في قراءتي لبيت ابن الجوزي المثير للجدل اجتهدت في تتبع ما جرت به الدنيا ، مشيرا إلى أن من كان اعتاد أن يدفن الناس لم يلبث أن دفنته الدنيا ،واجتهد أخي خشان في تتبع حال المرء مع صديقه الذي يقاربه في العمر كيف يسبقه إلى سكنى الترب ( جمع تربة ) وكلانا في ذلك أفصح من ابن الجوزي في بيته المشكل ، مع أنه يجب ملاحظة ما نصت عليه المعاجم من أن الترب أكثر ما يكون في المؤنث وقد ذكّره أخي خشان كما لم ترد الكلمة بمعنى الصديق أبدا ، أضف إلى ذلك أن الخد مذكر وقراءة خشان تدل على تأنيثه .
ذكرني هذا الكلام حول الاجتهاد في قراءة البيت بقول السجستاني مما أورده السيوطي في المزهر ، قال : " قرأ الأصمعي على أبي عمرو بن العلاء شعر الحطيئة ، فقرأ قوله :
وغررتني وزعمت أنك لابن بالصيف تامر
أي كثير اللبن والتمر ، فقرأها : لا تني بالضيف تامر ، يريد : لا تتوانى عن ضيفك تأمر بتعجيل القرى إليه ، فقال له أبو عمرو : أنت والله في تصحيفك هذا أشعر من الحطيئة !
وهنا أراني قد ولجت منطقة من النقد اختص بها في المنتدى أستاذنا محمد . ب ، ولا بد أن عنده فصل المقال .