النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هكذا قرأت كتاب الدكتور عمر خلوف

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    896

    هكذا قرأت كتاب الدكتور عمر خلوف

    هكذا قرات كتاب الدكتور عمر خلوف



    طلبت مني الاخت سحر في غرفة الرقمي رايي حول الكتاب ، فقلت لها تجدينها في المنتدى إن شاء الله

    هكذا قرأت كتاب الدكتور عمر خلوف : -كن شاعرا-

    مهد الدكتور عمر خلوف لكتابه بتوطئة ضمنها إجابات إيحائية لمجموعة من أسئلة المهتمين المحتملة و المفترضة حول ما يتعلق بالعروض و الشعر ، فعرف علم/ فن العروض ، مركزا على أهميته للشعراء و الباحثين و النقاد في أسلوب ممتع جذاب ، بعيدا عن كل تعقيد و تقعر، في محاولة جادة منه لنقله من كونه علما جامدا جافا إلى حيث يريد له أن يصير فنا سهلا وممتعا.

    قسم الدكتور كتابه إلى محطات رئيسية تقسيما ذكيا كما يلي :
    1 -التمهيد : تحدث فيه عن الساكن و المتحرك ثم المقاطع الأصلية الثلاثة: السبب فالفوتد فالفاصلة ثم الفاضلة بصفتها مقطعا عارضا، ووصف الوتد بالثبات دون باقي المقاطع ، ثم التفعيلات الثماني وزاد الدكتور عليها تفعيلة : فَعْلُنْ.
    2- الباب الأول : بحور الشعر : عرض فيه الصور القديمة و الحديثة لكل بحرمن بحور الشعر ، مع التمثيل لها ، دون ذكر لمصطلحات العروض، وأصل لبحرين لم يؤصلهما الخليل رحمه الله : الخبب و الدوبيت حيث تدخل التفعيلة : فَعْلُنْ
    3-الباب الثاني : فن التقطيع الشعري ، وفي هذا الباب صب الدكتور فيضا من النبوغ وسيلا من العبقرية .
    ويبدو تقسيمه الذكي لكتابه ،كأنه صادر عن تصورنظري لمراحل تطور الشعر من بداياته إلى أن استوى بهذه الصور المعروفة ، من تأليف المقاطع فالتفاعيل فالشطر فالبيت ، ثم أخيرا القصيدة تحت إشراف أذن عربية ، مطبوعة بالفطرة على رفض النشاز. وأحسست كأن السيد د عمر خلوف يقول لنا : إن الباب الأول فيه كفاية لمن أراد أن يكون شاعرا ، حيث يكفيه معرفة الصور التي يأتي عليها الشعر ليلتقطها فيحفظ منها قدرا كبيرا ، يخزنها ويستأنس بها قراءة و سماعا فتتولد لديه صور الإيقاعات و الأوزان ذهنيا، بعد ذلك قد يجد في نفسه المقدرة على قول الشعر،على طريقة النسج على غرار ما ترسخ في الذهن ، وذلك بالمحاولة و الخطأ وهذا ما ذهب إليه ابن خلدون في مقدمته من نفيه فطرية وملكة الشعر عن أي شاعر كائنا من كان ، إنما هي الصنعة و الارتياد و الرياضة. فليتمعن القارئ قول د عمر خلوف ص 7: ( ومع أن الشاعرَ الموهوبَ يستطيع بحسّه المرهفِ أن يقول الشعرَ صحيحاً موزوناً، دون معرفةٍ مسبقة بالعروض، اعتماداً منه على التقاط الأوزان المختلفة، وتخزينها في ذاكرته قراءةً وسَماعاً.......)
    فهل يا ترى هكذا يقول لسان حال الرجل ، أم أني أبعدت النجعة ؟
    وعلى أية حال ، إذا تناقض المفهوم و المنطوق فالمنطوق مقدم كما قال العلماء.
    وإن الباب الثاني لجدير بالمطالعة للباحث و الناقد والمحقق والشاعر، فالدكتور عمر خلوف يصطحب معه نظرية الخليل ، في رحلة استكشافية طويلة ، عاد بعدها متوجا بأكاليل وتيجان ، بكنز ينضاف إلى علم العروض ألا وهو فن التقطيع الشعري .
    ينطلق الدكتور عمر من الصور النمطية لبحور الشعر ، وباستقراء دقيق وإنعام نظر، وبناء على تجربة كبيرة في الميدان ، استطاع من خلال رصده لإمكانات وحالات وظروف تجاور المقاطع العروضية الأربعة : السبب والفاصلة والفاضلة والوتد ، مع اعتبار لحوق التغيير للأسباب و الفواصل ، عكس الوتد الذي يظل ثابتا ، إلى ما أسماها قوانين التقطيع الأربعة ، و قواعد التأصيل ،تقودك مباشرة إلى هوية البيت الشعري وما اعتراه من تحول عن صورته النمطية ، مهما كان وزنه شريطة تقيده بقواعد العروض المعروفة ،دونما الحاجة إلى معرفة الزحافات و العلل ، وقد قام الدكتور بتطبيقات على جملة من الأشعار على اختلاف أوزانها ، فأصابت القواعد قلب الهدف في سهولة ويسر ،وفي وقت قياسي جدا جدا .
    ولست أدري ما إذا كان لهذه الطريقة الطريفة من استثناءات ، ومهما يكن من استثناء إن وجد ، فالطريقة طرحت وراءها ما شاء الله من مصطلحات الزحافات والعلل و التي لا توحي بالمراد منها ،كما أشار الدكتور في الصفحة : 35 حسب النسخة التي بين يدي ،ناهيك عما تسببه من تشويش .
    إنها إبداع كبير لرجل كبير !!!!
    ربما لا أبالغ كثيرا إذا قلت ، إن هذه الطريقة هي ضالة الخليل التي مات ولم يوفق إليها ، ولو أنه هدي إليها يومئذ ، لكان أراح و استراح ولكان غنيا عن طابور من الزحافات والعلل .
    ويبدو لي على بساطة قدري أن طريقة التقطيع الشعري هذه ربما ألهمت أستاذي المحترم السيد محمد خشان كثيرا كثيرا في كشف جملة من الاستنتاجات و القواعد الرقمية من خلال استكناه واستقراء تموضعات وتمفصلات المقطعين : السبب والوتد ) 2 و 3 ( في الشعر العربي ،حيث انتهى إلى ما يلي :
    1- وجود إيقاعين في الشعر العربي : بحري و خبـبي ،الأول الإيقاع البحري و يضم الرقم 3 الذي يقوم مقام الوتد متجاورا مع الرقم 2 الذي يقوم مقام السبب الخفيف، و الثاني الإيقاع الخببي الذي لا يضم إلا الأسباب فقط أي يضم سلسلة من الرقم 2 مع ملاحظات ......
    2- تداخل الإيقاعين البحري و الخببي في البحرين: الوافر و الكامل في كل أجزائهما ، وفي منطقة الضرب في معظم بحور الشعر الأخرى حسب ضوابط دعاها السيد خشان ضوابط التخاب .
    3- الزحاف حسب العروض بالأرقام يعني حذف ثاني السبب الخفيف فقط لا غير، أما ما يكون من تحريك ثاني السبب الخفيف في أي تركيب فيعتبر تكافؤا خببيا ، لا زحافا .
    4- الوتد 3 له تأثير على ما قبله مباشرة حيث لا يقبل قبله مباشر سببا ثقيلا : // أي 2 ، وما يرد في الشعر من سبب ثقيل 2 يليه وتد ، فأصله سببين خفيفين يليهما وتد وقد حذف ثانييهما .
    5- وجود التركيب سبب +وتد: /0 //0 أي : 2 3 في أول البيت ، وكذلك التركيب : وتد+ سبب خفيف + وتد : //0 /0 //0 أي : 3 2 3 في أي جزئ كان من البيت. ينفي وجود سبب ثقيل 2 في حشو الشعر العربي عموما ، ماعدا في بحري الكامل و الوافر .

    هذه بعض القواعد الشمولية الممتعة و المغرية في آن والتي تبدو بجلاء ووضوح في حضور الرقين 3 و 2 ، تفرد بها العروض الرقمي ، وغيرها كثير ، كمبدأ الاستئثار و التخبيب و قاعدة 1 3 3 وهرم الأوزان و قصة المتناوبات .........
    وعلى أي فمن استطاع أن يضبط قواعد العروض الرقمية على بساطتها ، ومن كان له صبر على استقراء الشعر العربي من خلالها ، فلسوف يحلق عاليا في سماء الشمول والاستنباط ، ولسوف يتعدى هذه القواعد المذكورة إلى أخرى بنفاد البصير وقوة الملاحظة .
    وأخيرا كما ترى أخي القارئ الكريم فالعلم تراكمي ، وصرحه في علو لا ينتهي، والعلماء كما رأيت يشيد اللاحق منهم على بناء السابق ،
    ثم أخيرا لا يسعني إلا أن أرفع أسمى عبارات التقدير و الاحترام للمحترمين : د عمر خلوف و الأستاذ محمد خشان على إبداعيْهما وكرمهما .
    و الله من وراء القصد .
    بتاريخ 30/08/2011
    الاستاذ لحسن عسيلة الدار البيضاء / المغرب
    التعديل الأخير تم بواسطة (أ. لحسن عسيلة) ; 02-10-2013 الساعة 10:22 PM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954
    ويبدو لي على بساطة قدري أن طريقة التقطيع الشعري هذه ربما ألهمت أستاذي المحترم السيد محمد خشان كثيرا كثيرا في كشف جملة من الاستنتاجات و القواعد الرقمية من خلال استكناه واستقراء تموضعات وتمفصلات المقطعين : السبب والوتد ) 2 و 3

    شكرا لك أخي وأستاذي الكريم لحسن عسيلة.

    أستاذي د. خلوف علَم في العروض. وكتابه هذا يأتي امتدادا لكتابه المفيد ( فن التقطيع الشعري ). الذي أفادني في التوجه إلى الأرقام شكْلَ تعبير عن الوزن. وهو ما اشرت إليه في مقدمة الطبعة الأولى من كتابي بالقول :" أفادني كتاب الدكتور عمر خلوف " فن التقطيع الشعري " بنهجه النمطي وقواعد التأصيل التي انتهجها .

    يرعاك ويرعاه الله.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط