التحليق في سماء الأوزان

لا شك أن طريقة الأستاذ خشان في تناوله للعروض من خلال تأملاته الرقمية الشمولية هي طريقة جد مبتكرة وغير مسبوقة ، ويجب أن نعترف للرجل بذلك إحقاقا للحق وحتى لا يظن أحد أن وجود مناطق خلاف أو مناطق غموض يعني رفضنا لشموليته المبتكرة ، بل نحن نشجعه تماما على المضي في طريقته ونحن معه بتأمل ما تصل إليه شموليته من نتائج ومعطيات وأطروحات ؛ سواء بالإشادة إلى ما نراه إيجابيا ويستحق الإشادة أو بطرح نقاط الغموض لاستكشافها واستجلائها أو بطرح نقاط الخلاف لمناقشتها ومعرفة توصيفه لها.

لقد اتضح لي من خلال قراءتي الأولية لأجزاء من فصول تأملاته أنه كمن يحلق في سماء الأوزان بطائرة أو مركبة فضاء فينظر إليها من أعلى ليراها مترامية الأطراف تحت ناظريه فيتأمل العلاقات بين أجزائها المختلفة دون أن يرسم حدودا بينها ؛ لذلك فإنه استطاع أن يرى صلة القرابة بين بحورها المختلفة بطريقة أكثر وضوحا مما يراها غيره.

ولكني كنت أتمنى أن يبدأ طريقته الشمولية هذه بمقدمة واضحة محددة يعلن فيها أهدافه بجلاء تام ، ويبين أسس هذه الطريقة ومبادئها بطريقة الحصر ، ويعرف هذه الأسس وتلك المبادئ والأهداف بوضوح تام ؛ ويجعل لكل منها فصلا أو بابا مستقلا بشرح مختصر واف مستقل عن دروس الدورات والتمارين التي تناسب جمهور الطلبة والتلاميذ ولا تناسب المتخصصين والباحثين الذين يريدون الوصول إلى أهدافهم دون المرور على شرح مستفيض وأمثلة وتمارين ؛ وذلك حتى يدخل إليها من يريد التعرف عليها من الباحثين والمتخصصين على ضوء هذه الأهداف والأسس والمبادئ المحددة والتي تم حصرها ؛ فيبحث عنها عارفا أين يجدها وأين يجد الإجابات عن تساؤلاته بشأنها.

فإن كان مثل هذه الأمنية - الخاصة بحصر الأهداف والمبادئ بتعريفات وافية لها مع فصول شرح مختصر غير مخل مستقل عن دروس الطلبة – إن كانت قد تحققت فيسعدني أن يدلني عليها ، وإن لم تكن متحققة حتى الآن ؛ فإنني ما زلت أتمناها وليته يسارع بتحقيقها ، لأن طريقته الشمولية جديرة بالتأمل الجاد من جانب المتخصصين.