ردك السابق أستاذي يقودني لمجموعة من التساؤلات

قبول الرقمي 4 في آخر صدر الطويل وربما نكون قد تحدثنا حوله في بحور الشعر لكن لمن لم يلم ويقرأ ذلك
فهنا لم القبول رقميا وهل ذلك يخرج عن دائرة الخليل.

كأني قصرت في التوضيح مما جعل أخي ينصرف إلى معنى يعاكس قصدي. فأنا قلت :" ثمة خصائص لآخر العجز لا يقبلها آخر الصدر، وإذا أدخلت على الصدر فإن الذائقة العربية سواء في الفصيح أو النبطي تبتكر صورا للقصيدة وأشطرها تغير من وضع الصدر بحيث لا يعود صدرا على النحو المعتاد بل يتحور على نحو يجعله يتقبلها. وذلك ببدع قافيتين واحدة لكل شطر فكأن القصيدة قصيدتان من مشطور البحر تداخلتا "

وما هو ملون أضفته الآن لتلافي اللبس


هل تسكين الاسم وقبوله في آخر شطر ( صدر)خاص بالرقمي فقط

يبدو هذا السؤال استمرارا للبس الذي جعلك تطرح السؤال الأول، فالأصل أن هذا التسكين لا يتم إلا في القافية في الفصيح ولا يرد في آخر الصدر إلا على سبيل التصريع، وعندما أريد إدخاله للفصيح في ما احتل مكانة الصدر من حيث المعمار الشكلي للقصيدة سلك الشاعر فيه سبيل النبطي القائم على تداخل قصيدتي الصدر والعجز في قصيدة واحدة بقافيتين.




الترفيل كيف يقبل في صدر أي بحر؟أم يكون ذلك في حال التجديد فقط واستقلال كل شطر كبيت؟


اللبس ذاته يلح عليك يا أستاذي
فالأصل أن الترفيل لا يرد في الفصيح إلا في العجز وفي الصدر على سبيل التصريع ، والشأن فيه كالشأن في التسكين أعلاه

ثم ماهي هذه الخصائص المحددة لأواخر الصدر والعجز ؟وهل يمكننا حصرها؟

هذا موضوع شيق ويتطلب تركيزا ومتابعة ومن ترجيحات تلك الخصئص التي تتطلب مزيدا من البحث أن 3 2 3 إذا جاءت في خر الصدر لم يقبل العجز الانتهاء ب 3 1 3 بل ربما يقبل 3 2 2.
ومنها أنه إذا انتهى الصدر ب 3 1 3 جاز أن ينتهي العجز ب 3 2 2 أو 3 1 3 ( البسيط - مجزوء الوافر ) وإذا انتهى الصدر ب 3 22 (وذلك يحتاج لاستقصاء لتحديده في غير آخر صدر الهزج) فلا ينتهي العجز ب 3 1 3

كيف نقرن ذائقة الفصحى بذائقة النبطي مع وجود الفوارق الواضحة بينهما وأعني هنا ( الشعر تحديدا )
حتى وإن خرج النبطي من عباءة الفصحى فإنه يختلف عن الفصيح بقبوله لما لا يقبله الفصيح ولدينا إطار معين في الفصيح لا نخرج عنه والتزام بأطر الخليل ودائرته والنبطي يخرج عن ذلك حتى وإن تشابهت بعض بحوره مع بحور الخليل.

القول بتشابه الفصيح والنبطي في جزئية رفض الترفيل والتسكين و4 في آخر صدر الطويل إلا بتحوير يولد قصيديتن متداخلتين لا يعني التطابق بين الفصيح والنبطي. على أن هناك أوجه شبة أخرى يطول الحديث عنها.

والذائقة في الشعر تلتزم بضوابط معينة وليست مفتوحة كما قد يتبادر للذهن لمن لم يتابع دروسك وبحوثك في هذا المجال فالتغيير والتجديد يكون ضمن هذه الضوابط كالمثال الذي أوردته من شعر ابن زيدون وهو يشبه في ذلك المجالسي أو المروبع في النبطي ليس تشابه وزن وإنما أسلوب وطريقة وسأعود ممثلا لها بإذن الله، وشعر التفعيلة أيضا مثال على هذا التجديد وهو مجال للبحث في مجال التجديد وحصر ما يمكن قبوله ومالا يمكن في أواخر أسطره وقد ذكرت هذا الآن كمثال وليس كمجال للبحث لأني أكثرت من الأسئلة والمجال مفتوح للتوسع لاحقا أستاذي إن رأيت أنها نابعة من صلب موضوعك ورأيت أنها ستثري حوارنا.

أتفق معك وأنتظر منك المزيد

ولك كل دعوات الخير دائما وأبدا

وفقك الله ورعاك وسعدت بمحاورتك.