في مستهل هذا الموضوع جرى تعريف القافية على النحو التالي:
" القافية – تحديدا – هي صوت الروي وما قد يليه من أصوات مع نوع الصوت الذي يسبقه ، ولنسمه – توسعا في المصطلح – الردف . وهذا الردف إذا كان حركة قصيرة وكان ثاني صوت يسبقه ألف مد ، التزم هذان الصوتان بعينهما – وليس بنوعهما فقط – وتسمى هذه الألف ألف التأسيس ".
ووفقا لهذا التعريف سأحاول الإجابة على تساؤل الأخ محمد حامد: " لماذا أعتبر الراوندي ( 2112 ) خطأ ؟"
لنركز، في القافية التي اعتبرها الراوندي خطأ وهو (مرودها) بالدال المخففة، على نوع الصوت الذي يسبق الروي مباشرة، نجده الفتحة. والفتحة نوع من الأصوات اللغوية يسمى الحركة القصيرة، حيث الأصوات في العربية تنقسم إلى أربعة أنواع، هي:
1- الحركات القصيرة، وهي: الفتحة والكسرة والضمة.
2- الحركات الطويلة، وهي: ألف المد وواه وياؤه كما في نحو: نار، نور، نير.
3- أنصاف الحركات، وهي: الواو والياء لغير المد، كما في نحو: وجد ويجد، وحوض وبيت.
4- الصوامت، وتشمل باقي الأصوات كالهمزة والباء والتاء ... إلخ
فأما (مرودّها) بالدال المشددة (2 2 1 2 ) فالروي مسبوق مباشرة بالدال الساكنة (مرودْدها) وليس بالفتحة أو أي حركة غيرها. ولما اختلف نوع الصوت اللغوي هنا بين الحرف الصامت (الدال الساكنة) وبين الحركة (التي هي الفتحة هنا) اختلفت القاقية أو اختلت حسب تعبير الراوندي.