اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبده فايز زبيدي مشاهدة المشاركة

فأنا راغبٌ في الإستزادة من الرقمي و عندي خلفية
جيدة في العروض الخليلة و الخشانية.
أخي الحبيب المفضال

لا عروض سوى عروض الخليل. وما الرقمي إلا أسلوب لتقديمه كما هي التفاعيل سلوب لذلك.

وقيمة الرقمي قائمة على صلته بفكر الخليل مستخلصا من دوائر بحوره وتفاصيل أساليب شرحه من بحور وتفاعيل.

وينبغي لمن يريد أن يدرس أيا من الطريقتين أن يتناسى الأخرى أثناء دراسته لاختلاف المنهج وإن اتحد الهدف.

أنقل لك من تعريف للرقمي يتعلق بعبارتي ( العروض الرقمي والعروض الرقمية ) ما يلي:

وأصل كلمة العروض اصطلاح يطلق على المقاطع الأخيرة من الشطر الأول من البيت ( الصدر ) وهي مؤنثة، وأطلقت على العلم الذي يتناول وزن الشعر ككل. والأصل أن تكون مؤنثة في الحالين. يقول أبو العلاء المعري ( ت 449هـ):



تَوَلّى الخَليلُ إِلى رَبِّهِ ....... وَخَلّى العَروضَ لِأَربابِها

فَلَيسَ بِذاكِرِ أَوتادِها ....... وَلا مُرتَجٍ فَضلَ أَسبابِها




وقد يكون في قول ( العروض الرقمي ) بصيغة المذكر بعض الترخّص، الذي قد يشفع له أن المقصود هو ( أسلوب العروض الرقمي ) أو فنّه أو علمه. لا سيما وأنّه ورد بهذه الصيغة في الشعر العربي، يقول ابن نباتة المصري تمييزا له عن السعدي ( ت – 768 هـ ) من قصيدة له وأبدأ بمطلعها :



لا
أترك الحبّ والعذَّال وعَّاظ ....... ما دام في حفظه للقوم إحفاظ

لا زلتَ تملي وتملأ الحلو من كلمٍ ....... بذكرهنَّ لسان الذوق لمَّاظ

ودّ العدا منه ما فاض العروض بها ....... لو أنهم بنفوسِ الغيظ قد فاظوا

مزجت يا بحرُ بحرَيها فذاك وذا ....... عذب على أنه للدّرّ ألفاظ

مقدس بيتها حتى الخليل به ....... جذلان والباحث الوزَّان مغتاظ




ويقول الظاهري ( ت – 297هـ ) :




هب العروض تساهلنا عليك به ....... فأي نحوٍ بهذا العقل يحتجب

تطهر الآن من ذا الشعر مغتسلاً ....... كما تطهر من أدرانه الجنب



ويقول بطرس كرامة ( ت – 1267 هـ ) :




والفقه ذو أسف عالت فرائضه ....... والمنطق العاصم الألباب منقرضُ

على بديع معانيك العروض بكى ....... بحور دمع من الأشجان ترتكضُ


العروض هبة الخليل بن أحمد الفراهيدي لأمته على مدار أجيالها، وهو يمثل نتاج العقل العربي في أوج انعتاقه بدين الله وارتياده سبل العلم والمعرفة. وما جاء من بعد الخليل من مؤيد له أو معارض إلا وهو على سفح علمه.

يرعاك الله.