http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=342357#post342357

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان أبو ستة مشاهدة المشاركة
أحسنت أيتها الطالبة النجيبة، وتجاوبا مني مع العروض الرقمي ، وبالاستعانة بالقوانين التي وضعها ويستمر في وضعها مهندسه في القرنين العشرين والحادي والعشرين، سأقول إن توالي 2 2 2 في الأنساق القصيرة يميل دائما إلى أن يأخذ النسق 2 1 2 وهو في الأنساق الطويلة كالمنسرح والخفيف يميل إلى ذلك غالبا.
وأن توالي 3 2 3 في العروض والضرب يميل إلى أن يأخذ الشكل 3 1 3 .
وعلى ذلك يكون النسق الذي حسبتيه مهملا وجعلت تفاعيله : مستفعيلتن فاعلن هو المقتضب، ويمكن جعل تفعيله حسب تجزئة حازم القرطاجني: فاعلن مفاعلتن
وحسب التجزئة التي لا تعترف بحدود التفاعيل : 2 1 2 3 1 3

أخي وأستاذي الكريم

أضحك الله سنّك، وأجزل أجرك، وحفظك ، وحفظ لك أهلك دعاء لك لا عليك. أما بعد،
فإني أراك تهب فتجزل، وتتكرم فتخجل، طبعا لا تطبعا، وقرانا لا تمتّعا، فأنت ذو باع لا أقول في المكارم طويل، إذ إنه تجاوزها فما إلى مجاراتك فيها سبيل. وهذا الذي خططتـَه على ما أقول دليلْ. فاعذر تقصيري عن مدى الشكر، ولي في علو شأوكم في الفضل عن قدرة بياني عذر. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

إيقاع دائرة المتفق بحري صرف والخبب هو مقابله الصرف وهي أي دائرة المتفق صغرى الدوائر في ساعة البحور ويقوم الأستاذ فيصل الصابر برسم شكل تحيط فيه دائرة إيقاع الخبب دوائر الإيقاع البحري بشكل معرب عن التباين والتواصل ويشير إلى مسار محتمل للتطور . وهذا التباين بين الطرفين يتحكم في خصائص ما نتج عن تداخلهما في بقية البحور - وفيما يلي الأحمر وتد والأزرق سبب - فترى التركيب 3 2 3 في آخر الشطر قد استأثر به بحرا المتقارب والمتدارك، فلا يكاد يشاركهما فيه بحر آخر. وأيما بحر تخطى هذا الاستئثار آده تخطيه ثقلا كما حصل مع
الخفيف = 2 3 2 3 3 2 3
والمديد = 2 3 2 2 3 2 3
ويخلصهما من هذا الثقل الهروب إلى 3 1 3 والتي يتبعها حكما أن يجوز في منطقة ضرب كل منهما مآلها إلى 3 2 2 . وفي هذا من التداعيات ما يقصر عنه المقام.

وما في آخر لاحق خلوف والسريع مختلف فإنه 3 2 3 فكلاهما مستفعلن لحقها بدلالة التفاعيل الطي والقطع ( وللرقمي في ذلك توصيف آخر يمر بالتخاب ) ، فلا يكاد أي منهما ينتهي شطره ( وخاصة منطقة ضربه ) بـ 3 1 3 وما نراه من ذلك في السريع كأنه افتداء منه الكامل أن يلم بحشوه الزحاف ودرء لتهمته عنه.

في حين أنهما ( المتقارب والمتدارك ) ينأيان في آخر الشطر عن 3 1 3 التي هي في آخر الضرب في كل منهما ( وفي آخر كل ضرب في سواهما - أو قل منطقة ضربه - ولك فضل التسمية) فاصلة تحوي بعد الأوثق وهو 3 في أولها فاصلة 1 3 لها توصيف نظيرتها في مفاعلتن 3 1 3 التي يجوز فيها الإضمار على 3 2 2، وتحكم اطرادها في سائر الأبيات على أحد وجهيها قوانين القافية. ولا يرد ذلك إلا في بعض مجزوءاتهما. فكما أن البحرين القصيرين المضارع والمقتضب لا يطيقان في حشويهما خببية 2 2 2 فإن البحرين الطويلين في دائرة المتفق ( المتدارك والمتقارب التامين ) لا يطيقان في منطقتي ضربيهما ( وربما منطقتي عروضيهما ) خببية سبب الفاصلة الأول.

وليس ما تفضلت به عن محاولة تخلص بحور دائرة المشتبه من 2 2 2 في حشو أبياتها نجاحا في البحرين القصيرين وتعايشا في البحرين الطويلين ببعيد عن هذا الذي تقدم .
هذه الخلاصة المركزة من شمولية قومية الرقمي لو تتبعت شرحها في كتب العروض لرأيتها تستغرق الصفحات الطوال مكررة تحت مسميات شتى في كل من قطريات التفعيلي.
كأني بالتفعيلي والرقمي في صعوبة اجتماعهما لدى شخص واحد دون أن يحيف أحدهما على الآخر أشبه بهذا التباين والتداخل المقنن بين الإيقاعين البحري والخببي. فلا يكاد يطيق اجتماعهما بتوازن في وجدانه إلا من أوتى حظا من سعة الفكر والنفاذ من ساتر الحدود تعايشا معها إلى جوهر الوجود. ولا أرى أحدا - ولا أستثني نفسي - قادرا على ذلك قدرتك أنت والأخت زينب هداية التي تراها طالبة نجيبة وأراها أستاذة رهيبة ( ولتعذرا الكلمة فالقصد إيجابي معروف، وطالما نحن في العروض فللقافية حكمها ).
والله يرعاكما.