يا نســـمة الفـجر العلــــيل تمــــــــهَّلي
وبِرقــــة المــحبوب زوري وردتـــــي

إن طــــفت يومًــــا حـــول بيت حبيبتي
فتـــرفَّـــقي بالـــــخــدِّ كـــوني لــــثمتــي

لا تــــبْعـــدي عنْـــها وظــــلَّي عنْــــدها
واروي لـها خبــــَر الْحــــبيبِ ولـــوعتي

بالـــلـهِ كـــوني فـــرحةً فـــي صـــدرها
كي تسْـــــعد الدْنـــيا وتـــفرح مهجــــتي

لا تــخْبــريهــا أنني ذقـْـــــت الأســــــى
أخْشــــى علــــــيها من عــــذاب حكايتي

إن عــــطْـــرها عنَّـــي تـــحدث فاسمعي
فالْـــعطر يهــــوى أن يـــلامس راحــــتي

يا نســـــمةً أضـــــحت على وجه الهــــوى
هل تخـــــبريني كـــيف كانت حلـــــــــوتي

هل تـــذْكـــر العـــــهد القـــديم وما مضى
من بعْـــــد أن كُـــسرت قــــلاع سفيــــنتي

هل تمْـــــتمت باســـــمي وقالت يا تــــرى
هل يذْكـــر العــــطر الذي كان برسالــــتي

أنـِّــي نقــــشت حروفــــها بيــــن المــــدى
ونـــثرْت سحــر عبـــــيرهــــــا بوسـادتي

إنَّــــي على عهــــدي كفــــى حزنًــا كفــى
فالــــحــزن في العيــــنين أدمــــى مقـــلتي

والشــــــوق يأخـــــذني لعــــينيــــك التــي
أهـــــوى فتـــــــأمرني فأكــــمل رحـلـــتي

بــــين البـــــــحار وبــــين أوديــة الهــوى
مــــتأملاً أرجـــــوا لقــــــاء رفيــــقـــــتي

يا مـــن على صـــدري غفوت أتــذْكــري
كـــم كـــنت لي وطـنًـــا يداعب منيـــــتي

حـــــين افْـــترقنــا لم نودع بعضــنا
كــــانت تحــــاورنا نجوم مديـــــنتي

تحْــــكي لنــا قصـصًــا تداع قـــــلبنا
كـــانت تجـــالسني وتؤنس وحــــدتي

كــنَّـــا نعــــانق بعضنا رغم الألـــــــم
وتذوب شوقاً إن همست صــغيـــــرتي

يا بســــمةً سكـــــنت شفاهي أنــــصتي
صوت الحنين يصيح أنت ملـــيـــــكتي

يا نـــسْـــمة الفــــــجر الضحوك تمايلي
وعلى جبين الــــــصبح ألــــقي قبــــلتي

إن كـــــنت راحلةً فطــــوفي بشـــعرها
وتذكَّــــري أنَّ الهــــوى فـــي واحتـــي