السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساكم الله بالخير



جرت العادة أنه إذا انتهت المعركة وكان هناك كسب فإن الكاسب ينهزم بالغنايم ويحميها من الخلف كي لا يلحق بهم أهلها ويستردونها ، وفي حالات أخرى من نتائج المعارك يقوم المنتصر بمطاردة فلول المنهزم ويتعقبهم لقتل أو أسر من يستطيع اللحاق به بينما يكون حال المنهزمين البحث عن طريق للنجاة من الموت المؤكد أو ذل الأسر ، وعادة يكون في القوم فارس شجاع لا يهاب الموت وصاحب اصابة دقيقة ( بواردي ) فإذا ضاقت السبل بقومه انتخوا باسمه وذكّروه بشيء عزيز على قلبه كناقته أو معشوقته أو غيرها مما يستحوذ على قلبه كقولهم ( حوّل لعيون فلانة ) طالبين منه النزول وتوفير الحماية لهم وصد الأعداء ومشاغلتهم حتى يبتعدوا عن الخطر فيطلق عليه عندها ( حماي التالي ) أو ( يثني خلاف التوالي ) وهذه تعتبر قمة الشجاعة والتضحية والايثار ولا يقدم عليها دوما إلا الفرسان الصناديد ، وسعود شاب نشأ يتيما وبعيدا عن اخوته وكان لهؤلاء الأخوة ابنة عم والكل منهم يرعب في الزواج منها ويتمنى أن تكون من نصيبه ، وكانت الفتاة تفضل سعود على باقي أخوته ، وحدث ذات مرة أن انهزم سعود وجماعته وطاردهم الأعداء للنيل منهم وأخذ ركايبهم فضاقت بهم السبل ، عندها نزل سعود خلف جماعته وأخذ يدافع عنهم بكل شجاعة واستبسال حتى استطاعوا الابتعاد ثم لحق بهم ، فذاع صيته وامتدحه الجميع على هذا العمل البطولي واختارته ابنة عمه زوجا لها لشجاعته وبطولته فأنشد هذه الأبيات :

هيه يا راكبين الحول=كان طاب القضا طبنا
يفتشل راعي المجدول=ان غزينا ولا جبنا
ليت من ينشد المجمول=ويش ظنه ليا غبنا
ويش عذري منه بالقول=كان وخذت ركايبنا

وسلامتكم