بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فلقد كان القرآن الكريم وما يزال معجزة حيّة على مر السنين بعكس معجزات الأنبياء والرسل السابقين انقضت بانقضاء آجالهم رحمهم الله تعالى جميعاً آمين , ولقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من نبي إلا وقد أوتي ما آمن على مثله البشر , وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليّ , فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة " معناه أن معجزة كل نبي انقرضت بموته وهذا القرآن حجة باقية على الآباد , لا تنقضي عجائبه , ولا يخلق عن كثرة الرد , ولا يشبع منه العلماء.
ومما شجعني عليه الأستاذ خشان ومما يمليه عليّ حق علم العروض الفتّان أن لا يكون حبيساً في برج الشعر والأوزان بل أن نفيد منه لأجل خدمة الدين والانسان رأيتني أعمل على تقطيع بعض آيات القرآن فوصلت فيه إلى ما كان من قوله تعالى :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّا أنزلناه في ليلة القدر
إن 2 نا 2 أن 2 زل 2 نا 2 هفي 3 لي 2 لتل 3 قد 2 ر ه
وبجمع الأرقام نجدها 21
يقول فضيلة الشيخ صفي الرحمن المباركفوري في كتابه المعلوم الرحيق المختوم:
فلما كان رمضان من السنة الثالثة من عزلته صلى الله عليه وسلم بحراء شاء الله أن يفيض من رحمته على أهل الأرض , فأكرمه بالنبوة , وأنزل إليه جبريل بآيات من القرآن.
وبعد النظر والتأمل في القرائن والدلائل يمكن لنا أن نحدد ذلك اليوم بأنه كان يوم الإثنين لإحدى وعشرين مضت من شهر رمضان ليلا , ويوافق 10 أغسطس سنة 610 م , وكان عمره صلى الله عليه وسلم إذ ذاك بالضبط أربعين سنة قمرية , وستة أشهر , و12 يوماً , وذلك نحو 39 سنة شمسية وثلاثة أشهر و 12 يوماً.
ويزيد الشيخ في الحاشية : اختلف المؤرخون اختلافا كبيرا في أول شهر أكرمه الله فيه بالنبوة , و إنزال الوحي , فذهبت طائفة كبيرة إلى أنه شهر ربيع الأول , وذهبت طائفة أخرى إلى أنه رمضان , وقيل هو شهر رجب ( انظرمختصر سيرة الرسول للشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب النجدي ص 75 ) ورجحنا الثاني – أي شهر رمضان – لقوله تعالى : (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) (2 / 185 ) ولقوله تعالى : ( إنّا أنزلناه في ليلة القدر) ( 97 / 1 ) ومعلوم أن ليلة القدر في رمضان وهي المرادة بقوله تعالى : ( إنّا أنزلناه في ليلة مباركة , إنّا كنا منذرين ) ( 44 / 3 ) ولأن جواره صلى الله عليه وسلم بحراء كان في رمضان , وكانت وقعة نزول جبريل فيها كما هو معروف.
ثم اختلف القائلون ببدء نزول الوحي في رمضان في تحديد ذلك اليوم , فقيل : هو اليوم السابع , وقيل السابع عشر( انظر مختصر سيرة الرسول المذكور ص 75 , ورحمة للعالمين 1 / 49 ) وقد أصر الخضري في محاضراته على أنه اليوم السابع عشر ( محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية للخضري 1 / 69 ).
وإنما رجحنا أنه اليوم الحادي والعشرون مع أنّا لم نر من قال به لأن أهل السيرة كلهم أو أكثرهم متفقون على أن مبعثه صلى الله عليه وسلم كان يوم الإثنين , ويؤيدهم ما رواه أئمة الحديث عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الإثنين , فقال : فيه ولدت فيه أنزل علي , وفي لفظ : ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت أو أنزل علي فيه ( صحيح مسلم 1 / 368 , أحمد 5 / 297 , 299 , البيهقي 4 / 286 , 300 , الحاكم 2 / 602 ) ويوم الإثنين في رمضان من تلك السنة لا يوافق إلا اليوم السابع , والرابع عشر , والحادي والعشرين , والثامن والعشرين , وقد دلت الروايات الصحيحة أن ليلة القدر لا تقع إلا في وتر من ليالي العشر الأواخر من رمضان وأنها تنتقل فيما بين هذه الليالي , فإذا قارنا بين قوله تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) وبين رواية أبي قتادة أن مبعثه صلى الله عليه وسلم كان يوم الإثنين وبين حساب التقويم العلمي في وقوع يوم الإثنين في رمضان من تلك السنة تعين لنا أن مبعثه صلى الله عليه وسلم كان في اليوم الحادي والعشرين من رمضان ليلاً.
انتهى كلام الشيخ .
وأنا أقول أننا لو رمزنا لهذه الليالي بالحركات نجد أن الحركة - أو الليلة – الواحدة والعشرين جاءت سكونا منعزلا مع أن هذا الرقم 21 يمكن أن يأتي بعدة أشكال كأن يأتي سبعة أوتاد مثلاً أو ستة أسباب وثلاثة أوتاد مثلا ولكنها ربما جاءت هكذا بسكون منفردة لتقابل سكينة تلك الليلة وطمأنينتها.
ومع أن كل ما ذكرت يمكن أن يكون مبالغة من محض خيالي أو صدفة مرّت ببالي لكنّها إذا ولا شك صدفة جميلة أحببت أن أشارككم بها.