النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: حول (قصيدة النثر!)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,965

    حول (قصيدة النثر!)

    http://belahaudood.org/vb/showthread.php?t=12370&page=2


    http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=75071

    النص للأستاذة جوانا إحسان أبلحد


    وفقراء تلوكُ الحَصى
    تسّتلذ طعم الطحالب
    ومابَرِحتْ مساءاتها الحزينة
    تواصل إقناع ملاكها الصغير
    إمكانية التحليق ..
    بجناح ٍ واحد رَث الزَغبْ
    لسموات الغد الجميل


    الشاعرية موهبة وهي مضمون يسكن الشعر كما يسكن النثر

    والوزن لباس إن ارتدته الشاعرية استحقت أن تدعى قصيدة .

    بين النثر الشاعري وقصيدة التفعيلة خطوة قصيرة تدعى الوزن وهو يكتسب بالعروض.

    مع دعوة لدراسة الرقمي أتمنى أن يعجبك نصك بعد لمسات خفيفة .



    فقراء يلوكون بعض الحصى = 1 3 1 3 2 3 2 3
    يستلذون طعم الطحالبْ = 2 3 2 3 2 3 2
    والمساءات ما برحت في أسا...(م).= 2 3 2 3 1 3 2 3
    .....ها تواصل إقناع طفل صغير = 2 3 1 3 2 3 2 3 ه
    قمْ فإنك تسطيع حتما تطير = 2 3 1 3 2 3 2 3 ه
    ذا جناحك رثّ الزغبْ = 2 3 1 3 2 3
    طر به نحو ما لا يطيق العربْ = 2 3 2 3 2 3 2 3
    أفقِ حلمٍ فإن المعاد اقتربْ= 2 3 2 3 2 3 2 3


    والله يرعاك.

    --------------

    التعليق التالي للأستاذ هيثم الريماوي

    القدير خشان
    لتسمح لي يا صديقي ، بهذه المداخلة المتواضعة ، وبعد الاستئذان - طبعا - من صاحبة البيت القديرة جوانا
    كل الشكر لكثير جهدكم ، وإصراركم عل إثبات وجهة نظركم الأمر الذي نقدره كثيرا
    اسمح لي أن أنطلق من مقولتكم : ((الأصوات تتدرج على شريط ممتد من الضوضاء إلى الانتظام الإيقاعي. أين يقع كلام معين على هذا الشريط أمر يرجع تقديره لكل شخص ))
    وأيضا من مقولة ابن سنان الخفاجي عندما يتحدث عن حدود الوزن ((والذوق مقدم على العروض. فكل ما صح فيه لم يلتفت إلى العروض في جوازه))

    لأفترض عدة افتراضات و تساؤلات :
    1 موسيقا الكلام مسألة تذوقية أساسا ، قد تتفق أو تخرج عن عروض الخليل ، بالتالي وبافتراض صحة المقولتين أعلاه ، يمكن للاستنتاج المنطقي أن يحدد أن عروض الخليل هو وصف لحالة معينة من موسيقا الكلام ، وليس كل موسيقا الكلام ، بافتراض أن التذوق هو المقياس الأشمل والأوسع من تخصصية العروض

    2 بافتراض اتفاقنا – مبدئيا – على أن شاعرية الكلام (شكليا ) هي حدود موسيقا الكلام ، فإن شاعرية الكلام حدودها هي التذوق والعروض حالة متخصصة منها ، ولا تعني التخصصية – طبعا – الرفعة بالضرورة وإنما تعني تحديد حالة خاصة بالتعريف

    3 أتفق معكم كثيرا على أن الوزن العروضي هو أحد الحدود الفاصلة بين النثر الشاعري وقصيدة التفعلية ، وأختلف معكم كثيرا عند قولكم ( خطوة قصيرة ) بما يوحي بأن النثر الشاعري (قصيدة النثر ) هي عبارة عن قصيدة تفعيلة ناقصة تحتاج إلى الوزن لتكتمل ، والواقع بأنه ، أولا : هنالك اختلافات كبيرة على الصعيد المعنوي والبنيوي ، ثانيا : إن الخروج عن الوزن الخليلي في النثر الشاعري (قصيدة النثر ) مبني على تأسيس مفهومي للشعر وليس على افتراض منطقة ما دون الشعر للكتابة لافتراض خطوة قصيرة نحو الشعر (القصيدة )

    4 عبر التحدث حول المفهوم الموسيقي للكلا م – عموما – نجد أن انضباط الإيقاع الذي يقابله الضوضاء بحسب إشارتكم ، هو عدم التنشيز بحسب التعريف الموسيقي وليس الترتيب بالضرورة وهذا تحديدا - في رأيي – ما دعى ابن سنان الخفاجي للقول بأن (( الذوق مقدم على العروض )) ، والمعنى أن أي قول خارج عن الترتيب الخليلي ، ومقبول تذوقيا أي ليس نشازا على أذن المتلقي ، فإنه يندرج تحت الموزون ، أعتقد هنا أن ابن سنان الخفاجي يوسّع دائرة الموزون من الاشتراط العروضي إلى الاشتراط الموسيقي ، أعتقد هنا مسألة مهمة جدا ومفصلية ، لتحديد مفهوم الشعر ، وبالتالي تحديد مفهوم القصيدة ، لأنه إذا كانت حدود الإنضباط الإيقاعي هي الذائقة كما يرى أستاذنا خشان بقوله ((يرجع تقديره لكل شخص )) وهي ذاتها – أي الذائقة - حدود الموزون كما يرى ابن سنان ، إذا يكون الانضباط الإيقاعي = الوزن ، لتطابق اشتراطهما القبول التذوقي ، فلو بحثنا في التعريف العميق للتنشيز –أي ما هو ضد الانضباط الإيقاعي - ، نجد أنه مرتبط بمدى انسجام الشيء من الأشياء الأخرى وليس بالضرورة أن يكون اللاترتيب نشازا ، بل على العكس فإن تحقيق الانضباط الإيقاعي خارج الراتبة ودون تنشيز هو مسألة إبداعية أكبر وأصعب على القياس من تحقيقها ضمن الرتيب ونوضح بمثال رياضي بسيط

    1،1،1،1،2،1،1،1 ......نعلم هنا وبوضوح نشوز وشذوذ الرقم 2 لعدم توافقه مع تكرار رقم واحد
    1,18،5،12،25،78،90،102....يمكن للمتفحص هنا أن يدرك أن رقم 18 قد حقق نشوزا لأنه لا يتوافق مع التعداد التنازلي للأرقام من 102 إلى 1
    بهذا نعلم أن الخروج عن الانضباط الإيقاعي لا يعني بالضرورة الخروج عن ترتيب محدد وإنما هو خروج عن الانسجام ، وأي انسجام لا نشاز فيه هو انضباط إيقاعي بالضرورة


    بهذا نجد أن مفهوم الشعر سيتسع لحدود الموزون التذوقي وليس حدود الموزون الخليلي ، وبالتالي سيتسع مفهوم القصيدة ليجاري اتساع المفهوم الشعري ، فتكون مجموعة من الأسطر الموزونة تذوقيا عوضا عن مجموعة من الأبيات الموزونة عروضيا ، بهذا أجد أنه ليس هنالك أي خطأ منطقي في تسميات ك ( قصيدة النثر ) او (القصيدة التناغمية ) ، علما بأن الموزون تذوقيا ، يشمل الموزون عروضيا بالضرورة


    لي عودة قريبة إن شاء الله


    محبتي
    هيثم الريماوي


    -----

    أخي وأستاذي الكريم هيثم الريماوي
    من أمتع المتع عندي المحاورة في اختلاف وجهة النظر مع ذي لب. وقد استمتعت بما تفضلت به وأظن حوارنا سيكون ممتعا فأنت ذو لب وأي لب.


    القدير خشان
    لتسمح لي يا صديقي ، بهذه المداخلة المتواضعة ، وبعد الاستئذان - طبعا - من صاحبة البيت القديرة جوانا
    كل الشكر لكثير جهدكم ، وإصراركم عل إثبات وجهة نظركم الأمر الذي نقدره كثيرا
    اسمح لي أن أنطلق من مقولتكم : ((الأصوات تتدرج على شريط ممتد من الضوضاء إلى الانتظام الإيقاعي. أين يقع كلام معين على هذا الشريط أمر يرجع تقديره لكل شخص ))
    وأيضا من مقولة ابن سنان الخفاجي عندما يتحدث عن حدود الوزن ((والذوق مقدم على العروض. فكل ما صح فيه لم يلتفت إلى العروض في جوازه))

    استعملت تعبير الانتظام الإيقاعي ليكون مرنا فيفسره كل حسب رأيه.
    وعندما يقول ابن سنان " أن الذوق مقدم على العروض " فهو لا شك يتحدث عن ذوق خاص بشخص أو فئة فيما العروض يوصف متطلبات ذوق عام معرف. ولحسن الحظ فهناك مجموعة من الأذواق لعدد من العروضيين والشعراء الذين استنبط كل منهم بحرا أو بحورا جديدة مما يطيب في ذوقه. ولا شك أن كلا منهم يجد في كلام ابن سنان سندا، بل كل من هب ودب له الحق في هذه الحالة ووفقا لابن سنان ومن منظوره الخاص أن يحكم ذوقه فيما يستطيب. وإليك هذا الرابط الذي أرجو أن ترجع إليه لترى أمثلة عدة يستطيب ذوق كل من أضاف ( بحرا جديدا ) ما أضاف.
    http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/jadeedah
    قول ابن سنان له وجهان
    1- وجه شخصي خاص بكل مبدع أو مبتدع من وجهة نظرة
    2- وجه جمعي لا بد فيه من تحديد معايير للذوق، ويأتي العروض في هذا الإطار ليكون المعيار العربي الجامع. ولكن من يريد أن يتخذ من ذوق مجموعة ما معيارا جديدا فعلية تحديد هذه المجموعة وشيئا إن لم يكن معيارا فكالمعيار يميز ذوقها عن ذوق غيرها من المجموعات
    3- ولا وجه هنا للقول أن ما يقبله الذوق العربي العام خارج عروض الخليل مقبول، ذلك أن عربا ينقضون مرجعية استمرت قرونا سيتبعون مرجعيات شتى ولن يتفقوا على مرجعية إلا إذا انتسبوا لذات بعينها مخالفة لذاتهم لتملي عليهم مرجعية بعينها، كما حصل مع من بقي من العرب في الأندلس.

    ولقائل أن يقول: ولماذا ينبغي أن تكون هناك مرجعية للأمة في وزن الشعر؟ وهنا يتوقف الأدبي ليبدأ الفكري. وعندها لا يتوقف الحديث عند مرجعية الوزن بل تكون هذه المرجعية والدعوة إلى هدمها في سياق هدم مرجعيات شتى لا شك أنك تعلمها.




    لأفترض عدة افتراضات و تساؤلات :
    1 موسيقا الكلام مسألة تذوقية أساسا ، قد تتفق أو تخرج عن عروض الخليل ، بالتالي وبافتراض صحة المقولتين أعلاه ، يمكن للاستنتاج المنطقي أن يحدد أن عروض الخليل هو وصف لحالة معينة من موسيقا الكلام ، وليس كل موسيقا الكلام ، بافتراض أن التذوق هو المقياس الأشمل والأوسع من تخصصية العروض

    موسيقى الكلام تذوقية وعروض الخليل يصف الذائقة العربية الأصيلة التي في سبيل الحفاظ عليها في العروض كما في النحو وضع الخليل العروض والنحو.
    وفي الحديث عن موسيقى الكلام، يرتكز عروض الخليل على قاعدة هي أوسع من قوانين العروض ( هرم الأوزان ، التخاب ) ومن خلالهما أمكنني استنباط أوزان جديدة أستسيغها لكن هذا حكمي الشخصي وهي عندي دون بحور الخليل جمالا. ولا أدعو ذلك شعرا بل اقترحت أن أسميه ((الموزون)) تمييزا عن الشعر، ويستوي في ذلك – حسب اقتراحي مع كل ( بحر جديد !!) لا يعجبني. وإذن فليقل من يشاء ما يشاء وليقل إنه أفضل من بحور الشعر ولكن ليحدد ما هي مرجعيته ومن يشاركه فيها.
    على أن كل ما تقدم مختص بما أخذ شكل الشعر.
    على أن هناك موسيقى في النثر وكتب عن ذلك الكثير، كما ـن وصف العرب للقرآن الكريم ووقعه على أسماعهم بل وما يخالط مشاعر كل منا حين الاستماع إليه لشاهد على ثرائه في هذا الباب. وقد استعمل د. إبراهيم أنيس عبارة النسيج لوصف الةقع القرآني واستعمل الدكتور أحمد كشك عبارة الإيقاع في وصف ذلك.

    أنواع موسيقى الكلام كثيرة، ولا تتوقف على الوزن بل مع الوزن تدخل اعتبارات كثيرة في موسيقى الكلام منها انسجام الحروف وتنافرها والقوافي وتناسب التراكيب وغير ذلك، والشعر صنف منها محكوم في حده الأدنى بقوانين الخليل.
    فهل كل كلام فيه موسيقى شعر ؟
    ولا شك أن كل هذا مختص بالقالب وليس بالمضمون. فللمضمون مقامه ولكن الموضوعية تقتضي التمييز بين المضمون والقالب.



    2 بافتراض اتفاقنا – مبدئيا – على أن شاعرية الكلام (شكليا ) هي حدود موسيقا الكلام ، فإن شاعرية الكلام حدودها هي التذوق والعروض حالة متخصصة منها ، ولا تعني التخصصية – طبعا – الرفعة بالضرورة وإنما تعني تحديد حالة خاصة بالتعريف

    هنا أمران مطلق ونسبي
    أتفق معك في المطلق
    وأما الرفعة وضدها فنسبية تعود لمقياس الشخص الذي يصدر الحكم، وفي غياب مرجعية متفق عليها فلكل رأيه ولكل أصحاب مرجعية يتفقون عليها رأيهم

    3 أتفق معكم كثيرا على أن الوزن العروضي هو أحد الحدود الفاصلة بين النثر الشاعري وقصيدة التفعلية ، وأختلف معكم كثيرا عند قولكم ( خطوة قصيرة ) بما يوحي بأن النثر الشاعري (قصيدة النثر ) هي عبارة عن قصيدة تفعيلة ناقصة تحتاج إلى الوزن لتكتمل ،


    هنا أمران:
    حقوقي يستند إلى الأدلة والبراهين ولا حق معك فيه، فهذه الخطوة ليست بالضرورة للأعلى أو الأسفل بل حسب النص هي لليمين أو اليسار. كالقول بأن الانتقال من حي إلى آخر لا يأخذ إلا بضع دقائق بالسيارة
    وحساب على النوايا أنت فيه محق. ولا أظن أن استقراءك لنيتي قائم على مجرد الحدس، إذ إن استعمال عبارة ( قصيدة النثر ) فيه إيحاء بسمو الشعر على النثر،. كقولك إن فلانة فيها كرم الرجال، فهذا إيحاء بأن الرجال أعلى مقاما من النساء، وهذا لا يعني بالضرورة أن الإيحاء صحيح. ولكنه مشوب بهزيمة نفسية


    والواقع بأنه ، أولا : هنالك اختلافات كبيرة على الصعيد المعنوي والبنيوي ،
    صحيح
    ثانيا : إن الخروج عن الوزن الخليلي في النثر الشاعري (قصيدة النثر ) مبني على تأسيس مفهومي للشعر وليس على افتراض منطقة ما دون الشعر للكتابة لافتراض خطوة قصيرة نحو الشعر (القصيدة )
    أفهم ( تأسيس مفهومي للشعر ) على أنه رديف لكلمة (المرجعية) فإن كان كذلك فأنا أتفق معك فيه.
    قل لي ما مرجعيتك أفهم رأيك وأتوقع موقفك


    4 عبر التحدث حول المفهوم الموسيقي للكلا م – عموما – نجد أن انضباط الإيقاع الذي يقابله الضوضاء بحسب إشارتكم ، هو عدم التنشيز بحسب التعريف الموسيقي وليس الترتيب بالضرورة وهذا تحديدا - في رأيي – ما دعى ابن سنان الخفاجي للقول بأن (( الذوق مقدم على العروض )) ( أي ذوق ؟ ) ، والمعنى أن أي قول خارج عن الترتيب الخليلي ، ومقبول تذوقيا أي ليس نشازا على أذن المتلقي ( أي متلق ، وماذا إذا اختلف متلقيان؟ ) ، فإنه يندرج تحت الموزون ( يسرني أنني وفقت لهذا التعبير لدلالة محددة قبل اطلاعي على كلام ابن سنان ) ، أعتقد هنا أن ابن سنان الخفاجي يوسّع دائرة الموزون من الاشتراط العروضي إلى الاشتراط الموسيقي ، أعتقد هنا مسألة مهمة جدا ومفصلية ، لتحديد مفهوم الشعر ،

    هنا نختلف. ولو قلت يوسع دائرة الكلام الموسيقي الذي يحوي الشعر وغير الشعر لاتفقت معك

    وبالتالي تحديد مفهوم القصيدة ، لأنه إذا كانت حدود الإنضباط الإيقاعي هي الذائقة كما يرى أستاذنا خشان بقوله ((يرجع تقديره لكل شخص )) وهي ذاتها – أي الذائقة - حدود الموزون كما يرى ابن سنان ، إذا يكون الانضباط الإيقاعي = الوزن ، لتطابق اشتراطهما القبول التذوقي ، فلو بحثنا في التعريف العميق للتنشيز –أي ما هو ضد الانضباط الإيقاعي - ، نجد أنه مرتبط بمدى انسجام الشيء من الأشياء الأخرى وليس بالضرورة أن يكون اللاترتيب نشازا ، بل على العكس فإن تحقيق الانضباط الإيقاعي خارج الراتبة ودون تنشيز هو مسألة إبداعية أكبر وأصعب على القياس من تحقيقها ضمن الرتيب ونوضح بمثال رياضي بسيط

    1،1،1،1،2،1،1،1 ......نعلم هنا وبوضوح نشوز وشذوذ الرقم 2 لعدم توافقه مع تكرار رقم واحد
    1,18،5،12،25،78،90،102....يمكن للمتفحص هنا أن يدرك أن رقم 18 قد حقق نشوزا لأنه لا يتوافق مع التعداد التنازلي للأرقام من 102 إلى 1
    بهذا نعلم أن الخروج عن الانضباط الإيقاعي لا يعني بالضرورة الخروج عن ترتيب محدد وإنما هو خروج عن الانسجام ، وأي انسجام لا نشاز فيه هو انضباط إيقاعي بالضرورة

    المرجعية ثم المرجعية ثم المرجعية
    إن كان هذا عن الكلام الموسيقي فأنا أتفق معك
    وإن كان عن الشعر وهو نطاق مخصص داخل الإطار الموسيقي وفي قمته فأنا لا آخذ إلا بمرجعية الشعر التي لا تدخل هذا الكلام الموسيقي في دائرة الشعر.
    يعني لا يجوز لشخص أن يغير تعريف الشعر ليدخل فيه ما ليس فيه. وإن كان موسيقيا وإن كان رائعا فإنه يوصف بأنه موسيقي رائع وقد يكون أسمى من الشعر، ومثل هذا القرآن الكريم.


    بهذا نجد أن مفهوم الشعر سيتسع لحدود الموزون التذوقي وليس حدود الموزون الخليلي ، وبالتالي سيتسع مفهوم القصيدة ليجاري اتساع المفهوم الشعري ، فتكون مجموعة من الأسطر الموزونة تذوقيا عوضا عن مجموعة من الأبيات الموزونة عروضيا ، بهذا أجد أنه ليس هنالك أي خطأ منطقي في تسميات ك ( قصيدة النثر ) او (القصيدة التناغمية ) ، علما بأن الموزون تذوقيا ، يشمل الموزون عروضيا بالضرورة


    لي عودة قريبة إن شاء الله


    محبتي
    هيثم الريماوي

    هنا يا أستاذي أختلف معك اختلافا لا مهادنة فيه. لأني أجده متجانسا مع تيار فكري سياسي مبدئي هادم لمرجعيات الأمة . هذا التيار يعيد تعريف المعرف من جديد ليهدم مرجعية ويأتي بمرجعية جديدة تنظر للمرفوض في المرجعية المستقرة السابقة.
    لن أقارن هذا بفلسطين – وفهمك في هذا كفاية – ولكني سأتناوله فيما هو أخطر وأهم من فلسطين.

    إن معظم هذه الآراء وافد مستورد.
    قد تقول إن ابن سنان ليس وافدا ولا مستوردا، وكذلك الباقلاني الذي قالوا إنه نظم شعرا بلا قافية، وكذلك بعض قصائد لا تستقيم على عروض الخليل، وكذلك ثورة الزنج بالبصرة التي ألبست لباسا معينا. كل وافد مستورد يلتقط شيئا من التراث وربما يحرّفه والأكيد أنه يضخمه. ليظهر بمظهر الأصل وما هو إلا وافد دخيل.

    التفاعل مع الآخر والأخذ عنه ضروري بل واجب بشرط واحد هو أن نتعامل معه بدون مع شعورنا بذاتنا وتميزها، وثقتنا بموقوماتنا الفكرية. هذا الذي يجعلنا نتفاعل مع الآخر بشكل متميز عن تفاعيل جميع الاخرين معه.
    فليس على وجه الأرض من يمكن أن يعتبر ندا للآخر الغربي سوى هذه الأمة. ذلك أنها الأمة الوحيدة التي تملك من التميز الفكري ما يجعلها ندا له بل يرشح حضارتها لتكون البديل الجاهز لحضارته عندما يكتشف أنه بحاجة إلى بديل.

    الفكر والأدب واللغة أمور من هذا السياق في الصميم.

    من هذا العموم نعود لخصوص العروض والشعر. لنتاول الأمر من منظور ثقافتنا وفكرنا
    تقول :" بهذا نجد أن مفهوم الشعر سيتسع لحدود الموزون التذوقي وليس حدود الموزون الخليلي ، وبالتالي سيتسع مفهوم القصيدة ليجاري اتساع المفهوم الشعري ، فتكون مجموعة من الأسطر الموزونة تذوقيا عوضا عن مجموعة من الأبيات الموزونة عروضيا ، بهذا أجد أنه ليس هنالك أي خطأ منطقي في تسميات ك ( قصيدة النثر ) او (القصيدة التناغمية ) ، علما بأن الموزون تذوقيا ، يشمل الموزون عروضيا بالضرورة"

    ما الذي ليس شعرا حسب هذا التعريف ؟
    عندما نزل القرآن اتهم الرسول عليه السلام بأنه شاعر وأن القرآن شعر تهمة نفاها عقلاؤهم، ولم تكن تحتاج لدحضها إلى قرآن يتنزل ومع ذلك فقد أنزل تعالى قوله " وما علمناه الشعر وما ينبغي له "
    فتعريف الشعر شكلا الذي نفاه الله تعالى عن القرآن هو الشعر كما حدده الخليل.
    إعادة تعريف الشعر من هذا المنظور إضافة إلى كل النفي الموضوعي لمنطقية إعادة التعريف لها علاقة بالثابت الأهم والأسمى للأمة القرآن الكريم. لأنه سيجعل القرآن الكريم داخلا في هذا التعريف. وما ينطبق هنا على تعبير (قصيدة النثر) ينطبق على تعبير (القصيدة التناغمية)

    لاحظ أن كل كلامنا منصب على القالب وهذا حق إذ ليس سواه من موضوع للحوار في هذا المقام .

    يرعاك الله.


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,965
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيثم الريماوي مشاهدة المشاركة
    (من أمتع المتع عندي المحاورة في اختلاف وجهة النظر مع ذي لب. وقد استمتعت بما تفضلت به وأظن حوارنا سيكون ممتعا فأنت ذو لب وأي لب.)

    كل الشكر والتقدير للأخ القدير خشان على هذه الثقة التي أعتز بها كثيرا،
    اسمح لي بالرد على ما أعتقد أنه مفصلي في الحوار


    (قول ابن سنان له وجهان
    1- وجه شخصي خاص بكل مبدع أو مبتدع من وجهة نظرة
    2- وجه جمعي لا بد فيه من تحديد معايير للذوق، ويأتي العروض في هذا الإطار ليكون المعيار العربي الجامع. ولكن من يردْ أن يتخذ من ذوق مجموعة ما معيارا جديدا فعليه تحديد هذه المجموعة وشيئا إن لم يكن معيارا فكالمعيار يميز ذوقها عن ذوق غيرها من المجموعات .
    3- ولا وجه هنا للقول أن ما يقبله الذوق العربي العام خارج عروض الخليل مقبول ، ذلك أن عربا ينقضون مرجعية استمرت قرونا سيتبعون مرجعيات شتى ولن يتفقوا على مرجعية إلا إذا انتسبوا لذات بعينها مخالفة لذاتهم لتملي عليهم مرجعية بعينها، كما حصل مع من بقي من العرب في الأندلس.

    ولقائل أن يقول: ولماذا ينبغي أن تكون هناك مرجعية للأمة في وزن الشعر؟ وهنا يتوقف الأدبي ليبدأ الفكري. وعندها لا يتوقف الحديث عند مرجعية الوزن بل تكون هذه المرجعية والدعوة إلى هدمها في سياق هدم مرجعيات شتى لا شك أنك تعلمها.)


    أتفق معكم كثيرا فيما يتعلق بخصوصية النظرة من جهة ، وعمومها (الوجه الجمعي) من جهة أخرى ، ولكني أختلف معكم عند إشارتكم لضرورة تثبيت (الوجه الجمعي) ومساواته بالمرجعية ، نعم القضية لها بعدها الفكري العميق ، ويستلزم بعض التأسيسات التخصصية :

    يقول كارل يونغ ، أحد أهم رواد مدرسة التحليل النفسي ، : (إن الإنسان تحركه الأهداف بقدر ما تحركه الأسباب) ؛ أي إن سلوك الفرد وما يتمخض عنه من نتاج إبداعي ، يأتي من خصوصية الفرد وتطلعاته ، وهو ما عبّر عنها يونغ بالأهداف ، كما يأتي عبر ما يسميه يونغ (الوعي الجمعي) ؛ أي الخبرات السابقة والمورث الثقافي والحضاري والتي يشير لها بالأسباب،
    نجد هنا أن الباعث على النتاج الإبداعي ، هو حركة التواصل بين الفرد والجماعة من جهة ، وبين (الآن) و (الماضي) من جهةٍ أخرى ، أو بين الأهداف والأسباب ، بحسب تعبير يونغ ، وهذا يتوافق كثيرا مع منطق الجدل الذي قال به الكثير من المناطقة والفلاسفة أمثال : أبو حامد الغزالي قديما ، وهيجل حديثا ، والذي يقول ، أي منطق الجدل ، بتطور الأشياء والمفاهيم عبر صراع الأضداد ، فلو ثبّتنا (الماضي) بافتراضه شكلا نموذجيا مقدسا للتعبير ، لانكسرت الجدلية التطوريّة عند حد المقدس الشكلي ، ولاستُبدل الإبداع بالتكرار ، ولا يمكن لنا من جهة أخرى، إلا عبثياً ، أن نتخلى عن الماضي لصالح سلطة (الآن) ، لأن (الماضي) متجذر في ذاتنا الواعية عبر اللغة والخبرات السابقة ، بصرف النظر قبلنا ذلك أم لم نقبله ، لهذا فإن النتاج الإبداعي ، بعيدا عن التكرار من جهة والعبثية من جهةٍ أخرى ، لا يمكن له أن يأتي إلا بالتّفعيل الجدلي بين (الماضي) و (الآن) لاستشراف (غدا) ، وذلك ليس تهديما على الإطلاق ، لأي مرجعية دينية أو تراثية ، بل إن العبثية ؛ أي التخلي عن دفع الماضي للحاضر ، وافتراض أن الحاضر مثالي بذاته ، منفصل عن امتداده ، هو ما يؤدي إلى ما تسميه ، تهديم المرجعيات ، وأيضا ، وبذات المنطق ، يكون اجترار الماضي بافتراض قدسية النموذج ، هو تهديم للمرجعية وإن كان بشكلٍ غير مباشر ، لأن ذلك يحرم تلك المرجعية من دورها التطويري عند اقتصاره على مجرد التكرار ، أجد هنا أنكم أخطأتم الفهم والتفهيم ، لأنكم تخلطون ، تعسفيا ، بين مفهومي التطور والعبث ، وتطرحون مفهوم التكرار على أنه التطور المنشود .

    باستثناء بعض النظرات كالبوهيمية ، ترى كل الفلسفات المثالية والمادية ، أن مطلق الحقيقة هو خارج الوعي الإنساني ، وأن وعاء الوعي عند الإنسان قاصر عن إدراك مطلق الحقيقة ، وهذا صحيح تماما ، لأنه يتماثل مع علم المنطق الذي يقول : إن كل مخلوق حدث ، والتغير هو صفت الأحداث وصفت كل ما يصدر عنها ، بما يتنافى مع ثبات مطلق الحقيقة ، لهذا فإن الإنسان بحاجة إلى الرسل والكتب المقدسة لتعريفه بالثوابت التي حدد الله تعالى أن يعلمها ؛ أي إن كل ما يصدر عن الإنسان قابل للتغير أو قابل لإعادة تفسيره على الأقل ، انسجاما مع قصوره عن إدراكه لمطلق الحقيقة ، وانسجاما مع إدراكه للحقيقة النسبية المنسجمة مع الظروف الزمانية والمكانية ، أو الاستشرافات الإبداعية في أحسن الأحوال ، من هنا نجد أن كل ما يصدر عن الإرادة الإنسانية يحتمل الخطأ والصواب ، ولإثبات هذا أو ذاك علينا استدعاء الحجج المنطقية اللازمة لذلك ، وأما الاستناد على مقدمة تحمل تناقضا منطقيا ، فلن يؤدي بالضرورة إلى صحة النتيجة ، لأن ما بني على خطأ فهو خطأ كما تقول القاعدة المنطقية ، لقد استندتم يا سيدي على مقدمة تراها مفصلية لاستنتاجاتك اللاحقة وهي (ويأتي العروض في هذا الإطار ليكون المعيار العربي الجامع) ، لتبني عليها تأسيسا أن العروض هو معيار الشعر العربي لأنه المعيار العربي الجامع ، فأجدك تستنتج لا بالتدليل المنطقي وإنما لاعتبار متناقض ، وهو إثباتك لصدور مطلق الحقيقة عن إرادة إنسانية تحتمل الخطأ والصواب ، من هنا وبشكل مبدئي أجد خطأ استنتاجاتكم اللاحقة لتناقض المقدمة التي استندتم عليها ، فلو كان العروض ، مثلا ، شرطاً للشعر ، ثابتاً ثبات مطلق الحقيقة ؛ أي صدروه عن القرآن الكريم أو السنة الصحيحة أو إجماع الأمّة الحاصل بالقياس ، لكان كلّ ما تقوله صحيحا ، وسيكون عصيا على الأخذ والرد ، أو احتمال النقاش ، لكنه أدنى من مطلق الحقيقة لصدوره عن الأحداث القابلة للتغير ، فهو بالضرورة ليس معيارا عربيا جامعا ، وإنما هو فهم نسبي لحقيقة الشعر . وهذا الفهم قابل للتغير والتبدل ، إن أكبر خدمة يمكن أن نقدمها لتراثنا الإنساني هو محاولة إضاءته تطويراً ؛ لمسايرة ركب الحضارة الإنسانية لا عبر تثبيته تكراريا أو التخلي عنه عبثيا .
    فيما يتعلق ب(أي ذوق ؟) و (أي متلق ، وماذا إذا اختلف متلقيان؟ ) أعود فأقول أن الإبداع عموما هو نتاج تفاعل الإرادة الفردية و الوعي الجمعي ، واللذان يختلفان ويتطوران عبر التطور الزماني ، وتلك ظاهرة صحية بالمطلق (فلو تماثلت الأذواق لفسدت السلع) ، تماما كاختلافنا هنا حول العروض ، فصراع الاختلافات و التوافقات الفردية يؤدي بالضرورة إلى تقدم حركة المجتمع ، وتلك الحركة تؤثر بدورها على الصراعات الفردية كما يرى علماء الإجتماع .
    وما تقدم ينطبق أيضا كردٍ على سؤالكم (ما الذي ليس شعرا حسب هذا التعريف ؟) ؛ ذلك أن بؤر الحديث هنا تتمحور حول شكلية الشعر ليس أكثر ، وإمكانية قوله خارج عروض الخليل ، وتبقى هنالك قضايا كثيرة معنوية وبنيوية للجدل حولها ، إذا أردنا الإجابة على سؤالكم ، تماما كسؤالنا لماذا لا تُعدّ ألفية ابن مالك أو أراجيز المنطق من الشعر مع أنها تتوافق مع تعريف قدامة (كلام موزون مقفى يدل على معنى).

    (هنا يا أستاذي أختلف معك اختلافا لا مهادنة فيه. لأني أجده متجانسا مع تيار فكري سياسي مبدئي هادم لمرجعيات الأمة)

    أستغرب كثيرا يا صديقي ، وأنتم الحصيفون ، أن تقولوا ذلك ، فتفترضون ، كما وضح سابقا ، جزئية صغيرة ونسبية من تراث الأمة (وجهة النظر الكلاسيكية في تعريف الشعر) ، على أنها كليّة مطلقة يستدعي الخروج عنها تهديم مرجعيات الأمة ، وأستغرب أكثر يا صديقي تقزيمكم لكل آراء السابقين المعتبرين التي خرجت عن هذه النظرة ، أمثال : الخفاجي ، الزمخشري ، الباقلاني ، والجرجاني ، وغيرهم


    (فتعريف الشعر شكلا الذي نفاه الله تعالى عن القرآن هو الشعر كما حدده الخليل
    إعادة تعريف الشعر من هذا المنظور إضافة إلى كل النفي الموضوعي لمنطقية إعادة التعريف لها علاقة بالثابت الأهم والأسمى للأمة القرآن الكريم. لأنه سيجعل القرآن الكريم داخلا في هذا التعريف.)


    لم أفهم يا صديقي من أين لكم بهذه الاستنتاجات ، وأستهجنها كثيرا:

    1 من قال أن انتفاء الشعر عن القرآن الكريم محدد بالشكلية ؟ ولو افترضنا ، جدلا ، بصحة فصل الشكل عن المضمون هنا ، مع أن ذلك خطأ قطعا ، فما الذي يحدد أن هذه الشكلية هي الشكلية الخليلية ؟ إن القرآن الكريم بوصفه حقيقة مطلقة صادرة عن الحق المطلق تنتفي في حقه أي مقارنة بتجنيس أدبي صادر عن الحدث المتغير ، فلا يحتاج المطلق إلى تحديد أو تصنيف للنسبي لإثبات سموه ، بل هو يتنزه عن ذلك من كونه كذلك ؛ أي من كونه مطلقا ، وتقول القاعدة المنطقية بأنه يستحيل عقلا مقارنة النسبي بالمطلق ، فسنجد ، لو افترضنا صحة كلامكم ، أن الشكلية الخليلية تقع في نفس دائرة اتهاماتكم ، إذا علمنا أن بعض الآيات موزونة عروضيا ، وكذلك القصة القصيرة ، لأن بعض الأجزاء من القرآن الكريم تنطبق عليها شروط القصة القصيرة ، ولكن الحقيقة أن المنطق ينفي هكذا مقارنات على الإطلاق ، وينزه القرآن الكريم عنها .

    2 علينا أن نفهم ما هو المعادل المنطقي لاستنتاجكم الذي يرى النفي الموضوعي لمنطقية إعادة تعريف الشعر ، إن هكذا استنتاج ، ببساطة ، يدّعي ثبات المتغير ، ومطلقية النسبي ، يمكن لنا أن نختلف على ماهية تعريف الشعر ، ولكن لا يمكن لنا أن نختلف على إمكانية إعادة تعريفه لأن المنطق قد أقرّ ، مسبقا ، بإمكانية ذلك ، كما أوضحت .

    تقديري الكبير
    هيثم الريماوي


    *******
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود النجار مشاهدة المشاركة
    لعل الظروف التي تحكمني وشدة الانشغال تنأى بي عن الحوار في كثير من المسائل التي تطرح في منتديات التجمع ، لكنني أقرأ وأستفيد وأستمتع بما أقرأ ، ، ثم أؤجل ، إلى حين صحوة ، نيةً صادقة بالمشاركة ، ثم لا تسمح لي الظروف ؛ فأنكفئ منزعجا ..
    قرأت يعين عقلي ووعيي التام ، وبدقة متناهية ما كتبه الأخ الأستاذ القدير خشان خشان ورد الأستاذ القدير هيثم الريماوي ، فوجدته حوارا للأذكياء والمثقفين بعيدا عن المماحكة والفلسفة التي يستثمرها كثير من المتحاورين استثمارا سلبيا لتغليب آرائهم دون وجه حق أو قناعة حقيقية ...
    وأود هنا أن أؤكد على ما قاله الأخ الأستاذ هيثم في عجالة ، ذلك أن الثبات ، من حيث المبدأ ، لا يكون في الحقيقة إلا في عقول الناس ، لكن الواقع شيء آخر ، حتى في دائرة المعرفة الدينية ثمة ثابت ومتحول ، فالثبات قيمة ، والحركة واقع .. الثابت يكمن في الحقائق القطعية (الله ، الرسل ، العقائد ، التشريعات) ؛ فهي غير قابلة للاجتهاد والتأويل ، بينما الأقوال والأفعال والصفات البشرية قابلة للنقاش والتعديل وإبداء الرأي والاستحسان والتقبيح ، ولو كانت الموسيقا الشعرية التقليدية أمرا مقدسا ؛ لكان كل ما جاءنا من الجاهلية من قيم فنية أو إنسانية أو حضارية مقدسا .. لقد مر الشعر العربي ، شكلا ، من عهد النبوة والخلافة الراشدة دون أن يشار له بأي نوع من القداسة .. !
    هل كان صلى الله عليه وسلم سيؤنب حسان رضي الله عنه ويغضب منه لو أن حسان ، افتراضا ، هجا أعداء النبي نثراً موقّعا ؟! هل كان سيقول له : لقد أثمت إذ خلّيت الوزن ولم تحفل به ؟!
    لا قداسة للموسيقا الشعرية ، بل هي للشعر العربي وما حمل من جواهر المعنى والصورة واللغة .. حين يكون ثمة نص مقدس ؛ نقول : لا اجتهاد في موضع النص ، وحين يكون الانحياز للموسيقا الشعرية واجبا مقدسا ؛ سنكون أول من ينصاع لواجب القداسة .
    إنني شخصيا أنصاع لمبدأ تجمع شعراء بلا حدود الذي يقول : "نحن مع الأصالة حين تعني الانتماء ، ومع المعاصرة حين تعني الارتقاء" ، لم أكن ولن أكون ، ككل أعضاء تجمع شعراء بلا حدود ، مع الحداثة بمفهومها النظري ومضامينها الفكرية ، لسنا مع بودلير فيما نادى به من الفوضى الجنسية والفكرية والأخلاقية ، ولا مع سريالية الحداثة .. نحن نعمل في تجمع شعراء بلا حدود على الفصل بين الأجناس الأدبية ومضامينها الفكرية وبين المدارس الفنية وبين حركتها الاجتماعية ، والحداثة لدينا مختلفة عن حداثة الآخرين ، الحداثة تطور طبيعي ننهجه للوصول إلى لغة العصر وأدواته دون أن نخل بالانتماء لثوابت الأمة .. ولن تكون موسيقا الشعر من ثوابت الأمة ، كما أسلفت .
    يريد أخونا الكريم خشان أن يصور لنا ، بقصد أو بدون قصد ، بأن الموسيقا سلطة ثقافية والخروج عنها سلوك غير مرغوب ، على أنني أرى أن مثل هذه النظرة التي ينظر بها أخي خشان إلى الخروج عن الإيقاع الخليلي ، ومثلها كثير في مجالات أخرى أسهمت في بطء التطور الاجتماعي والثقافي ، مما خلق في مجتمعاتنا جماعات راديكالية ناصبت التراث العداء ، بسبب ردود أفعال من يدعون الدفاع عن القيم والثوابت ، وليس معنى هذا أنني أعذر من انحرف بفكره بسبب انحراف خصومه .
    علينا أن ندرك بأننا لا نتحدث هنا عن القيم والمثل العليا والقضايا الكبرى للأمة ، وهذا أمر يجب أن يكون واضحا ، نحن نتحدث في ماهية الشعر ؛ وهل يحق لنا أن نسمي ما نكتبه بعيدا عن الوزن شعرا أم لا ؟! وهل من حق أي أحد أن يجعل ما قاله ابن قدامة مقياسا شرعيا يقاس به كفر القصيدة من إيمانها ؟!
    نحن في الوقت نفسه لا ننفي الأجناس الأخرى ، بل نقدرها ، ونجلها ، ونقف منها جميعها على مسافة واحدة .


    **************************


    أستاذي الكريمين هيثم الريماوي ومحمود النجار

    بدء أشكر لأخي وأستاذي هيثم الريماوي عبارة ( المفهوم التأسيسي ) فقد وجدت فيها معينا ثرّا من التركيز والشمولية سيجعلني أكثر من استعمالها. كم أتمنى لو كنت عرفتها من زمان.
    وهذا يأتي في إطار أهمية الكلام والعبارات في صوغ المفاهيم والوقائع، وهذا يأتي قي صلب موضوعنا.


    أستمتعت بقراءة رديكما لما فيهما من منطقية وشمولية نظر، ولا شك أن الحكم على الأمر ذاته ماديا كان أو معنويا يختلف حسب المنظور الذي ينظر الرائي أو المتلقي إليه منه، ولْأضرب مثلا لذلك بمبنى من المباني فإن رؤيتك له من الشارع تختلف عن رؤيتك له من الجو. ولا تحصل الرؤية الشاملة مرة واحدة بل لا بد لها من عدة لقطات من عدة جهات، بل ربما احتجت إلى فيلم يصور المبنى من الداخل والخارج، وسيبقى في نفسك - إن كنت ذا بصيرة – كأستاذي الكريمين – أن تتساءل عن أساسات ذلك المبنى، وعن مالكه، مصدر أمواله، وما المدة التي استغرقها البناء، وعن خصائص الإنارة فيه، والألوان، وسلاسة الحركة، والغرض الذي يخدمه هذا المبنى، .... وإلى ذلك من الاعتبارات التي لا تكاد تنتهي.

    هذا في أمر مادي فكيف بأمر معنوي فكري. لا شك أن الأمر أكثر عمقا وتعقيدا. ولتوضيح بعض ما رافق كتابتي من اعتبارات وخواطر آمل أن تسهم النقاط التي سأذكرها تاليا في توضيح الزوايا التي نظرت منها لما كتبت وكتبتما، على ما بين بعض هذه الزوايا من اختلاف في الموقع والبعد، فلعل ذلك يكون مفيدا في هذا المقام. والزاوية الواحدة تتعلق برؤية جزئية، وكلما كان عدد الزوايا أكثر كانت الرؤية أشمل وأوضح. وأي موقف لا يأخذ ذلك بعين الاعتبار يؤدي في الذهن سواء في التلقي أو الرد إلى إعطاء أهمية غير متناسبة لمكونات الموضوع. كما أن عدم الوعي على علاقة رؤى الزوايا بعضها ببعض في إطار الرد الكلي قد يوحي بوجود تناقض بينها في حين أن رؤية هذه الرؤى في أماكنها من الإطار الكلي تظهر تكاملها. كما أني أوضح في بعضها ما قد يفهم من كلامي مما لا أقصد.

    1- المضمون شيء والشكل شيء آخر، عندما يقال ( قالب الشعر ) فالتوجه إلى الشكل
    والنظير المادي لذلك الكأس التي قد تملأ ماء أو عسلا أو سما.

    2- القالب الشعري العربي استوعب شاعرية العرب من جاهليتهم حتى العصر الحديث. وهذا ليس نفيا لشاعرية القوالب الأخرى. فهل خلا الشعر العربي في هذه الفترة من التطور. أليست قفزة العرب في بضع عقود بين نقيضي الجاهلية والإسلام وما رافق ذلك من تأسيس دولة وثورة في الأوضاع الاجتماعية والسياسية والمدنية والحضارية تطورا هائلا استوعبه الشكل الشعري.

    3- أنا لست ضد أن يكتب ما شاء ما يشاء من حيث الشكل، واعتراضي هو على التسمية هذه التسمية التي تحتاج كما ردد أخي ( مفهوما تأسيسيا) وأفهم هذا التعبير على أنه شيء يؤسس لسواه ابتداء دون حاجة لتبرير التسمية لما يترتب على الاسم ذاته من تبعات تقرر النتائج سلفا ولا يبقى لها غير البحث عن مبررات. وانظر مثلا إلى تعبيري ( الشرق الأوسط وشمال إفريقيا) و ( العالم العربي) وما يترتب على كل منهما من تصورات لن يعدم صاحبها البحث عن إخراج مناسب لها

    4- ليس الشعر ولا العروض مقدسين.
    الوحي من قرآن وسنة مقدس أما الفهم البشري لهما فليس مقدسا، بل هو متطور بتطور ارتقاء المعارف البشرية. أنظر قوله تعالى : " بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ" وكذلك قوله تعالى :" سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "

    فكيف أنفي تطور الشعر. وأعيد هل تغيير الشكل هو تطور الشعر ؟ أم تطور المضمون هو تطور الشعر. لماذا نبعدها ونعقدها يا ناس

    5- تسمية الأجناس ( قولبة الأجناس )
    هناك جنسان في الأدب الشعر والنثر وجنسان في البشر ذكر وأنثى وهناك مسوخ في الجنس بينهما، وأنا أعني مسوخا في الشكل. لا أتحدث في هذا المقام عن مضمون ولا عن رفضي أو تأييدي حق أنثى في أن تحول نفسها إلى شبيه رجل أو أن يحول رجل نفسه إلى شبيه أنثى. ولا أستطيع أن أفصل في ذهني بين ما يقال عن الاستجابة للتطور البشري في أمر الجنس وتغييره والمثلية والعائلة المتماثلة الجنس - لاحظ أنني استعمل عبارات المتطورين- ولو استعملت عباراتي لكان ذلك ، في أمر الجنس وتغييره والشذوذ الجنسي واكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء. فانظر إلى أهمية ( المفهوم التأسيسي ) في صوغ العبارات ، أما التنظير لذلك فإن من يراجع ما يساق في اللجان الدولية المطورة وآراء المنظرين يجد فيه أضعاف ما يقال في تأسيس نفهوم قصيدة النثر.
    قد يحتج على ما أقول بأنه مقارنة بين مختلفين. وهذا أيضا (مفهوم تأسيسي) في النظر لمجالات المعطيات البشرية والجمع بينها حينا والتفريق بينها حينا آخر خدمة للرؤية هذه أو تلك. ولأذكّر أنا لا أتحدث عن فضيلة ولا رذيلة بل عن ( الشكل والقالب ثم القولبة)
    إنه حديث في اللغة والمصطلح والمفهوم التأسيسي لدلالة اللغة. وأقر بأن اللغة قابلة للتطور، وشتان بين التطور وما يكتنفه من اجتهاد والتطوير وما يحيق به من تنظير . إن تفهمنا للحق التاريخي لأعدائنا وتغيير اسمهم من أعداء إلى متعايشين أبناء عم تطوير لا تطور. التطور يتم ضمن مفهوم تأسيسي لمرجعية مستقرة، أما التطوير فيتم ضمن مفهوم تأسيسي مستجلب مفروض.
    لا يبرح ذهني ما يوحيه إلي تعبير ( قصيدة النثر) من تعبير ( رحم الرجل ) و ( شنب المرأة ). وللعلم فقد قرأت عن رجل حمل جنين زوجته في بطنه.

    6- الحداثة فكريا
    مهما بذل في ستر ما أعلنه الحداثيون من موقف ضد الإسلام تحديدا، ومن تجاوز على الذات الإلهية، ومن جعل ذلك إضافة إلى هتك محرمات أخرى للأمة أو قل في تغيير (المفهوم التأسيسي للأمة) فإنني لا أستطيع أن أمحو تأثير ذلك من نفسي. ولا الانفكاك من الظلال التي يلقيها اقتران قصيدة الشعر لديهم بذلك.

    7- الأصابع الخارجية وارتباط تغيير الشكل والمضمون
    إن ما ثبت من تمويل وكالة مخابرات أجنبية لمجلتي شعر وحوار من أجل التأسيس المفهومي لمعطيات جديدة منها ( قصيدة النثر) يحتاج إلى أحد ثلاثة كي ينسى
    أ – حسن نية بدون حدود
    ب- تناول جرع فكرية عالية من مثبطات الوعي على الذات العربية الإسلامية
    جـ – غفلة وأنفي هذه ‘ن أستاذي الفاضلين
    د - تسليم مسبق عن وعي بهذا المفهوم التأسيسي، وهو ما أنفيه عن أستاذي الفاضلين

    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3300

    والفكرة التي أراد المؤلف توصيلها للقراء من خلال ( المرايا المحدبة ) هي أن الحداثيين العرب والغربيين على السواء وقفوا أمام ( مرايا محدبة ) زادت من أحجامهم وضخمتها ، وحينما طالت وقفتهم أمام تلك المرايا صدقوا أن إنجازاتهم النقدية بهذا الحجم المتضخم على غير الحقيقة ، وأن هؤلاء الحداثيين حين نقلوا عن الحداثة الغربية بتلك الصورة كانوا يفتحون الطريق أمام التبعية للثقافة الغربية ، ويحاولون تكريس تلك التبعية ، واستنبات ثقافة تتناقض مع الخصوصية العقدية والحضارية في التربة العربية .
    ويتطرق الدكتور عبد العزيز حمودة إلى أهم جزء في كتابه وهو تفاصيل ( المؤامرة ) الموثقة في ( 509 ) صفحات من القطع الكبير هي حجم كتاب ( من دفع أجرة العازف ؟ ) للباحثة البريطانية ( سورين سوندرز ) التي استقت وثائقها من ملفات أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية بعد الإفراج عن تلك الملفات بعد مضي المدة الزمنية المقررة ، وشملت الوثائق لقاءات مطولة مع المؤسسات والأشخاص المستهدفين ، ثم أجهزة التمويل أو ( الغطاء ) - في لغة المخابرات - الذي استخدم في ذلك ، وكشفت علاقة كل ذلك بالحداثة الغربية والحداثة العربية خاصة .

    وفي مقدمة كتابها أوضحت أهداف تدخل أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية في الأنشطة الثقافية في المنطقة العربية وتمويل تلك الأنشطة ، وأهم هذه الأهداف الترويج للحداثة باعتبارها سلاحاً ضد الثقافات المحلية للشعوب ، وقالت بالنص ص ( 2 ) : ( لقد قامت مؤسسة التجسس الأمريكية دون أن يردعها أو يكتشفها أحد لأكثر من عشرين عاماً بإدارة واجهة ثقافية متطورة جيدة التمويل في الغرب ومن أجل الغرب باسم حرية التعبير بعد أن اعتبرت الحرب الباردة (معركة حول العقول ) جمعت المؤسسة ترسانة ضخمة من الأسلحة الثقافية من الصحف والكتب والمؤتمرات وحلقات النقاش والمعارض الفنية والحفلات الموسيقية والجوائز ) . إن كلمات ( توم برادن ) وهو من أبرز رجال المخابرات البريطانية الذين قادوا ( الحرب الثقافية ) الواردة بكتاب سوندرز تؤكد بما لا يترك مجالاً للشك أن عمليات الغواية لجذب المثقفين إلى المعسكر الغربي لم تكن بريئة كلية ؛ لكنها في الوقت نفسه تبرز مفارق جوهرية ؛ فالمخابرات من منطلق تشجيع ما يسمى بـ (حرية التعبير ) كانت تقوم أولاً بشراء حرية التعبير ، ثم تقوم بالتحكم فيها وتقييدها ، وتعلق سوندرز على ذلك بقولها : ( لم يكن سوق الأفكار بالحرية التي تظاهر بها ) وأخذت فروع رابطة ( حرية الثقافة ) وهي الواجهة المخابراتية للغزو الثقافي تنتشر في البلاد العربية ، إن سوندرز تؤكد من خلال الوثائق أن المخابرات الغربية شجعت عن طريق التمويل التيارات الحداثية في الفنون والآداب والنقد ، ولم تكن الحداثة الغربية بالبراءة التي تصورها البعض ، وإنما كانت الحلقة الأخيرة في سلسلة الهيمنة والسيطرة على مقدرات الشعوب المقهورة والتمهيد لسيطرة الثقافة الغربية ، والمفارقة التي تبرزها سوندرز أن أمريكا التي رفعت شعار ( حرية التعبير ) أو ( الحرية الثقافية ) واستخدمته سلاماً مبدئياً في حربها الباردة مع المعسكر الشرقي كانت في تلك السنوات المبكرة في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن الماضي على وجه التحديد تقهر حرية التعبير داخل الولايات المتحدة ، بل إن الذوق الأمريكي ممثلاً رسمياً في رئيس الجمهورية وبعض أعضاء مجلس الشيوخ كان يعتبر الفن الحداثي فناً هابطاً منحلاً ، وقد وصل الأمر إلى درجة اتهام أحد أعضاء الكونجرس للفنانين الحداثيين بالتجسس لحساب الاتحاد السوفييتي ؛ ولكن ذلك لم يمنع من تشجيع نشر الحداثة لضرب ثقافات الشعوب الأخرى . لقد بدأ النشاط الحداثي في العالم العربي مع مجلة ( حوار ) التي افتتحت في القاهرة في أوائل الستينيات وهي بتمويل كامل من المخابرات الغربية التي افتتحت عدداً من المجلات والدوريات المماثلة ، ومنها مجلة ( شعر ) في بيروت عام 1957م ولكن مجلة ( حوار ) أغلقت بعد ذلك بعد افتضاح أمرها ، وكان ظهور مجلة ( شعر ) مرتبطاً بعلاقة وثيقة بـ ( رابطة حرية الثقافة ) الواجهة الظاهرة للمخابرات الغربية ، وكان مؤسس المجلة ( يوسف الخال ) يدعو للاندماج التام في الثقافة الغربية .


    8- استدعاء النادر من التراث
    إن الثراء الفكري الذي نعمت به الأمة في تاريخها مقترن بتنوع الآراء واختلافها في كل مجال. وهذا لا لاينفي وجود توجه عام للأمة. والنبش عن النادر واستدعائه لا ينفي المرجعية العامة. وإذا كان شرطنا استحقاق تسمية مرجعية عامة لأي أمر هو وجود إجماع مطلق فهذا يعني أنه ليس عناك أية مرجعية عامة في أي شيء. إن استدعاء النادر وتضخيمه يتم في إطار التنظير بسابق قصد لتأسيس مفهومي جديد مقرر مسبقا سواء وجد التبرير أو لم يجد.

    9- تهمة التقديس
    لا أقدس غير الوحي. وما عدا ذلك فحوار فكري يخطئ واحدنا فيه ويصيب

    10- الشكل والمضمون
    لا يعني تركيزي على الشكل في موضوع الحديث عن تسمية القالب ( قصيدة النثر ) إغفالا للارتباط بين الشكل والمضممون، بل هو تركيز على محور الموضوع.
    الشكل ذو ارتباط وثيق بالمضمون.
    الرجل المتأنث أو الرجلان الذين يتزوجان بعضهما - ولو أمام الكنيسة - لهم من الهموم ما ليس للمرجعية العامة - غير المجمع عليها - للرجل من هموم وتفكير.
    خذ قصائد الشعر العمودي وما يسمى بقصائد النثر. وانظر ما في كل منهما من تناول لهموم الأمة.
    هل ثمة قصيدة نثر تناولت هما عاما للأمة من المنظور المرجعي العام غير المجمع عليه ؟

    11 - اللغة – الأدب – الفكر – الحضارة – السياسة – التاريخ
    لا يمكن فصل هذه المعارف لدى أية أمة. ولكن الأمر لدى الأمة العربية له خصوصية ارتباط ذلك كله – واللغة والأدب خاصة – بالقرآن الكريم. وهذا ما يجعل للحديث فيهما أهمية قصوى تحدد ما هو التطور وما هو الانتكاس.
    قديما قال أحدهم للصهاينة :" إن تحجر الفكر لدى الفلاحين في سوريا سيعيق تطور العيش المشترك بينا وبينكم "
    إنه مفهوم تأسيسي.

    والله يرعاكم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,965
    فاتني أن أبرز بشكل أو ضح :

    أن الفرد جزء من مجتمع وأن له حقوقا ذات أطر، تختلف باختلاف حق المجتمع في كل مجال.

    أقول هذا من باب التوصيف للواقع ومقتضاه من خلال ما أراه منطقيا قد أخطئ فيه أو أصيب، لا من باب التشريع الذي لا أملك فيه حقا.

    1- الاعتقاد حق شخصي فللفرد فيه مطلق الحرية.

    2- تغيير المرجعيات والتأسيس لمرجعيات جديدة وما يتعلق بذلك من تصنيع للمصطلحات أمر يخص المجتمع من حيث الاستعمال والتفاهم، ومن ثم ليس للفرد فيه من الحرية إلا بمقدار نسبة تمثيله في ذلك المجتمع.

    3- أما حقه في القول فيقع من حيث مجاله وأثره وبالتالي حكم واقعه في إطار بين إطاري الموضوعين السابقين هو أقرب للأول وأصغر منه، وأبعد عن الثاني وأكبر منه. وهو حق كبير لكنه ليس مطلقا.

    وهذه إحدى زوايا النظر في موضوعنا وليست الزاوية الوحيدة. وتأثر موضوعنا فيها محدود فالفرد حر في التعبير بالشكل الذي يريد، ولكن التسمية أمر يخص المجتمع في واقع الحال ولا معنى للتسمية إلا في مجال الاستعمال العام.

    هل كان صلى الله عليه وسلم سيؤنب حسان رضي الله عنه ويغضب منه لو أن حسان ، افتراضا ، هجا أعداء النبي نثراً موقّعا ؟! هل كان سيقول له : لقد أثمت إذ
    خلّيت الوزن ولم تحفل به ؟ !
    كلا

    ولكن لم يكن ليقول له " أنعم بما قلت شعرا "

    بل ربما قال له " لا فض فوك وجزاك الله الجنة، وإن هذا الذي قلت دونه الشعر فصاحة وإيقاعا وتأثيرا "

    نعم

    من النثر ما هو أرقى من الشعر، لو أطلق على ما سمي من باب ما أراه تنظيرا وتطويرا لا تطورا ومغالطة وتأسيسا مفهوميا تكتنفه الشبهة ( قصيدة النثر) اسم ( الصيغة الواردة) أو ( لجنس الثالث ) أو ( الشثر) أو ( النعر ) لما كان هناك أي إشكال لدي في التسمية لأنها تصف واقع الحال من وجهة نظر المرجعية السائدة ولا تؤسس لمفهوم جديد يدور الحوار حول أبعاده لا حول ذات ما سمي ( قصيدة النثر ) فهي ككل كلام مؤسس لا تبلغ أهميته أهمية ما يؤسس له. قفز إلى ذهني موضوع (قضية: لفظ ودلالة)

    http://belahaudood.org/vb/showthread...880#post149880

    وعندها أتفهم - والتفهم غير التأييد - وجهة نظر من يقول :" إن هذا الجنس الثالث جمع صفات النثر والشعر وقد فاقهما إذ هو قد جمع جوهر الشعر بإيحائه وانزياحاته وطلاقة النثر "

    غير ناسين طوال الوقت أن الأمر يتعلق بحق تسمية الشكل وما يؤسس له من مفهوم، وليس المضمون الذي يظل خاضعا لما تخضع له مضامين القول من شعر ونثر .

    يرعاكم الله.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    2,798
    قرأت و استفدت جزاكم الله خيرا .

    كنت دائما أسأل نفسي :

    لماذا يشتغل البعض بإضفاء صفة الشعرية على النثر ، بينما العكس غير وارد ؟؟

    و لماذا لا يكون النثر نثرا وفقط ، جميل ، قوي ، فيه شاعرية ، فيه موسيقى لكنه نثر ،

    و هذا لا يعيبه .

    و إن كان يظن البعض أنه حين يطلق على النثر اسم قصيدة النثر فهو يعطيها الشرعية ،

    فلا أراهم إلا يشوّشون على لون أدبي كان يمكن أن يحوّلوا طاقتهم لتطويره و رعايته ،

    بدل الزج به في معركة خاسرة .

    من أجمل ما قرأت و أضاف لي الكثير و قريب جدا من موضوع الحوار هو مقال :

    الوزن و الدماغ الزمن

    على هذا الرابط :

    http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=509
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,965
    شكرا لك أستاذتي الكريمة، وفيما يلي ما تبع من حوار :


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود النجار مشاهدة المشاركة
    الأخ الأستاذ خشان خشان
    تحية طيبة وتقدير خاص
    مبدئيا أقول على عجل :
    أرى أن الحوار اتخذ منحى آخر يميل شيئا للعاطفة والكلام العام غير المقيد بمحاور النقاش التي انطلق منها الحوار ، ذلك أنك جنحت إلى ذم الحداثة وإثبات عورها ، ونحن لا نختلف معك في أن الحداثة فيما تحمل من فكر لا تتفق وقيمنا ومبادءنا ، وما دليل ذلك سوى أن منتديات تجمع شعراء بلا حدود خالية من أي نص فيه إساءة للتراث أو الدين أو اقتراب من الذات الإلهية ، حتى النصوص الصوفية التي نشك في احتمال مخالفتها للعقيدة ، وإن عن بعد ، نحذفها بعد أن نتشاور فيها ، وفي مدى قابليتها للتأويل !
    لم يكن الحوار منصبا على الحداثة ، فنحن ضد الفكر الحداثي ، بما هو هدم للتراث والقيم النبيلة ، والإساءة لرموز الأمة عبر تاريخنا الأغر ، بل كان حول مشروعية قصيدة النثر وموسيقا القصيدة ..
    إننا نرفض ، ابتداء ، كل فكر لا ينتمي لهذه الأمة ، وكل فكر يسيء لها ، وكل فكر لا يساهم في تطوير الوعي ، وتطهير الأخلاق ، لكننا في الوقت نفسه نعلم كيف يمكن لنا أن نستفيد من كل ما حولنا ، دون أن نتخلى عن دورنا في حماية التراث ، والوقوف على ثغور لغتنا وتاريخنا وعقيدتنا ، وأن نبذل ، في سبيل ذلك ، الغالي والنفيس .
    لكن أرجو أن يتنبه أخونا الكريم خشان خشان إلى أن الرومانسية ، على سبيل المثال لا الإحاطة ، لا تنسجم مع قيمنا ؛ ذلك أنها تقوم على قيم الفوضى والبوهيمية والضبابية وأكثر من ذلك ، وفي الوقت نفسه ربما أكثر من 90% مما نكتبه ينتمي للمدرسة الرومانسية ؛ ذلك أننا ، بقصد أو بدون قصد ، نكتب شعرا رومانسيا ، لكننا لا نؤمن بالرومانسية ولا بحركة الفن للفن التي انبثقت عنها ، فثمة فكر وثمة شكل ، فالقارورة وعاء للخمر ، ووعاء للدواء ووعاء للزيت ، ووعاء للماء في آن معا ، وكذلك الأمر في الشعر والأدب ؛ فإذا تصورنا أن قصيدة النثر كافرة ؛ لأن مصدرها غربي ، فلنرفض سياراتهم وأثاثهم وأجهزة الحاسوب التي زودونا بها .. تكفر القصيدة ، أي قصيدة حين تحمل جينات الرذيلة والفكر المعوج ، لا حين تصطف كلاما نبيلا وقيما جمالية ساحرة .. !! لعل تجربتي الشخصية مع الكتابة اصدق مثال على التطور الفني الذي أواكبه بوعي كبير ، فقد بدأت بكتابة العمودي منذ نعومة أظفاري ، وفي تلك الأثناء كان معلمونا في المدارس ومشرفونا في المراكز الثقافية يحذروننا من شعر التفعيلة لأنه شعر كافر .. ! وبقيت على مسافة بعيدة منه إحساسا بكفره وعدائه للتراث ، حتى تمردت ، مع قصائد نزار قباني ، على أساتذتي ، وبدأت أكتب قصيدة التفعيلة ، وحين علا صوت قصيدة النثر خشيتها ابتداء متأثرا برأي الرافضين لها ، ثم شعرت بأنني مخطئ إذ لم أحاول الاقتراب منها ؛ فاقتربت ، وحاولت الكتابة ، وفي تونس والمغرب وجدت لها حضورا واسعا ، ووجودا قويا ، وأنه النص الأكثر شيوعا ؛ فأحدث هذا ارتباكا في خاطري ، وشعرت ، حقيقة ، بسذاجة تفكيري ، وأدركت يقينا أنّ موقفي من قصيدة النثر مضحك ، وأن هذا النص نص الأذكياء والمبدعين الحقيقيين ؛ لأنه أضاف الكثير إلى اللغة والأدب والنقد ، ولأنه يتصل وثيقا بسحر اللغة وعبقرية الصورة ، ويتكئ على ذكاء الدلالة والانزياح ، بحيث تحس بكبير نشوة وأنت تصطاد الصور من عوالم ساحرة غرائبية .. ولطالما ضحكت ، وأنا أقرأ لبعضهم بأن الشعراء يلجؤون لقصيدة النثر استسهالا ؛ على أنها من أصعب أنواع الكتابة وأكثرها حاجة إلى قرع الدماغ والغوص في الكلمة .. !
    أكرر لأستاذي الكريم خشان خشان بأننا ضد الفكر الحداثي بما هو ثقافة غربية ملغومة ، وبما هو اعتداء على العروبة والإسلام والقيم الحضارية العربية الإسلامية ، وأؤكد له بأن قصيدة النثر كغيرها من النصوص يمكن أن تكون نصا محترما ويمكن أن تكون نصا سيئا ، تماما كما هي كل أنواع الكتابة . هل كانت رواية سليمان رشدي أو غيرها لتكون محترمة لو أنها كتبت شعرا عموديا ؟!!
    هل سوء كاتبها متعلق بالشكل الذي ارتضاه لبث سموم فكره الخبيث ؟!
    أخي الكريم خشان خشان ..
    إنني أدعوك دعوة صادقة إلى الاقتراب من قصيدة النثر ، وأن تحاول الطيران في أفقها ؛ وأنا واثق أنك ستكون من أكبر أنصارها ، وأنك ستصر على أنها قصيدة ، وأنها أكبر من مجرد خاطرة نثرية .. !
    ابق بخير ، ولي عودة بإذن الله

    محمود

    أخي وأستاذي الكريم محمود النجار

    شكرا لتكرمك بالرد.
    قد يستعمل التكفير لإرهاب التفكير
    وقد تستعمل تهمة التكفير لإرهاب التفكير

    محور الحديث الأساس يتعلق بالشكل سواء كان النص "المسمى قصيدة نثرية" مؤمن المضمون أو كافره.

    اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود النجار

    فإذا تصورنا أن قصيدة النثر كافرة ؛ لأنها مصدرها غربي، فلنرفض سياراتهم وأثاثهم وأجهزة الحاسوب التي زودونا بها .. تكفر القصيدة ، أي قصيدة حين تحمل جينات الرذيلة والفكر المعوج ، لا حين تصطف كلاما نبيلا وقيما جمالية ساحرة ..


    اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان
    غير ناسين طوال الوقت أن الأمر يتعلق بحق تسمية الشكل وما يؤسس له من مفهوم، وليس المضمون الذي يظل خاضعا لما تخضع له مضامين القول من شعر ونثر
    .




    أنت تتحدث عن المضمون وأنا أتحدث عن حق إطلاق المصطلح. ونظير ذلك في موضوع السيارة ليس رفض السيارة أو قبولها هو الموضوع، بل الموضوع تسميتها بسيارة أو أتومبيل أو ذات العجلات. عندما يترجم فيلم غربي ويقول الممثل ( Oh Christ ) فإن مترجم الفيلم ينقلها إلى العربية بصيغة (يا إلهي) .

    لست ضد كتابة النص بأية صيغة وإذا كان الغربيون في سعة من تراثهم بما يتيح لهم حرية إطلاق لفظ الشعر على أي شكل يرونه ولهم من مفاهيمهم الـتأسيسية حرية تسمية الزوجين الذكرين المستغنيين عن النساء أسرة. فإن لنا من خصوصيتنا الثقافية ما يحد من حرية إطلاق هذين المصطلحين على هذين الشكلين في لغتنا. إذا يمكننا وفقا لمفاهيمنا التأسيسية المنبثقة من مرجعيتا الفكرية والأدبية والعقائدية تسميتهما ( النثر الشاعري - على سبيل المثال ) ، ( اللواطيان ).


    ألا ترى أنك ترد على موضوع غير الموضوع الذي أتحدث عنه ؟

    أتراني عاطفيا في هذا سواء كنتُ مخطئا أو مصيبا؟

    قد يكون ما ظننته عاطفيا متعلقا بشرح عناصر خصوصيتنا الثقافية التي تحد من استعمال مصطلح ما بنفس الصيغة التي يستعملها الغربيون. هل أنت عاطفي عندما ترفض تسمية ( يهودا والسامرة )؟ إن كان الأمر كذلك فكلا نا عاطفي. وعاطفي كل من يغتاظ من ترديد الإعلام العربي لـ ( إشدود ).

    والله يرعاك.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط