كانتْ دراسةُ ما كان أعلاه في توضيح وهمية الحدود بين التفاعيل مبرهنةً بالتناول الرقمي إحدى اهتمامات الأستاذ خشان عانياً بذلك إقناع العروضيين الناهجين لمصطلحات الخليل وقدْ عدَّني منهمْ سامحه الله على قصرِ باعي لذا إليكم رأيي حولها :
أولاً : قدْ تناولت الموضوع وخرجتُ بردٍ وجدتهُ لا يخرج عمّا ذكرها أستاذنا حول وهمية الحدود وإمكانية إيجاد عدّة صيغ للبحر الواحد مما يؤكد وهمية حدودها ..
ثانياً : كفاني انجذاباً للعروض الرقمي خفّتُه وبساطته إذا ليس لدينا سوى ثلاثة أرقامٍ شفرةً لتحليل أيِّ بيتٍ ودراستهِ وزناً وقافيةً ..
ثالثاً : الاستغناء عن جفاف وجمود المصطلحات التي عدَّتْ كصيغٍ للأوزان والتي تجعلُ الدارس أو المتناول للبيت ليستوعب لحنه أو موسيقاهُ يضيع في فهمه واستيعابه وهذا ما نفَّرَهم من الشعر فأنتْ حين تقطّعِ البيت الشعري كأنَّك عدت صياغته بحروفٍ أخرى أمَّا الأرقام تجعلهُ يقفْ أمّام كلِّ حرفٍ كنبرةٍ أوْ نغمةٍ حيث تتدفّقُ لتعطي جملةً موسيقية كاملة وهي بحر الشعر ..

رابعاً : لديَ ما يثري النقاشَ بما أنّهُ شيِّق يستحقُّ الوقف والنظرَ مليّاً , وهي من باب أنَّ بعض بحور الشعر ليست إلا بحراً واحداً كما يذكر أستاذنا خشّان كالوافر والهزج , والكامل والرجز والسريع ...الخ . وقع بيتانِ على نظري وهما واحدٌ من مخلع البسيط , قال الشاعر :
يديرُ في كفِّهِ مداماً=ألذَّ منْ غفْلةِ الرَّقيبِ
يدي رفي كفْ فهي مذا منْ=ألذْ ذمنْ فغْ لترْ رقي بي
متفْعلنْ فاعلنْ فعولنْ= متفْعلنْ فاعلنْ فعولنْ
33 32 23 =33 32 221 (*)
والثاني من ما حكاهُ بعض العروضيين للرجز , قول الشاعر :
لأطْرقنَّ حصْنهمْ صباحاً=وأرْكبنَّ مبْرك النَّعامةْ
لأطْ رقنْ نحصْ نهمْ صبا حن=وأرْ كبنْ نمبْ ركنْ نعامةْ
متفْعلنْ متفْعلنْ فعولنْ= متفْعلنْ متفْعلنْ فعولنْ
33 33 23 =33 33 221(=)
وبالقولِ :
لأطْرقنْ حصْنهمْ صباحاً=وأرْكبنْ مبْرك النَّعامةْ
لأطْ رقنْ حصْ نهمْ صبا حن=وأرْ كبنْ مبْ ركنْ نعامةْ
متفْعلنْ فاعلنْ فعولنْ= متفْعلنْ فاعلنْ فعولنْ
33 32 23 =33 32 221 (*)
والثالث من السريع - العروض المشطورة المكشوفة- , قول القائل :
ياصاحبيْ رحْلي أقلّا عذْلي
يا صا حبيْ رحْ لي أقلْ لا عنْ ني
مسْتفْعلنْ مسْتفْلعنْ مفْعولنْ
322 322 222(=)

نجدُ كلا (= , = ) تعبُّ من نبعٍ واحد وكذلك ( * , * ) فما سبب اختلاف تصنيفها ؟!

أفيدونا بارك الله فيكم .