ومما تفضل به الأستاذ داود أبو زيد في منتدى الفصيح:



http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...l=1#post505137

بسم الله الرحمن الرحيم

تحية طيبة إلى أسرة الفصيح وبعد :
لقد انقطعت عن هذا الموقع الطيب منذ أواخر الشهر 6 عام 2007 لأسباب شتى ، وكان الموقع قد أغلق موضوع العروض الرقمي ، بعد زيادة الاحتجاج على تقطيع آيات من القرآن الكريم ، ولما حننت إلى الموقع عدت إليه عودا مؤقتا .فوجدت الأمر قد تفاقم فكتبت . فاقتبس السيدان زينب وخشان مداخلتي كاملة ، للتعقيب بكلمات يسيرة ..
تقول الأخت زينب : (جميل أن يعرض المرء رأيه المخالف) ولكنّ رأينا أيتها الفاضلة ليس المخالف وإنما رأيكم هو المخالف ؛ فرأينا الأصل ورأيكم هو الذي خرج عليه . ثم تقول (من شاء تعلم العروض بطريقة التفاعيل فله ذلك ومن شاء تعلمه بطريقة الرقمي فله ذلك) والحق أن التفعيلات ليست طريقة ، وأن الرقمي وسواه هي الطرق ، وكم وددت أن أعد هذا سهواً ، إلا أن قول السيد خشان لحكيم السودان : (لا عروض سوى عروض الخليل والرقمي والتفاعيل طريقتان لتقديمه) لم يدع لي مندوحة من القول بأن الأمر خطأ في فهم المصطلح . فالتفاعيل هي (مستفعلن فاعلن فعولن) الخ ، وأنتما تقصدان بالتفاعيل : /ه/ه//ه أو ـ ـ ب ـ وهذه ليست التفاعيل ..
ويحيلني السيد خشان مجددا إلى روابطه القديمة ، التي أضاعت لي وقتي وجهدي زمنا ، كمن يمخض الماء ليستخرج أقطا وسمنا ، وهيهات .
وتقول الأخت أنوار : (كم أسفتُ أن يأتي أحدهم بعد هذه الصفحات ويقول ما يقول دون أي تقدير لجهود الأساتذة) احترامي للأساتذة أيتها الفاضلة ، وأعذرك وأسامحك وأقدر ظروفك في قولك (أحدهم) أي (نكرة) وتعلمين أغراض التنكير ، فهذه واحدة . وإن قصدت ـ ولا إخالك تقصدين ـ أنني لست أحد (الأساتذة) فأنا حقا لست (أحدهم) ولا غضاضة ، وإن كنت أرثي لهم . لقد كتبت عن هذا في الفصيح قبل أعوام حتى غضب مني (أحدهم) فأنا لست طارئا حتى أكون (أحدهم) أما الجهود ، فأنت حزينة لأنك لم تجدي من (أحدهم) تقديرا لها ، وأنا حزين لأنني لم أجد في أحدها فائدة لأحدهم ، هذا إذا أحسنا المظنون بالمكنون ..
وتتابع الأخت أنوار : (إذا ، فماذا تغير من عروض الخليل بعد العشرات من المؤلفات والمختصرات والمطولات في هذا العلم ؟؟!!) والحق أنه لم يتغير ولن يتغير ، فليس في تلك المطولات والمختصرات إلا تكرار واجترار أو تغيير في الإخراج أو خروج عن العروض إلى الدهناء . فهذا هو العلم الوحيد الذي ولد مكتملا مكتهلا ، فلا يداخله تغيير في اختصار ولا تطوير في تطويل . ولهذا أكرر بأن ما جاء به الرقمي ليس أكثر من رمز جديد يُركم إلى سابقاته ، ومن فمك أدينك ، فقد قال السيد خشان لحكيم السودان : (لا عروض سوى عروض الخليل والرقمي والتفاعيل طريقتان لتقديمه) ولو شئت لقدمت عشرات الطرق كهذه ، إلا أنني أحترم نفسي وأحترم عقل القارئ ووقته . (وسأقدم شيئا منه في نهاية المداخلة للعبرة)
وتتابع الأنوار : (يقول الله عز وجل ..( لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) والصواب (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) على الرغم من أن الاستفهام هنا هو استفهام إنكاري بمعنى النفي ، أي إن قوله تعالى (هل يستوي) هو بمعنى (لا يستوي) فالله يقول (هل يستوي) فهذا من عند الله ، والبشر يقولون (لا يستوي) وهذا من عند غير الله ، ولا يجوز أن نجعله قول الله . ولو لم تقولي (يقول الله) لقبلنا ذلك .
أما الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، فهذه ثانية ، وأرجو ألا تكون لها ثالثة . فانظري ما تثبته المداخلات لتعرفي من يعلم ومن لا يعلم ، ومن يعلم الحق فيتبعه والباطل فيبطله ، ومن يعلم الحق فيجتنبه والباطل فيدعو إليه .
ويقول الأخ حكيم السودان : (طرقت باب التفاعيل فلم أفلح ، وطرقت باب الرقمي فوجدتني قادرا على أن ألج باب الشعر) بخٍ بخٍ لك أيها الحكيم وإلى الأمام .. ويتابع : (الفرق بين الرقمي والتفاعيل انني في الرقمي اعرفان الكامل يبدء ب 1 3 3 البسيط 1 3 2 او 2 3 2)فهنيئا لك ، ولا تقل إن سبب الأخطاء هو السرعة .
لقد عرفتَ أن الكامل يبدأ بـ (1 3 3) والصواب بحسب فهمي للرقمي هو (4 3) أو (1 1 2 1 2) وهي رموز (متَفاعلن) وأضاف إليك الأستاذ خشان رمز (متْفاعلن) وهو (2 2 3) كما عرفت بأن البسيط يبدأ بـ (1 3 2) أو (2 3 2) وكلاهما خطأ ، فالأصل أن تبدأ بـ (2 3 2) وهو رمز (مستفعلن) فبدأ به الأستاذ خشان وصححه إلى (2 2 3) من دون أن يشير إلى الخطأ ثم صحح (1 3 2) فقال (1 2 3) = 3 3 وهو رمز (متفعلن) وأقول : لم لا يكون الصواب (1 2 1 2) ؟. ولم لا يكون (3 3=6) أم هذا كمن يجمع ثلاث تفاحات وثلاث برتقالات على ست تفاحات أو ست برتقالات كما قال لي (أحدهم) في الشبكة ذات يوم ؟..
ويقول السيد خشان لحكيم السودان : (الرمز للساكن ب ه أو 0 أو . لا يشكل أي فارق فكلها دلالة على الساكن) وهذا غير سليم ؛ لأن عروضكم رقمي والهاء (ه) ليست رقما ، إلا على أساس (عروض الجُمَّل) فحرف الهاء في حساب الجمّل يمثل الرقم (5) فلو وضعتم الرقم (5) أو الهاء (ه) الممثلة للرقم (5) فربما قبلنا . ويتابع( وخيرها ما يتلافي إشكالات التنسيق واختلاف ظهور الرموز بين متصفح وآخر) فلننظر معا أي الطرق يتلافى إشكالات التنسيق؟. وأيها يختلف فيه ظهور الرموز بين متصفح وآخر ؟.
فلو طبقنا هذا على تفعيلة واحدة هي تفعيلة (متَفاعلن) فرمزها عند بعضهم هو : (///ه//ه) وعند غيرهم (ب ب ـ ب ـ) أو (. . ـ . ـ) ولكل منها شكل واحد ، ورمزها عند العروض الأبجدي هو (ج ب) أو (جب) وهنا بداية إشكالات التنسيق ، حيث يختلف ظهور الرموز على شكلين . أما عند الرقمي فهو(1 3 3) أو (4 3)أو (1 1 2 1 2)أو (7) وهنا تزيد إشكالات التنسيق ويتسع اختلاف ظهور الرموز ، إذ تظهر على أربعة أشكال ، فأي الطرق يتلافى إشكالات التنسيق واختلاف الرموز؟. أليس (///ه//ه) ؟..
ثم إن تفعيلة (متفاعلان) المذيلة ، يجتمع في آخرها ساكنان فيكون الرمز (///ه//ه ه) وهذه هي الطريقة الوحيدة التي تحقق رمزا لاجتماع الساكنين ، عدا ما اقترحته الأستاذة زينب بوضع هاء منفردة (1 3 3 ه) وهو نشاز ، لأنه كما قلت حرف بين الأرقام ..
في نهاية المداخلة أقدم هذا التمهيد :
أراد أحدهم يوما أن يبدع حكمة أو مثلا كالحكم والأمثال المعروفة ، ولم يدر بأن هذا لا يتأتى بالتفكير والمعالجة ، وإنما هو اختزال لخبرات وتجارب مجتمعات وأجيال ، وبعد أيام خرج علينا بالحكمة التالية (البرميل في المنحدر لا يستقر) فانظروا ..
وقد أرسل إلي (أحدهم) قائلا : { لقد أبدعت خلال دقائق سبقا في علم العروض دعوته : (العروض المسمسيّ) فنرمز للمتحرك بالحرف (م) وللساكن بالحرف(س) فيكون تقطيع تفعيلة (متفاعلن) الصحيحة هو (م م م س م م س) ثم انهالت علي الطرق ، كالعروض الحكحكي ، فنرمز للمتحرك بحرف (ح) وللساكن بحرف (ك) فيكون تقطيع تفعيلة (متفاعلن) الصحيحة هو (ح ح ح ك ح ح ك) ثم فتح الله علي بالعروض الحسحسي والحوحوي والحنحني والرسرسي والركركي والرنرني والكنكني والكوكوي والروروي والهسهسي والهكهكي والهوهوي الخ..كما لم أتحدث عن (عروض الجُمَّـل) لأنه نوع متقدم جدا وشديد التعقيد من العروض الرقمي ا.هـ}
أترون ما يمكن أن يفعله الانزلاق وراء مثل هذه (الإبداعات) من مضيعة للوقت والجهد ، واستهتار بعقول القراء ، أيمكن أن يفعل هذا مَن يخشى الله ؟. والله المستعان ..