أيُّها العِشق ُ لا..



لــم يَعُــدْ بيننــا مــا يُغنــِّي ...
أيُّهــا الزهر ُيا سِــرَّ حـزني

ضاقت الأرض ُ بي يا حبيبي
واستراحَ الــرّدى فوق َجفني

كنتَ روحي و عرّاب َعمري
مـا الذي زلزلَ الكـون َ بيني

مَنْ يا تُرى جَرَّحَ العِطرَ فينا
ونعى حُبَّنــا .... و التَّمنّــي

ليتَه ُ البحــر ُ يُفضي بناري
والـــذُّرا .. تســتحم ُّ بِلَحْني

خانني الشعرُ .. لمَّا ابتعـدنا
و غدا جارحاً .. بعـدَ طّعْني

ما لَه ُ الفَقْد ُ أضحى جنوني
و سَـديمي .. و خَيْبَة َ ظنِّي

أيّها العِشق ُ .. لا تنتظـرْني
فـــأنا .. أسْـــــتَرِدُّك َ مِنــي

أَشْــعَلَ اليَم ُّ مــا .. يَجْتَنيني
و نَمَا عاليا ً سَــوْسَــنُ دَنّي

ها هو الناي ُ يذرِفُ مِسْــكاً
و الندى .. عادَ يُشْبِهُ لَوْني

فَلْيَعُـــد ْ بَـدْرُنـــا بالأغـــاني
و لْيَعُد ْغُصْنُهُ فوقَ غُصني

إنَّـــه ُ البــرقُ يَرْعَف ُ مِنَّــا
قَبْلَ أنْ يَشْــحَذَ الرعد ُ مُزْني

و السماء ُ..الفضاء ُ..الأراضينُ
بإيـــلافِها كُنْــــه شَــــأني

انظـــروا .. فِتنَتــي تَتَرامى
صارتِ الشمس ُعنْقاءَ كَوْني

انظــروهـــا .. كغيمــة ِ وَرْد ٍ
واسألوا..عاهِلَ الشَّهْدِ ..أَيني ..؟

ســـوف اجتــازُ حُلْما ً تلظَّى
فالمحيـــط ُ .. يراني بعَيني

المحيط ُ.. ارتوى من رحيقي
لن يَضِل َّ الـــذي جُن َّ عني

.......................................
بقلم الشاعرة: مرشدة جاويش




أستاذتي الشاعرة الكريمة :

نالت القصيدة ما هي جديرة به من ثناء، وهنا نظرة إلى وزنها الفريد :


لــم يَعُــدْ بيننــا مــا يُغنــِّي .... أيُّهــا الزهر ُيا سِــرَّ حـزني

لم يعد بي ننا ما يغن ني = 2 3 2 3 2 3 2
أي يهزْ زهـْ ريا سرْ رحزْ ني = 2 3 2 3 2 3 2

ولئن كان هذا الوزن معروفا في المطلع على أنه مجزوء المتدارك المرفل عروضا وضربا على سبيل التصريع فهو غير معروف في سائر الأبيات كما في قصيدتك هذه.

ورد بيت يتيم في كتب العروض على هذا النحو أو قريبا منه هو :

دار سعدى بشحرِ عمان........ قد كساها البلى الملوان


وإليك ما كتبته في هذا الصدد :


http://www.alfaseeh.net/vb/showthrea...l=1#post278357

" وبمعزل عما تقدم فقد حاولت أن أجد الأبيات التي ينتمي إليها هذاالبيت :

دار سعدى بشحرِ عمان........ قد كساها البلى الملوان

فلم أهتد إليها، وخطر لي سياقان أرفقهما هنا

الأول:

دار سعدى بشحرِ عمان...... قد كساها البلى الملوان
2 3 2 3 1 3 2 .......... 2 3 2 3 1 3 2

ليتنا نلتقي مرة .....في لقاء ولو لثوان (ي)
2 3 2 3 2 3 .... 2 3 2 3 1 3 2


وإذ ذاك يكون المطلع مصرعا

الثاني:

دار سعدى بشحرِ عمان...... قد كساها البلى الملوان
2 3 2 3 1 3 2 ..... 2 3 2 3 1 3 2

ليتنا نلتقي ذات يومٍ ..... في لقاء ولو لثواني
2 3 2 3 2 3 ...... 2 3 2 3 1 3 2

وأجد هذا من حيث وقعه العام بالنسبة لمجزوء المتدارك كقصيدة ( إنما بدر بن عمار سحابُ ) بالنسبة للرمل
وإذ أن الصدر في الرمل هو فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
فإن القياس يغري باعتبار هذا الوزن فاعلاتن فعل فاعلاتن
وإن صح ذلك ولانعدام صورة المتدارك التامة ربما اعتبرت هذه التسمية لهذا الوزن أكثر تمثيلا له من مجزوء المتدارك.
لا أقرر بل أقيس وأفكر بصوت عال."
إنتهى النقل


وربما ينطبق عليه ( فنيا ) – على افتراض تعميم الحذذ خارج إطار الكامل - وصف ( أحذ المتدارك ).

وهذه أول قصيدة أطلع عليها على هذا الوزن في سائر أبياتها صدورا واعجازا. وربما تكون أول قصيدة في العربية على هذا الوزن الخارج على ما ورد في شعر العرب في هذا الباب كما حددته لنا كتب العروض.

على أني أراها تبدو ذات صلة ما بالخفيف وقد لحقه بعض ( الخلل المطرد أو التخليع ) ، ومن السهل نقلها له على النحو التالي :


لــم يَعُــدْ بيننــا هنا مــا يُغنــِّي ..... أيُّهــا الزهر ُيا شذا سِــرَّ حـزني


2 3 2 3 3 2 3 2 ............. 2 3 2 3 3 2 3 2


ضاقت الأرض ُ بي أنا يا حبيبي .....واستراحَ الــرّدى ضُحىً فوق َجفني
كنتَ روحي وكنت عرّاب َعمري .....مـا الذي تُرى زلزلَ الكـون َ بيني

والله يرعاك.