أخي وأستااذي الكريم محمود مرعي

يمتعني التحاور معك آملا أن تتحمل إزعاجي بالحديث عن حلم نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



وهذه مقالة لأخي وأستاذي الشاعر العروضي محمود مرعي
http://arood.com/vb/showpost.php?p=31262&postcount=9


ضمنتها بعض التعليق والتداعيات

بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة للجميع
بداية أقول إن الوزن ليس منالخفيف في شيء ، وليس جديدا ، بل هو من استحداثنا، وهو مثبت في كتابنا العروض ، ضمنتخريج أشكال بحر الممتد ، الذي هو عينه مقلوب المديد ،

لعل الأدق تعبيرا القول :" وهو من اشتقاقنا " فطالما أنه موجود الممتد فهو اشتقاق منه .
ويذكر هنا أن الوزن 2 3 2 3 4 3 هو القالب رقم 19 من قوالب د. الصويان للشعر
النبطي وشاهده :


نجد عذرًا حضر خطّيبها ............والجهاز الفشق والمارتين
نَجْ دِعَذْ رَنْ حضرْ خِطْ طي بَها = 2 3 2 3 2 2 3

وهذا الوزن مجزوء الممتدبقراءة التفاعيل بصورة مختلفة لكنها نفس الأمر والناتج ، والممتد (مقلوب المديد) نظم عليه القدماء :

" فاعِلُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلُنْ فاعِلاتُنْ " = 2 3 2 3 2 2 3 2 3 2

وقداخترنا قراءته كالتالي :

فاعِلاتُنْ فَعولُنْ فاعِلاتُنْ فَعولُنْ

×>××|>××|×>××|>××

وذلك لان هناك أشعارا على أشكال لهذاالوزن ، ومنها الوزن الذي ورد ان أبا العتاهية اخترعه ، وما هو كذلك ، والوزن يأتي ( فاعِلاتُنْ فَعولُنْ/ فاعِلُنْ فاعِلاتُنْ) ، وعليه قول أبي العتاهية ( يا كثيرالعناد / أنت حب الفؤاد) = 2 3 2 3 2

ومن أمثلة الممتد على الأصل ، ما ذكره الدماميني فيالعيون الغامزة :

قَدْ شَجانِي حَبيبٌ وَاعْتَرانِي ادِّكارُ ** لَيْتَهُإِذْ شَجانِي ما شَجَتْهُ الدِّيارُ

2 3 2 3 2 2 3 2 3 2


قَدْ شَجانِي حَبيبٌ........ وَاعْتَرانِي ادِّكارُ


لَيْتَهُإِذْ شَجانِي............ ما شَجَتْهُ الدِّيارُ





كذلك الشعر :

صادَ قَلْبِيغَزالٌ أَحْوَرٌ ذو دَلالٍ ** كُلَّما زِدْتُ حُبًّا زادَ مِنِّي نُفورَا


صادَ قَلْبِي غَزالٌ......أَحْوَرٌ ذو دَلالٍ


كُلَّما زِدْتُ حُبًّا ........زادَ مِنِّي نُفورَا




صيغة أبي العتاهية أسلس، وتركيب البيتين وانتهاء الجمل مع انتهاء صدر مفترض يشي بذلك، ولكأن جمعهما في شطر كجمع شطري أبيات خليل مطران مع فارق الوزن


أيهما مفلح .........من قال أم من فعلْ


قبل الشروع اتّّئد ......ذاك أوان المهل


كجمع كل شطرين في بيت

أيهما مفلحمن قال أم من فعلْ ......... قبل الشروع اتّّئد ذاك أوان المهل





وقد قمت بتخريج الوزن لعدة أشكال ، بلغ عددها سبعة أشكال هي كالآتي :

1ـ العروض الصحيحة والضرب الصحيح .

2 ـ العروض الـمجزوءة الصحيحةوضربها مثلها .

3 ـ العروض الـمجزوءة الصحيحة والضرب الـمجزوء الـمحذوف .

4 ـ العروض الـمجزوءة الصحيحة والضرب الـمجزوء الـمدبول .

5 ـالعروض الـمجزوءة الـمحذوفة وضربها مثلها .

6 ـ العروض الـمجزوءة الـمدبولةوضربها مثلها .

7 ـ العروض الـمنهوكة والضرب الـمنهوك .

فاذا أخذناالشكلين الخامس والسادس ، فان الوزن مطابق لهما ، بفارق أنه التزم خبن مستفعلن ، فيالعروض والضرب . ومن أمثلته عندنا :

الشكل الخامس :العروض الـمجزوءةالـمحذوفة وضربها مثلها :

كَيْفَ يَرْقى مَداراتِ الْعُلا **** مَنْ هَوَىفِي مَتاهاتِ الْهَوَى

×>××|>××|×>× ******** ×>××|>××|×>×

فاعِلاتُنْ / فَعولُنْ / فاعِلُنْ **** فاعِلاتُنْ/فَعولُنْ /فاعِلُنْ

فاعِلُنْ/فاعِلُنْ/مُسْتَفْعِلُنْ *****فاعِلُنْ/فاعِلُنْ/مُسْتَفْعِلُنْ

الخامس = 2 3 2 3 4 3
خبــاء = 2 3 2 3 3 3

الخفيف = 2 3 2 3 3 ((4)..في الصدر ....ثالث الخفيف مع ( جعل 2 3 الأخيرة 1 3 )
الخفيف = 2 3 2 3 3 4......في العجز ....استنتاجا وقياسا على المديد والبسيط في 3 2 3
التي في آخر العجز حسب الدائرة
خبــاء = 2 3 2 3 3 3
فيقارن هنا بين قرائتين لوزن خباء

خبــاء الممتد= 2 3 2 3 3 3
خبـاء الخفيف= 2 3 2 3 3 3



الشكل السادس :العروض الـمجزوءةالـمدبولة وضربها مثلها :

نَسَماتٌ هَمَتْ بارِدَةً ****** أَدْنَتِالنَّوْمَ بَعْدَ الأَرَقِ

>>××|>××|>>×****** ×>××|>××|>>×

فَعِلاتُنْ /فَعولُنْ /فَعِلُنْ **** فاعِلاتُنْ /فَعولُنْ/فَعِلُنْ

فاعِلُنْ/فاعِلُنْ/مُسْتَعِلُنْ**** فاعِلُنْ/فاعِلُنْ/مُسْتَعِلُنْ

1 3 2 2 2 2 1 3 .......2 3 2 3 2 1 3
يتقلطع الخبب مع كثير من البحور بشكل لا تجتمع فيه أربعة أسباب خفيفة، فإن اجتمعت فيه أربعة أسباب خفيفة لم يكن إلا خببا، وهذا حال الصدر فليس إلا خببا، هذا إذا ارتضينا اطراد هذه القاعدة في كل بحور الشعر العربي. ولأخي وأستاذي رجاء التأكد ومحاولة إيجاد شطر واحد في الشعر العربي كله ( عدا الخبب) تتجاور فيه أربعة أسباب خفيفة.

هذا يعيدني إلى حلمي – الذي لا أظنه سيتحقق - بأن يولي أخي وأستاذي القواعد الكلية للعروض العربي اهتمامه وأن لا تنسيه إياها غابة التفاصيل والمصطلحات.

والذي أدى إلى هذا هو استعمالك ( فعلن 2 2 الخببية ) محل (فاعلن 2 3 البحرية ) في الحشو فكأنك بذلك تجيز الشكل التالي من البسيط

البسيط = 4 3 2 2 2 2 3 1 3

نسماتٌ همّت باردة = 1 3 2 2 2 2 1 3
فعلاتن فعولن فعِلُنْ = 1 3 2 3 2 1 3
ليسا سواء

وتحويل فاعلن في حشو الصيغة (فاعلن فاعلن 2 3 مستفعلن ) إلى فعْلن 2 2
معادل خرم فعولن في حشو الصيغة ( فعلاتن فعولن 3 2 فعَلُنْ ) إلى عولن 2 2

في الشكل الخامس أعلاه جاءت العروض صحيحةوالضرب صحيحا ، بقراءة مستفعلن ، وليس بقراءتنا في كتابنا ، أما الشكل السادس ،فجاءت العروض مطوية والضرب مطويا كذلك ، ولن يختلف شيء في مجيء العروض والضربمخبونين ، فحسب قراءتنا توجد ( فعولن) والقبض زحاف يدخل على (فعولن) فيسقط الخامسالساكن ، وتبقى ( فَعولُ) ، ولو أخذنا أي بيت من القصيدة لن يخرج عن المجزوء عندنا :

خَبّئي في جبينكِالقمرْ

×>××|>×>|×>×

فاعِلاتُنْ/فَعولُ/فاعِلُنْ

فاعِلُنْ/فاعِلُنْ/مُتَفْعِلُنْ

كلمـافاضَ أيقظالسّهرْ

×>××|>×>|×>×

فاعِلاتُنْ/فَعولُ/فاعِلُنْ

فاعِلُنْ/فاعِلُنْ/مُتَفْعِلُنْ

ختامانقول : إن الوزن ليس جديدا ، بل هو وزن موجود وسابق ، وهو من استحداثنا ، وقد قمنابتأصيله، وهو مثبت في الجزء الثاني من كتابنا ( العروض الزاخر واحتمالات الدوائر/



على أن تعديلا طفيفا خطر لي يجعل العجز في أبيات أستاذنا يوسف من صلب الخفيف ( الخامس )، ولكن يبقى مدى انسجام الصدر مع العجز في هذه الحالة مسألة أخرى. ولعل في إعراب الكلمة الأخيرة من كل بيت في أول أربعة أبيات وأنها منصوبة ما يمثل نداء من هذه الأعجاز بلسان الحال يقول (أنا من الخفيف ) :


خَبّئــي في جبينـكِ القمـــــــرا......كلمـا فــاضَ أيقـظ السّهـــــرا


واجْمَعي الضُّوءَ مِنْ سُدولِهِ .....وانعثيني أُلَــــوّنُ الصـــــورا


واغْسلي الحُـبَّ في غُيوثــهِ ......واهْدُلِي في خِضابهـا المطـرا


واسألي النبضَ جُنّ في دمي .....راعفُ البوحِ كلمــــا هَــــدَرا


ولكن الأبيات تصبح من الخفيف بلا تحفظ لو أصبحخ نصها :


خَبّئــي في جبينـكِ القمـــــــرا......كلمـا فــاضَ أيقـظ ا لسّهـــــرا


واجْمَعي الضُّوءَ مِنْ غلالته .....وانعثيني أُلَــــوّنُ الصـــــورا


واغْسلي الحُـبَّ في طهارته ......واهْدُلِي في خِضابهـا المطـرا


واسألي النبضَ جُنّ في دمنا .....راعفُ البوحِ كلمــــا هَــــدَرا



وهذا يذكرني بنداء أبيات عبده بدوي ( وللأخ سليمان أبو ستة فيه مقالة) :




لنأخذ الأبيات التالية لعبده بدوي:


هبط الأرض كالصباح سنيّا ...وككأسٍ مكلّلٍ بالحببْ (بالحببِ)

عرف الحبّ والمنى وحروفاً... كالعصافير إن تطاردْ تُجبْ (تجبِ)
وتغنّى كبلبلٍ وتهادى .... كشعاعٍ معطّرٍ مرتقَبْ (مرتقَبِ )
عاش فيالفؤاد قلباً ذكياً ... يحتسي النور ينتشي من طربْ (طربِ)
تفرح الأرضُ حين يمشيعليها ... يمسح النجك رأسه في حدبْ (حدَبِ)
قد نسى الرومَ قد غدا الأزدُأهلاً....حسبه الأزد عند ذكر النسبْ (النسبِ)

حينماهمّ بالرحيل اسجابتْ ....خطواتٌ وقلبه لم يجبْ (يُجبِ)

لنقرأ الأبيات أولا بنصها الأصلي أيبالروي الساكن وزن البيت الأول ومثله سائر الأبيات


1 3 2 3 3 1 3 2 .........1 3 2 3 3 2 3
هذا الوزن هو (خامس الخفيف~ 51 ) :
http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/adhrob


ولنعد قراءةالأبيات مع إبدال الكلمات ( بين القوسين) بنظيراتها بحيث يكون الرويمجرورا حينئذ يكون الوزن


1 3 2 3 3 1 3 2 ........1 3 2 3 3 2 1 3

وأتأمل هنا ماذا لو ألزمنا الضرب الخبن كما فيالبسيط


1 3 2 3 3 1 3 2 ..........1 3 2 3 3 2 1 3
هذا الوزن لا يقرهالعروضيون. وأنا أستسيغه بل أراه أسلس من الوزن الأصلي المعترف به. ومع ذلك لاأعتبره شعرا بل هو من الموزون موزون الخفيف فحسب. وسلاسته شهادة لصحة التنظير الذيتقدم.

ومن عجب أن الكسرة حركة كافة الكلمات في أواخر الأبيات من ناحية نحوية. ألا يدل ذلك على استشعار الشاعر للوزن على هذا النحو. لوخالفت حركة أحد أواخرالكلمات البقة لكان لزاما علينا التسكين."

*****************

وهنا أتساءلماذا لو صنعنا هنا " ما صنعه في البسيط حين ألزم عروضه والضرب الخبن "

فيصبح نص الأبيات

هبط الأرض كالصباح سناً ......... وككأسٍ مكلّلٍ حبَبا

عرفالحبّ والمنى ورؤىً ......... هي كالقلب من هوىً وجبا

وتغنّى كبلبلٍ وتهادى ......... كشعاعٍ معطّرٍ بِرُبى


صدر الكتاب في طبعته الاولى عام 2004).
وللجميع محبتي.

ما ينفك اختلاف وجهتي النظر بيني وبين أخي وأستاذي محمود مرعي مصدر خير، يرافقه إزعاجي له بتكرار حلمي بأن يتيح للرقمي من نفسه جانبا ليعرض عليه شموليته التي بها سيزداد عطاء أخي أضعافا.