وانطلاقا من هذا
خذ البيت من شواهد الطويل المحذوف في الغامزة ( ص 138)
أ- أقيموا بني النعمان عنا صدوركم وإلا تقيموا صاغرين الرؤوسا
منطقة الضرب الضرب هنا = نرْ 2 0 رؤو 3 – سا = 2 3 2
وهي هنا مخالفة للاعتماد
ب- لو عدلناه ليوافق الاعتماد لكان العجز :
وإلا تقيموا صاغرين رؤوسا ، منطقة الضرب = نَ 1 – رؤو 3 – سا 2 = 1 3 2
ولا شك أن هذا الوزن أسلس
جـ_ لو طبقنا منطق التكافؤ الخببي في منطقتي الضرب المتطابقتين في كل من الطويل (لُمَفاعي=231) والكامل (متَفاعلْ=231) بحيث تصبحان لْـمْفاعي = متْفاعل = 222
وعليه يكون العجز:
وإلا تقيموا صاغرين الرّوسا = 3 2 3 4 3 2 2 2
إقرأ العجز بهذه الصيغة واقرأه بصيغة أ (نَ الرؤوسا) أيهما تجده أسلس؟
أنا أجد الصيغة جـ أسلس وأجد في هذا تأييدا لما ذهبت إليه.
هل هذا نهاية المطاف ؟
كلا بل هذه بداية مشوار في النظر إلى الوزن ككل فهما وتصورا وتحليلا. فنختلف ونتفق ونصيب ونخطئ منعتقين من أغلال الحدود إلى صعيد كلي مبددين خدر استنامتنا إلى صور التفاعيل متصلين بفكر الخليل لننطلق به ومنه إلى ما يليق به وبنا. وهذه الحالة بالذات تستدعي دراسة متعمقة في الأثر الذي تلحقه إضافة متحرك في أول شطر الكامل على كافة المقاطع لتكسبها مزايا مقاطع الطويل.
وهل ننسى التفاعيل؟
كلا فالذي سبق التفاعيل وما زال مستعملا عند العرب ما ذكره الأستاذ أبو عبد الرحمن بن عقيل في كتابه (الشعر النبطي-ص21) :"أما الشعر العامي فما كان يقتضي برهنة لأننا في قريتنا لا نعرف أوزانا ولا بحورا، وإنما هي ألحان نتمثلها ونهينم بها هكذا مثلا:هها هم، أوههم هاها وبعضهم يتخذ الملالاة بدل الهينمة هكذا يلا لي للا لي ."وواضح أن هذه المقاطع التي هدتهم إليها الفطرة العربية هي نفس ما بدأ به الخليل نعم لا.
هها=يلا=للا=نعم=3 ،ها=هم=لي=لا=2 فالهينمة والملالاة رديفتان للتنعيم.
فلم تلغ التفاعيل هذه الهينمة وهي صنو التنعيم الذي كان يستعمله العرب قبل الخليل في وزنهم الشعر على نعم لا نعم لالا، وهذه الصورة تعلم الوزن من خلال حفظ اللحن بدون حدود بين خالية من عبء المصطلحات ، وجاءت التفاعيل لضرورة إضافة لغة يتم من خلالها دراسة وتبويب الأوزان وتفصيلها، وكان ثمن ذلك إرساء الحدود بين التفاعيل، وما ولده ذلك من ركام المصطلحات والقيود، ومن حواجز في الذهن بين هذه الحدود، وتعايشت التفاعيل لدى المتعلمين مع الهينمة والملالاة لدى شعراء الشعر النبطي وهما خاليين من كل تعقيدات المصطلحات.
والآن يجيء الرقم وهو يجمع حسنات الطريقتين: الهينمة من حيث أنها في الواقع مقاطع من أسباب وأوتاد دون حدود بينها وبالتالي دون مصطلحات ولا عقابيل في الفكر، والتفاعيل من حيث قابليتها لعرض وتحليل وتمثيل الأوزان كافة. وينطلق بنا في دراسة أثر أي تغيير في البيت على وزن كامل أجزاء البيت .
والرقمي لا يعني إلغاء التفاعيل، كما أن التفاعيل لم تلغ التنعيم أو الهينمة، وإنما يزيح ما فرضته في الأذهان من جمود للحدود أدى إلى قولبة التفكير وعدم قدرته على النظر إلى العروض إلا من خلالها. فمثلا ما الذي يمنعنا من اعتبار وزن البسيط:
مستعلن فاعلن مستفعل فعلن = 4 3 – 2 3 – 4 3 – 1 3 تارة واعتباره
مستفعلاتن فعل مستفعلاتُ فعل = 4 3 2 – 4 3 1 - 3 تارة أخرى وخاصة إذا أردنا مقارنته بالمنسرح على أنه مستفعلاتن مستفعلاتُ فعل = 4 3 2 4 3 1 3، فننـزل التفاعيل منزلتها من أنها وسيلة من الوسائل. ولعل موضوع اللاحق
http://www.arood.com/vb/showthread.p...id=752#post752
يبين ما للتفاعيل وحدودها من أثر في تعقيد وتشويش المفاهيم.
المفضلات