[justify]شعر / ناصر محمد البنا[/justify]

ليس المكان ُ كما تَهوين َفانصرفي
ما قلت فيك سوى أسفي على أسفي

فلست ِ وحدك ِ من أـهفو لها شغفا
ولست ُ أشكو أنا في الحب من شظف ِ

عانيتُ منك الأسى منذ التقيت ُ به
وصدفةُ الحب ِّ كانت أسوأ الصُدَف ِ

تستمتعين بتعذيبي مراوغة
تهوين أن تكثري نزفي وتغترفي

كم أوغلَ الطعنُ من كفيك ِ في كبدي
وكم ينوءُ بأثقال الهوى كتفي

وكم تغذين جوع الحقد من ولعي
وكم تروِّين صادي المكر من لهفي

فكنت ِ أخدعَ مخلوق ٍ به اجتمعت
روحي بسفرة حب فائض السرف

كيف امتزجتِ بأضداد ٍ معاكسةً
فالقولُ في طرف ٍ والفعلُ في طرفِ

وشكلُكِ الحلوُ يغري غيرَ أن به
أناقةً تملأ المضمونَ بالقَرَفِ

وتُقبلينَ بطبع ٍ ضاحك ٍ مَرِح ٍ
وتدبرين بشيئٍ ٍ عنه مختلف ِ

وتخلعين رداءً كنت ِ باديةً
به بظرف ِ مكان ٍ مثلَ ملتحفِ

وتُظهرين من الأعماق حلو هوىً
ومرُّ زيفك ِ فيها جاثم ٌ وخفي

ملائكيةُ حسن ٍ بين أعينها
من غل ِّ إبليسَ سر ٌ غيرُ مُنكشِف ِ

أحببت عنينك ِ حباً فاق واصفه
أوصاف َ ما بين حرف ِ الياءِ والألفِ

حدَّقتُ فيها أسابيعا أشاهدُها
كأن فيها ثواباً أجرَ مُعْتَكِفِ

وكان قدرُ افتتاني فوقَ طاقته
وفوق قدر الذي في العين ِ من ترف ِ

ومثلُ خديك ِ في لون ٍ وتَطْرِية ٍ
مافي خدودي من الإعياء ِ والكلف ِ

بالغت ِ في الصد ِحدَّ الطعن ِ في جسدي
كأن في قبضتيك ِ الصارمَ الثقفي

الله يالغة َ المحزون ِكم عَشِقَت
حروفُ وصفك ِ ذاتَ الحسن ِ والشرف ِ

يا أحرف الشعر لا تأسي فقد ظهرت
بحسن ِفاتنة ٍ في مكر محترف ِ

هيا اذهبي ففؤادي غيرُ مكترث ٍ
ما عاد لي فيك ِ من هم ٍ ولا هدفِ

هيا اذهبي باب قلبي صار منغلقا
لا تقعدي عند باب القلب او تقفي

إن تطلبي الصفح مني سوف أمنحه
منح الكريم لأني صادقٌ ووفي

أما الرجوع فشيئ لست أمنحه
لو تخلطين دموع العذر بالحلفِ

ففي سواك منال القلب أجمعه
منهنَّ أحظى أنا بالحب والشغفِ