بأبيات على الأوزان أشدو = كما ما شئتها إلا قليلا
أقول وليس لي في الشعر باع = وليس الحب في قلبي جميلا
وأعلمُ ،، قد عفست النحو عفسًا = فلم ألقى لمدخله سبيلا
وتخذلني عن الأبيات نفسي = وصرف للحروف ومستحيلا
فمثلي لم يذق للعلم طعمًا = ولم يدرس معارفه دليلا
لذلك أيها الشعراء إنّي = بكيت مرارةً جهلا ثقيلا
أحاول أن أقول ولست أدري = إذا ما قلت هل غضب الخليلا
خليلاً أم خليلٌ أم خليلٍ = كلاكيع تعقّدني طويلا
فأشطب ما كتبت وفي يقيني = محالٌ أن يدانيها قبولا
وليس لجاهل معكم مقام = يعكر صفو نبعٍ سلسبيلا
سلام الله يا شعراء دومًا = عليكم كلما ازددتم شمولا
وسحقًا ثم سحقًا ثم سحقًا = لأستاذٍ وإن زعموا : رسولا
يبيع العلم يقبضه جحيمًا = ويقتل ألف جمجمة خمولا
ويقبض في ضحاياه الهدايا = فيُخرج مثل حالاتي جهولا
أحب الشعر والكلمات حتى = أظن بأنها ولدت بتولا
فتغريني ولي ركبٌ عجاف = لماها أن أسايرها فضولا
وأرحل في المتاهات انتشاء = وفي آفاقها عرضًا وطولا
وأهرب من ليالي الهم منّي = لألقى روح كاسيتي ذهولا
تعرّفني زوايا مورقات = أشخبطها على الأوراق لولا
ولا أهتم إن كانت هضابًا = مع الإعراب أو كانت سهولا
أما والله يا خشان إنّي = حزنت وكنت في حزني مهولا
ولا أدري وقد ألقيت عذرًا = أكنتُ على صواب أم عجولا
ولكني أحس بأني دربي = لباب النحو أرهقني نزولا
وقد أنشبت أظفاري ولكن = تحطمت المعاول والنصولا
وليس لمثل حالاتي سبيل = فإن لصهوة الشعر الفحولا
يذودون القوافيَّ ارتجالا = رجالا قولهم ملأ العقولا
ولا يرضون غاثية المعاني = وما عاث الغثاء به هطولا
سلام الله يا خشان منّي = عليك ولم أكن يومًا ملولا
فهذا ما ترى إن قلتُ شعرًا = خرابيط مكعكعة ذبولا
وإن أحسنت في شطرين منها = فرمية جاهل لقت القبولا
فعذرًا ثم عذرًا ثم عذرًا = فإن البحر قد ألف الأفولا

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي