بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة للجميع
بداية أقول إن الوزن ليس من الخفيف في شيء ، وليس جديدا ، بل هو من استحداثنا، وهو مثبت في كتابنا العروض ، ضمن تخريج أشكال بحر الممتد ، الذي هو عينه مقلوب المديد ، وهذا الوزن مجزوء الممتد بقراءة التفاعيل بصورة مختلفة لكنها نفس الأمر والناتج ، والممتد (مقلوب المديد) نظم عليه القدماء :

" فاعِلُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلُنْ فاعِلاتُنْ "

وقد اخترنا قراءته كالتالي :

فاعِلاتُنْ فَعولُنْ فاعِلاتُنْ فَعولُنْ

×>××|>××|×>××|>××

وذلك لان هناك أشعارا على أشكال لهذا الوزن ، ومنها الوزن الذي ورد ان أبا العتاهية اخترعه ، وما هو كذلك ، والوزن يأتي ( فاعِلاتُنْ فَعولُنْ/ فاعِلُنْ فاعِلاتُنْ) ، وعليه قول أبي العتاهية ( يا كثير العناد / أنت حب الفؤاد)

ومن أمثلة الممتد على الأصل ، ما ذكره الدماميني في العيون الغامزة :

قَدْ شَجانِي حَبيبٌ وَاعْتَرانِي ادِّكارُ ** لَيْتَهُ إِذْ شَجانِي ما شَجَتْهُ الدِّيارُ

كذلك الشعر :

صادَ قَلْبِي غَزالٌ أَحْوَرٌ ذو دَلالٍ ** كُلَّما زِدْتُ حُبًّا زادَ مِنِّي نُفورَا

وقد قمت بتخريج الوزن لعدة أشكال ، بلغ عددها سبعة أشكال هي كالآتي :

1ـ العروض الصحيحة والضرب الصحيح .

2 ـ العروض الـمجزوءة الصحيحة وضربها مثلها .

3 ـ العروض الـمجزوءة الصحيحة والضرب الـمجزوء الـمحذوف .

4 ـ العروض الـمجزوءة الصحيحة والضرب الـمجزوء الـمدبول .

5 ـ العروض الـمجزوءة الـمحذوفة وضربها مثلها .

6 ـ العروض الـمجزوءة الـمدبولة وضربها مثلها .

7 ـ العروض الـمنهوكة والضرب الـمنهوك .

فاذا أخذنا الشكلين الخامس والسادس ، فان الوزن مطابق لهما ، بفارق أنه التزم خبن مستفعلن ، في العروض والضرب . ومن أمثلته عندنا :

الشكل الخامس :العروض الـمجزوءة الـمحذوفة وضربها مثلها :

كَيْفَ يَرْقى مَداراتِ الْعُلا **** مَنْ هَوَى فِي مَتاهاتِ الْهَوَى

×>××|>××|×>× ******** ×>××|>××|×>×

فاعِلاتُنْ / فَعولُنْ / فاعِلُنْ **** فاعِلاتُنْ/فَعولُنْ /فاعِلُنْ

فاعِلُنْ/فاعِلُنْ/مُسْتَفْعِلُنْ *****فاعِلُنْ/فاعِلُنْ/مُسْتَفْعِلُنْ

الشكل السادس :العروض الـمجزوءة الـمدبولة وضربها مثلها :

نَسَماتٌ هَمَتْ بارِدَةً ****** أَدْنَتِ النَّوْمَ بَعْدَ الأَرَقِ

>>××|>××|>>×****** ×>××|>××|>>×

فَعِلاتُنْ /فَعولُنْ /فَعِلُنْ **** فاعِلاتُنْ /فَعولُنْ/فَعِلُنْ

فاعِلُنْ/فاعِلُنْ/مُسْتَعِلُنْ**** فاعِلُنْ/فاعِلُنْ/مُسْتَعِلُنْ

في الشكل الخامس أعلاه جاءت العروض صحيحة والضرب صحيحا ، بقراءة مستفعلن ، وليس بقراءتنا في كتابنا ، أما الشكل السادس ، فجاءت العروض مطوية والضرب مطويا كذلك ، ولن يختلف شيء في مجيء العروض والضرب مخبونين ، فحسب قراءتنا توجد ( فعولن) والقبض زحاف يدخل على (فعولن) فيسقط الخامس الساكن ، وتبقى ( فَعولُ) ، ولو أخذنا أي بيت من القصيدة لن يخرج عن المجزوء عندنا :

خَبّئي في جبينكِ القمرْ

×>××|>×>|×>×

فاعِلاتُنْ/فَعولُ/فاعِلُنْ

فاعِلُنْ/فاعِلُنْ/مُتَفْعِلُنْ

كلمـا فاضَ أيقظ السّهرْ

×>××|>×>|×>×

فاعِلاتُنْ/فَعولُ/فاعِلُنْ

فاعِلُنْ/فاعِلُنْ/مُتَفْعِلُنْ

ختاما نقول : إن الوزن ليس جديدا ، بل هو وزن موجود وسابق ، وهو من استحداثنا ، وقد قمنا بتأصيله، وهو مثبت في الجزء الثاني من كتابنا ( العروض الزاخر واحتمالات الدوائر/ صدر الكتاب في طبعته الاولى عام 2004).
وللجميع محبتي.