حسنا أخي وأستاذي الكريم
قد أجبتك بتفصيل شديد لبيان وجهة نظر الرقمي من خلال ما ذكرته وخاصة الروابط مع توقعي مسبقا على الأغلب أنها ليست ذات جدوى لمن لم يفهم أسس الرقمي وقواعده متدرجا فيها إلى حيث يجد تلك المادة في سياقها من الدراسة. والدافع هو تشجيعك على البدء بدراسة الرقمي من دورته الأولى على ما يبدو في دروسها من سذاجة.
لديك الآن إجابتا أستاذتي زينب هداية وإجابة أستاذي محمود مرعي وكل منهما صواب من حيث الجوهر، فلا فرق بينهما رقميا، وإنما الفارق في المصطلحات الناجمة عن التفاعيل وحدودها.
ويجمعهما معا ما تجده أدناه مما ورد تحت عنوان ( قالب رجزي ) الوارد بدوره تحت عنوان ( 6- د. عمر خلوف ) من الرابط:
ما زلت ألقى على مائدة علم أستذي د. عمر خلوف على ما يحفز من أطايب العلم ما يحفز التفكير ومن ذلك هذا الموضوع الذي حملتني تداعياته لسرد أتمنى من تفاعل أستاذنا معه الفائدة والمعرفة.
سبق وأبديت رأيا في الموضوع في حوار على الرابط الخاص بالواحة أعلاه، ثم لدى إعادتي النظر بدا لي حوله المزيد، وهذا شأن الرقمي فإنه بتشريع أبوابه على آفاق العروض العربي كلها يستثير الفكر ويستزيده.
ثمة ملاحظة مبدئية لا تؤثر على ما سأكتبه وهي استبعاد أستاذي للسريع دون الرجز كأصل لهذا الوزن
وهو في ذلك منسجم مع نظرته للتفاعيل ككيانات تتوسع في صلاحياتها لدرجة قد تحجب السياق العام للوزن. كما أن اعتراضي على ذلك منسجم مع شمولية نظرتي التي تنظر للتفاعيل كأداة توضيحية للسياق العام للوزن لا تملك من أمر نفسها شيئا، وقد سبق أن طرحت هذا في موضوع (أزواج في أفياء د. عمر خلوف) ومفاده أن كلا من فاعلن في آخر السريع وفعولن في آخر الرجز ذوي أصل واحد هو 2 2 2 بغض النظر عن التسمية. وتوضيحا بالتفاعيل لنا أن نعتبر أن هناك صورتين للرجز والسريع كالتوأمين كما يبين ذلك الدول التالي:
الوزنان و(التفعيلة) الأخيرة من الرجز والسريع | بدلالة (تفعيلة) الرجز | بدلالة ( تفعيلة ) السريع |
4 3 4 3 (3 2 ) | متفعل : قطع وخبن | معولا : كشف وخبن |
4 3 4 3 ( 2 3 ) | مستعل : قطع وطي | مفعلا : كشف وطي |
مستف ع لن = مفعو تُ لا
مفعو لا تُ = مستف عن لُ
وأثناء بحثي عثرت على ما يلي :
قال ابن جني في الخصائص ج 2: 239(الهيئة المصرية العامة للكتاب،1407ه) أن الأصمعي أنشد من مشطور السريع
...
قالت ألا أبشر بكل خير ......ودهنت وسرّحت ضُفيري
في حين أجد هذا البيت مدرج فيالرجز في غير كتاب. فما رأيكم؟ بارك الله فيكم
لكم أتمنى أن تدرس الرقمي فتلم بما تقدم مضافا إليه موضوع الوتد المفروق لتعرف منشأ هذه الإشكالية الوهمية من جذورها وهو ما تجده أدناه :
وهنا همسة لأخي وأستاذي الحبيب محمود مرعي
أرأيت أخي كيف أن كل ما تذهب إليه يتم تشخيصه فورا من وجهة نظر الرقمي لأنه نور يستند إلى فكر الخليل الذي يمحو ظل المصطلحات التي تلقيها التفاعيل مسببة تباينا يتعلق – في حقيقته – بالمظهر دون الجوهر.
كم أتمنى أن تدرس الرقمي منهجيا لتحكم عليه موضوعيا من داخله.
أقول هذا دون كبير تفاؤل لما أعلمه لدى أغلب أساطين العروض – وأنت منهم – من حواجز التفاعيل وظلالها في وجدانهم، تلك الحواجز والظلال التي سبق لي وكافحت سنينا للتخلص منها ولا أظنني تخلصت منها كليا.
والله يرعاكم جميعا
*****************************
لا ولن يعرف متعة الرقمي إلا من درسه منهجيا ناهيك عن أن يفهمه فيحكم عليه موضوعيا من داخله موافقا أو معارضا وليسأل من شاء عن ذلك أستاذتي زينب هداية لإتقانها منهجي التفاعيل والرقمي.
المفضلات