بسم الله الرحمن الرحيم


مرحبا بك يا عنود

و شكرا على الإطراء

و على دقة ملاحظتك التي لم تكن في محلها

في البداية

سألت عن قولي (( أنْ ذاك قولٌ ليس فيه جدال )) و قلت أنه جديد على أذنك و أستنكر عليك ذلك إذ أنك عربية و تعرفين بأنّ (( أنْ )) أداة نصب و توكيد و ما قولي ما قلته في البيت إلا للتوكيد و طلبت من المأثور و أقول لك بأن القرآن الكريم يعج بها و أكتفي بقوله تعالى في نفس الحالة (( و أنْ ليس للإنسانٍ إلاّ ما سعى )) و غيرها كثييييير

و الثانية (( لدماهُ خمراً )) و ليس (( خمرٌ )) لأن اللام هنا (( لام التعليل )) و (( خمراً )) (( حال منصوبة )) و بعدها (( و العروقُ ثمالُ )) الواو هنا (( استئنافية )) و (( العروق ثمالُ )) جملة إسمية مبتدأ و خبر .


و الثالثة اقتراحك (( وجهت )) بدلا من (( يممت )) يسبب خللاً إيقاعيا في الموسيقى و كذلك في المعنى فـ(( يممت )) أقوى إيقاعيا و لفظياو يقع في النفس بصورة أفضل و يعبر عن المشاعر بصورة أنقى و أسمى بينما (( وجهت )) تعتبر كلمة عادية و لا تؤثر و تستعمل غالبا في الكلام العادي لا الشعر .

الرابعة أخلفت النحو و الإعراب في تعديلك (( ألفُ ألفِ)) و الصحيح هو قولي بالنصب (( ألفَ ألفَ )) لأنه تكرار لفظي و تأكيد لا يكون إلا منصوبا

و الخامسة سألت عن معنى (( هدال )) و (( الهدال )) هو نبات من فصيلة العنب و لعل البيت اللاحق يفسر لك ذلك و يشرح إذْ قلت فيه (( فكفاك منّي أنْ نظمت عروشها )) و العروش لا تكون إلا في نبات كالعنب و الهدال و ما يشابهها.


و أخيرا و ليس آخرا قلت باأن الفاء للعطف في قولي (( فلما استطاع لمثل ذلك شاعرٌ )) و اقترحت تعديلها بـ(( لو حاول الشعراء مثلي أحبطوا )) و هذا التعديل لايمت للشعر بصلة إذ أن ما فيه مجرد كلام عادي إلا أنه موزون فقط و الشعر كما تعلمين هو أن تقولين مالا يُقال في الكلام العادي ناهيك عن الخلل الإيقاعي و الضعف الذي سيسببه تعديلك و بالنسبة للـ((فاء )) فهي فاء الكف و قد كُفّت بـ(( لما )).

آمل أن يكون ردي شافيا و كافيا و أن تكون دقة ملاحظتك في المرات القادمة عن علم و بيان و استدلال


تحياتي


هيثم اللحياني