلاكما في الحبِ أظناهُ الهوى...وأنا السبيلُ إلى وصالكما الهني

{{{{{ اقتبسته من منشورات الأستاذة نسرين جنيد }}}}}

{ تخميس قصيدة الشاعر احمد بن سعيد البوسعيدي }
******************************************


ناديتُ مِن فرط الأساة أقلّني .......... عِلَل الهوى منها فكم حَمّلتني
أفرطتُ في عشقي وما جَمّلتني ........... يا مَن هواهُ أعزّهُ وأذلّني
********** كيف السبيل الى وصالكَ دُلّني

يا فاتكاً بالحبّ دِمتَ مُقاوماً ..... عَلقَ الهوى في بحر عشقكَ عائماً
ولقد مشيتَ مُكابراً يا ظالماً ............ وتركتني حيران صَبّاً هائماً
********** أرعى النجوم وأنتَ في نومٍ هَني

أنَسيتَ عهدكَ واليمين وما حوى .. فاحنَث لأنكَ ما وَفَيتَ بما انطوى
سَعّرتَ قلبي في غيابك واكتوى ..... عاهدتني أن لا تميل مع الهوى
********** وحلفتَ لي يا غصن أن لا تنثني

في الحبِّ رِمتُ على الفؤاد مُهيمِنا .. لأنال منكَ السَعد يا أمل المنى
لكنّما حَمّلتني ثِقل العَنا ............. هبَّ النسيم فمال عودكَ وانثنى
********** أين اليمين وأين ما عاهدتني

مثل الزمان تَقلّباً قابلتني ........... وَصلاً أمام الناس ما جاملتني
وكعاذلٍ في العشق قد عاملتني .... جادَ الزمان وأنتَ ما واصلتني
********** يا باخلاً بالوَصل أنتَ قَتلتني

تاقَتْ لخلّان الصفاء بشاشتي ..... عندَ الوصال فقد دُعيتَ فراشتي
إذ طامناً في الحبّ رابط جاشتي .. واصلتني حتّى مَلكتَ حَشاشتي
********** ورجعتَ مِن بعد الوصال هجرتني

روحي لروحكَ في الوصال مُطيعةٌ ..وعَهدتُ منذ صبايَ فهي مَنيعةٌ
وهَجرتها والهجر ذاكَ فضيعةٌ ....... الهجر مِن بَعد الوصال قطيعةٌ
********** يا ليتَ مِن قبل الوصال هَجرتني

يا نَفْس من بعد الفراق فحوقلي ... إذ كنتَ محبوب الفؤاد مُعوّلي
إحنثْ فإنّكَ باليمين لمبتلي .......... أنتَ الذي حلّفتني وحلفتَ لي
********** أقسَمتَ أنّكَ لا تخون فخُنتَني

بالودّ قد أحفَيتُ حبّكَ وانطوى .. قلبي عليهِ , وبَعدهُ مَضَّ الجوى
فملكتني ثمَّ انثنيتَ الى النوى ...... لمّا مَلكتَ قياد سِرّي بالهوى
********** وعلمتَ إنّي عاشقٌ لكَ خُنتني

إنْ كنتَ مُدّعياً بأنكَ برمكي ..... أو كان حصنكَ عالياً بهِ تتّكي
فلأجعلنّكَ في الحياة بِمُنهكِ .... ولأقعدنَّ على الطريق وأشتكي
********** وأقول مظلوماً وإنتَ ظلمتني

قَسَماً فما بعدَ الدعاء بمرتجا .. إن تُسلب التقوى وما حَمِلَ الحِجا
أقسَمتُ بالله إذا ليلٌ سجا ........ فلأدعوَنَّ عليكَ في جنح الدجى
********** يُبليكَ ربّكَ مثلما أبليتني

يا ظالماً فيكَ الفؤاد قد اكتوى ....... ما ظلّ عاشقكم ولا أبداً غوى
تُصلى سعيراً في الجحيم وبالجوى .. ولأشكينّكَ عند سلطان الهوى
********** ليعذّبَنكَ مثلما عذّبتني

{ تخميس قصيدة ردّّ السلطان على الشاعر احمد بن سعيد البوسعيدي }
***************************************************

مُذ جاء مَرسول الكتاب أجنني ... سلطان أنتَ وفي الهيام كأنني
عبدٌ أسيرٌ بالصبابة أَنّني ............. يا أيّها السلطان حسبكَ إنّني
********** أسرعتُ لمّا قيلَ أنتَ طَلبتني

لا داعي للشكوى فإنّي جاركمْ ...... وطوال عمري أقتفي آثاركمْ
منذ الصبا إنّي اقتطفتُ ثماركمْ ...... وأتيتُ لكنْ ما رأيتُ بداركمْ
********** مَن جاء يَشكوني فكيف دعوتني

يا أيّها السلطان فليأتِ معاً ...... فالأمر أصبح في الحقيقة موجعاً
وعدم حضوره لم يكن لي مُقنعاً ... فابعث إليهِ الآن يأتي مُسرعاً
********** إنْ لمْ أراهُ الآن ما أنصفتني

فاحكمْ بعلمكَ إنْ تَشا لا علمهِ ...... قد هامَ قلبي يا تُرى في لثمهِ
فلئن أبَيتَ أنا الحمول لإثمهِ .... وإن اكتفَيتَ أوِ احتكمتَ لزعمهِ
********** فلقد ظَلمتَ الحبّ ثمَّ أهِنتَني

سَلهُ فهل قد جئتُ أمراً واجلاً ...... إذ كنتُ منهُ بما أشاءهُ آمِلاً
ولذ أتيتُ بهيبتي مُتسائلاً ............ قلْ للّذي منّي تَشاكى قائلاً
********** إنَّ الهوى قد ذَلَّهُ وأعزّني

إنْ داهمَ القلبَ الهوى فيهِ اكتوى .. لا عاشقاً قد عزَّ لا منهُ ارتوى
حتماً سيؤلمهُ التباعد والجوى ...... هيهات أنْ يَعتزّ يوماً بالهوى
********** مَنْ بالهوى يَرضى وكيفَ سيَهتَني

ما كان في درب الصبابة مأنسي ..لا خمرةً لا من رضابٍ أحتسي
لا واجداً في مَرفإٍ فيهِ ارتَسي ....... إنَّ الهوى بالذلِّ دوماً يَكتسي
********** مَنْ يَرتدي ثوب الهوى فَسَينحني

مهما تكنْ في مُبتغاهُ باذلاً ......... ستُصاب سُقماً عاجلاً أمْ آجِلاً
يُضفيكَ أسقاماً وتأتي وابلاً .... فانظر الى جَسَدي ووجهي ذابلاً
********** إنْ لا تَرى ذلّاً عليهِ لعنتني

إيه ٍأخلّان الهوى هل رسمهُ ...... وكما ادّعى مُتَغيّراً أم إسمهِ
قد غَيّروهُ لعاشقٍ أو سَمّهُ .......... إنْ كان لا يَهنا بنومٍ جِسمهُ
********** أيَنامُ جِسمي يا إمام خَذَلتَني

يا ليتَ هذا المُشتكي مُتظلِّمٌ ................. مُتجهّمٌ مُتيقّنٌ مُتألمٌ
ومقامهُ سَحَراً كأنْ مُتجهّمُ .......... قُلْ لي بربّكََ هل يَنام مُتيّمٌ
********** إنْ كنتَ تَعرف مَنْ يَنام أجبتني

لم يَصفِ يوماً لا وما ألفَيتهُ .. يَحنو , وكم لي في الهوى أدنيتهُ
ما كان لي جُرمٌ مَعاه جَنيتهُ ........... أمّا الخيانة للعهود فليتهُ
********** لم يَنطق اللفظ الذي قد هَدّني

يَرمي اتّهاماً إذ سَمِعتُ كلامهُ .. وبدونِ حَنْقٍ قد صَرِمتُ حِبالهُ
مُتنائياً عمَّ الأنام دلالهُ ....... أنا ما ظلمتُ ولا هَجرتُ وِصالهُ
********** بلْ كلّما رِمتُ الوِصال يَردّني

أدلى بليس أراهُ بي وأدِنتهُ ............. لكنّما حِفظاً عليهِ أمِنتهُ
بلآليءٍ وجواهرٍ قد زِنتهُ .... وأتى الذي منّّي اشتكى فحظنتهُ
********** وبَكيتُ منهُ وقلتُ كم أبكيتني

أجريتَ دمعي لا دموعاً , عَندَما ..غصن المحبّة في فؤادي مثلما
قِدَماً سَقيناهُ برفدٍ بَلسما ................ لم يَنثنِ غصن المحبّة إنّما
********** أنتَ الذي فيما ادّعَيتَ ذَبَحتني

ما كنتُ أعهدُ في الصبابة فعلكمْ .... أصبو تَعودوا للوفاق لعلّكمْ
ما رِمتُ هَجراً تَعلمونهُ كلّكمْ .. تَبَّتْ يدي إنْ كنتُ أبخل وَصلكمْ
********** احترتُ فيما تَدّعي حَيّرتني

ما طئتُ درباً في حياتي مُلتَوى ...... آثَرتُ أنْ يَبقى فؤادي مُكتَوى
يا كاتماً ذا الحبّ مِن بعد النوى .. أنتَ الذي أخفَيتَ في القلب الهوى
********** وكتَمتَ حبّكَ لي وما صارحتني

صارحتني تدعو اذا ليلٌ سَجى ....... أين التعقّل والرزانة والحِجا
للهِ أشكو بالتضرّغ والرجا ...... فلئنْ دَعوتَ عليّ في جُنح الدجى
********** فالله حسبي منكَ إنْ هَدّدتني

لا تَدعُوَنَّ فلا أراها سَلوةً ........... مظلوم إنّي واشتكوني عَنوَةً
لا تُقبَل الدعوى مَساً لا ضَحوَةً ......... لا تَحسَبنَّ الله يَقبلُ دعوةً
********** ممنْ دَعا ظلماً وأنتَ قَهَرتني

دعواكَ تُرفضُ في وليْ أو مُشركِ .... بينَ الملا يَدعوكَ بالمُتهتّكِ
وعلى الأرائكِ يَرقبونكَ مُتّكي .. ولئنْ قَعدتَ على الطريق لتشتكي
********** فلأصبِرَنّ عليكَ إنْ آذَيتني

سَمِعَ الحبيب نداء قلبي مُقرِعاً ........ فأتى بكلِّ حَواسهِ لي أجمعاً
لاحظتُ في عَينيهِ ساءَ تَصدّعاً ..فبكى الحبيب وقام نحوي مُسرعاً
********** وأتى يُقبّلني وراحَ يَظمّني

طلبَ السماح وقلبهُ نار اكتوى .. أسَفاً على ما قد مضى عند النوى
ومُصرِّحاً لي جاء يُلهبهُ الجوى .... إذ قالَ أقسِمُ بالذي فَطَرَ النوى
********** لنْ أبتَسِمْ إلا إذا سامحتني

قلبي رؤوفٌ لمْ يَرِمْ بِتأوّلٍ ........... لا أرتضي عَفوي لهُ بِتَسَوِّلٍ
لمّا رأيتهُ قد أتى بتوسّلٍ ................. فَنظرتُ عَينيهِ وبعدَ تأمّلٍ
********** وعَفَوتُ عنهُ وقلتُ كيفَ فَتَنتَني

ابو منتظر السماوي