شكرا لكل من علق.

وهذا رأي أستاذي وأخي غالب الغول وليته شارك به معنا مباشرة فاختلاف الرأي لا يفسد للأخوة قضية:


http://www.omferas.com/vb/showthread...992#post106992

إن للأستاذ خشان رأي ثابت لا يحيد عنه , وهو ما تظهره الأرقام فقط , ولكنني أرى جوهر الشعر , لا يتعلق بالأرقام وحدها , كما لا يتعلق بالتقطيع العروضي التقليدي , بل إن الشعر له علاقة وثيقة بما يريده الشاعر من ذوقه في الإيقاع ومواقع النبر على الوحدات الإيقاعية لقصيدته , ولقد صدقت الأخت ريمه في تعليقها القائل:
(((... والاهم انه بحر بني على بحر ..والاهم الموسيقا ...وكل البناء الذي نعتقد انه جديدا يبنى على بناء سابق...
سنبقى نتمسك بالبحور الأساسية و سلاسة الموسيقا هي الحكم... )))
نعم (( الأهم هو الموسيقى )) ومن هنا نبدأ بالسؤال القائل :
كيف تهتدي الأرقام إلى الموسيقى , هل يوجد لدى الأرقام دلالة واضحة للوصول إلى المفهوم الموسيقي , لنعرف اتجاه الإيقاع الشعري الموسيقي لأي قصيدة ؟؟ )
إن الجمل الموسيقة ( وهي شبيهة بالتقطيع العروضي )) تعرّف المنشد على سير الإيقاع من مجرد النظر إلى الرموز الموسيقية , لأنها رموز تامة المفاهيم , وتخص الوحدات الإيقاعية التامة .
وخلاصة القول :
إن الشاعر العراقي وهاب شريف , اختار لقصيدته الوحدات الإيقاعية التي يريدها هو , وليس التي تريدها الأرقام أو تريدها المقاطع العروضية .
فاختار لقصيدته الوحدات الصريحة بالتفاعيل الخليلية وهي
(((((((فعولن مفاعلتن مفاعلتن فعولن ))))))) ثم التزم بهذه الوحدات .
فهل من حقنا نحن العروضيين أن نعارضه ونقول له إن قصيدتك هذه للكامل , وإن أول حرف دخل قصيدتك هو حرف (الخزم ))

نعم قد يكون الشاعر وهاب قد أخطأ التقدير فلم يعرف معنى ((الخزم ))

ولكن الناقد العروضي قبل أن يحكم , عليه أن يضع المقاييس الصحيحة لنقده , ثم يطلق عموم حكمه .
إن القصيدة على ما يبدو لي لم يلحقها (( الخزم )) للأسباب الآتية :

1 ــ الخزم معناه (( زيادة في أول البيت لا يعتد بها في التقطيع )) الكافي 143
لكن الحرف الذي التزم به الشاعر , لم يكن زيادة , بل هو ملتصق بالكلمة الشعرية وجزء منها .
مثال ذلك . فإنه ابتدأ القصيدة بما يريده الشاعر للتفعيلة ( فعولن أن تبتعد عن الخزم فقال ):

على ماتبقّى تضمحلّ الأمنيــــــــــاتُ
وفي القعر تنهش وجنتيها العاطفاتُ
إلى يوم فاض الوجه تنأى الذكـرياتُ
وتأسى لأنّ ضحاك يسقيه الممـــــاتُ

@@@@@@@@@@@@@
ابتدأ البيت بكلمة ((( على )) وهنا إما أن تكون الكلمة (( على )) كلها (( خزم )) وإما أن لا تكون خزماً , فإن كانت خزماً فأن البيت سينقص مقداره (( وتد مجموع )) ويصير تقطيع البيت كما يلي :
ب ــ /ــ ب ــ / ــ ــ ب ــ / ــ ــ ب ـــ/ ـــ
/ فاعلن / متفاعلن / متفاعلن / فااا
2 3 / 4 3 / 4 / 2 وهذا ليس من الكامل بشيء
ثم نأتي للبيت الثاني الذي يبتديء بالحرف ( إلى )
وهنا إن أردنا اعتبار ( إلى ) خزم , فيجب أن لا تتجزأ ( لكي يكون الخزم منفصلاً عن معنى البيت الشعري ) , وإذا فصلت عن مقاطع البيت ( فإن البيت الثاني يكون مثل تقطيع البيت الأول هكذا :
ب ــ / ــ ب ــ / ــ ــ ب ــ /ــ ــ ب ــ /ــ ( وهذا ليس من الكامل )
فاعلن / متفاعلن / متفاعلن / فااا ( وهذا ليس للكامل
2 3 / 4 3 / 4 3 / 2 وهذا ليس من الكامل .

ومن هنا أثبتنا بمدلول الخزم أن البيت ليس للكامل , لأن الخزم حرف لا يعتد به في التقطيع , وإن الخزم إما أن يكون حرفاً زائداً , أو حرفين , وقد يكون كلمة تامة , وظيفتها ( وصل كلام بكلام ) وقد لا تتكرر هذه الكلمة إلا عند الحاجة إليها , وتعرف على أنها زائدة من خلال الأنشاد , عندما يلفظها المنشد , ثم يقف , ثم ينشد البيت من أول مقاطعه بالإيقاع المستساغ .

2 ــ نسعرض الأن تقطيع البيت الأول لنتعرف على أصل إيقاعه بدلالة النبر الشعري الذي هو جزء من الإيقاع الشعري الموسيقي .

إن تقطيع البيت الأول كان على الشكل الآتي :
فعولن مفاعيلن مفاعيلن فعولن
3 2 / 3 4 / 3 4 / 3
ب ــ ~ / ب ــ ــ ~/ ب ــ ــ ~ / ب ــ ~
1 2 3 / 4 5 6 7 / 8 9 1 2 / 3 4 5
إن ترتيب مواقع النبر هي (( 3 7 2 5 )) لا توجد لأي بحر خليلي
فهو وزن مستحدث من شقائق البحور الخليلية , ليس هو بالكامل ولا هو للطويل , ولا يوجد إيقاع مثله , ونشكر الشاعر على مثل هذا الجهد .

2 ــ

ولو كان من الكامل فإن مواقع النبر سيتختلف ترتيبها لتصير هكذا
ب// ــ ~ ب ــ / ــ ~ ب ــ/ ــ ~ ب ــ ــ
1 2 3 4 / 5 6 7 8 / 9 1 2 3 4
ترتيب مواقع النبر (( 2 6 1 )) باعتبار أن الحرف الأول خزم ولكنه ليس كذلك .

والفرق شاسع بين وحدات كل شطر , بمواقع النبر الإيقاعية .


من الذي يمنع الشاعر أن يتخذ هذا التتابع لتفاعيله الخليلية الصالحة للأنشاد أنموذجاً حياً لما أسميته في كتابي النظرية الحديثة للنبر الشعري 1997(( شقائق البحور )) راجع صفحة 37
ثم ما ذكرته في كتابي ( القواعد الحديثة في تطوير علم الشعر ص 150 ) في الموضوع (( أوزان من شقائق البحور ) وأقول فيها :
لمن يريد البحث عن إيقاعات جديدة لبحور تامة أو مجزوءة أو مشطورة فليتبع التفاعيل الآتية :
فاعلن فاعلن فاعلاتن
مفاعيلن فعولن فعولن
فعولن فعولن مفاعيلن
مفاعيلن فعولن مفاعيلن
فاعلن مستفعلن مستفعلن وغيرها من أوزان شقائق البحور ,
هل هذه الشقائق بحور جديدة أم هي أوزان استصاغها الشاعر وألف قصيدته على منوالها بما يتماشى مع منهج الخليل بالزحافات والقواعد العروضية الكاملة ؟؟

لا نريد الجمود لعروض الخليل , فكل علم قابل للتوسع , فإذا كان الخليل قد اكتشف ( 14 ) بحراً ألف عليها العرب الأولون أشعارهم , فنحن العروب المتقدمون نريد أوزاناً أخرى تسير على منهج الخليل , فهل يوجد بذلك أي خطر على العروض وعلله وزحافاته ووحداته الإيقاعية ؟؟؟

3 ــ ثم إن الشاعر قد استعمل التفعيلة ( مفاعلتن ) لتكون سالمة من الزحاف مرة ,ومرة أخرى ( معصوبة )) وهذا اختيار الشاعر ولا أحد يمنعه ,
أما قول أحدنا بأن هذا الوزن غير مستصاغ للسليقة العربية , فهذا من الكلام الأجوف الذي لا معنى له سوى حذلقة الكلام فقط , لأن الذائقة العربية لا أحد يعرفها إلا العربي الجاهلي الأول , أما نحن فلا نعرف من الذائقة العربية إلا ما ندر .
إخوكم غالب أحمد الغول

___

وكان هذا ردي عليه:

خي وأستاذي الكريم غالب الغول

أعتذر لك عن أية حذلقة تجدها مني.

لا يجتمع في حشو كل بحور الخليل السبب الثقيل مع 2 3 ( وهذه لا تشمل 2 2 3 )

يرعاك الله.