أصل الموضوع للأستاذ محمد عبدالحفيظ شهابالدين

http://www.ro2aa.com/vb/showthread.php?t=7973

وجرت مناقشته باستفاضة على الرابط المذكور، وحدا بي إلى العودة إليه مناسبته لموضوعنا هذا وعرضه من زاويته.

1- ومدارس أخرى ,تذهب إلى اعتبار كل منهما بحرا مستقلا بذاته , يتفرد بتفعيلاته وخواصه الشعرية , تماما ً كأي بحرٍ من بحور الشعر الفراهيدية التقليدية
**
وهذا الرأي الأخير , يلقى الصدى الأكبر , من حيث المصداقية النظرية المبرهنة بوقائع ما اختزنته ذاكرةالشعر العربي عمليا , مع التسليم التام بوجود التقاطع العروض -موسيقي بين بحر الخببعند تفعيلة ( فَعِلُنْ – بتحريك عين التفعيلة) وبحر المتدارك عند ذات التفعيلةالناتجة عن خبن " حذف الساكن الثاني " من تفعيلة البحر الأصلية "فاعلن"



2-سنقدمأطروحة عروضية جديدة خاصة ببحر الخبب .... وهو [وهي] ما سنسميها " مجزوء التفعيلة الخببية " والذي [والتي] من خلالها سنقدم التأييد المادي والملموس للرأي الداعي إلى الفصل بين بحريالمتدارك والخبب

3-مبرهنين به - بالاستناد إلى ما هو متواجد في التراث الشعري العربيالقديم والحديث -على تفرد بحر الخبب واستقلاله بتفعيلاته وخواصه الشعرية


لو ضربنا صفحا عن الاختلاف بين تسميتي ( إيقاع الخبب ) و( وبحر الخبب ) فإن ما تفضل به الأستاذ الفاضل يتفق تماما مع ما يذهب إليه الرقمي.

ولكن تتبع الموضوع على رابطه يظهر حوارا طويلا ينم عن خلاف بين وجهتي نظر. فكيف يجتمع اختلاف واتفاق في ذات المسألة ؟

يجيب على هذا السؤال الأستاذ الفاضل بعبارته :
ولهذه الأسباب نخلص إلى أن هذه التفعيلة – "فاعل " :-
1-
إنما هي نفعيلة دخيلة وشاذة عن المتفق عليه من تفعيلات بحور الشعر
2-
كماأنها تسبب ارتباكاً – نظريا فقط – للشكل العروضي للأبيات عند تقطيعها

وقدعمدنا إلى استخدام مصطلح " نظريا فقط " هنا , لأن الأبيات في واقعها الموسيقي سليمةالوزن , كما سنلحظ من خلال عرض تقطيع هذه الأبيات في ظل وجود ما أطلقنا على " مجزوءالتفعيلة الخببية" في بعض الأبياتالخببية

هنا يرى الأستاذ أن الارتباك نظري فقط وأما الوزن فسليم.

وأنا أردد ذات مضمون عبارته بالقول: إن الاختلاف شكلي وليس جوهريا.

كيف ؟

لنأخذ معالجته لهذه القضية مقارنة بمعالجة الرقمي من خلال بيت شوقي فهو يشرح النهج الشاذ في الفقرة التالية :
ففيقول شوقي :-
نتخذ الشمس لها تاجا ....وضحاها عرشا وهاجا
يكون التقطيع الشاذعلى النحو التالي :-
نتخ/ ذ الشم/س لها / تاجا ....وضحا/ها عر/شاوهـْ/هَاجا
"
فاعل" / فعْلن / فعِلن / فعْلن .... فعِلن / فعْلن / فعْلن / فعْلن


ويصور النهج السوي
في قول شوقي :-
نتخذ الشمس لها تاجا ....... وضحاهاعرشا وهاجا
يكون التقطيع – مع استخدام مجزوء التفعيلة الخببية -على النحو التالي
نت / تخذ الـ / شم / س لها / عرشا ...... وضحا / ها عر /شا وهـْ / هاجا
لن / فعِلن / لن / فعِلن / فعْلن ...... فعِلن / فعْلن / فعْلن / فعْلن



فلنعبر عن النهجين بشكل الرقمي بالنسبة لوزن الصدر
النهج الشاذ ="فاعل" / فعْلن / فعِلن / فعْلن = 2 (2) – 2 2 – (2) 2 – 2 2
النهج السوي = لن / فعِلن / لن / فعِلن / فعْلن = 2 – (2) 2 – 2 – (2) 2 – 2 2

نرى أن الفرق بينهما هو في مكان (((الحدود))) بين المصطلحات. وهذه الحدود شكلية وهمية لا أساس لها من قريب أو بعيد.

كيف نعبر بالرقمي عن الوزن ؟ هكذا ( سخ = سبب خفيف – سث = سبب ثقيل )

2 (2) 2 2 (2) 2 2 2 = سخ سث سخ سخ سث سخ سخ سخ
هذه حقية الوزن فماذا يضير هذه الحقيقة اختلاف التسمية أو الاصطلاح أو الحدود ؟
إن إصر الانصراف هذا عن الجوهر إلى الشكل لحق بالتفكير نتيجة إعطاء المصطلح التوصيفي أهمية لا ينبغي أن تكون له ونقله من أداة تصف إلى حقيقة ذات جدران حديدية تمتد إلى التفكير لتفرض عليه طبيعتها.

إنه لا بأس من حيث المبدأ من أي توصيف للوزن يطابق الواقع طالما أن من يستعمله يعي أن هذا التوصيف أو المصطلح أداة وأن حدوده وهمية، هذا الوع8ي الذي يمنع تحكم المصطلح بالتفكير وصياغته على نهجه.

أنظر مثلا إلى هذه الصيغة التوصيفية الصحيحة لحازم القرطاجني وهويصف الخبب
http://alwaraq.com/Core/dg/dg_honorable_allcomments?dmy=1&sort=vr&order=asc&ID=3772&begin=21

ويرفض القرطاجني (-684هـ) أن يكون للمتدارك وجودٌ أصلاً، لِما فيه من التنافر والثقل، بينما أقرّ الخببَ بحراً قائماً بذاته، مُجَهِّلاً مَنْ جعله صورةً عن المتدارك وزعَمَ أن الخبْنَ التُزِمَ في جميع أجزائه، مقترحاً تقطيعَه على (مُتَفاعِلَتُن ///ه///ه) مرتين في كل شطر، مع جواز سكون التاء أو اللام([1][3]) أوكليهما معاً، لتصيرَ إلى (مفعولاتن). ومبيّنًا "فسادَ رأيِ مَنْ جعَلَ شطْرَ الخبب مركّباً من (فاعلن) أربع مرات، ثمّ زعَمَ أن (الخبْنَ) التُزِمَ في جميع أجزائه وجاز فيها القطع، [و]لا يُلتَزَمُ خَبْنٌ، ولا يجوزُ قطعٌ، إلاّ في عروضٍ أو ضرب".

فيكون وزن
يا ليل الصب متى غده = متْفاعلْتن متَفاعلَتن
وهو صحيح شكلا وموضوعا فهويطابق معظم حالات الخبب كما أنه استعمل فاصلتين في وصفه فاصلة متفاعلن وفاصلة مفاعلتن مستبعدا بذلك الوتد من الخبب، ووجه قصوره الوحيد أنه ثبّت أسبابا خفيفة بعينها مستبعدا إمكانية أن تحل محلها أسباب ثقيلة.

إن تركيز البحث الشكل المرتبط المتجسد بالتفعيلة وحدود التفعيلة .يظهره استعراض المصطلحات الملونة في هذه الفقرة من الموضوع المذكور:

**نجد أن طرح استخدام " مجزوء التفعيلة الخببية " واعتمادتواجده في حشو الأبيات الخببية وفي عروضها [أعاريضها] وضروبها أيضا , يمثل الحل الأكثر عمليا - كونه متجانسا مع تفعيلة البحر المتكررة " فعلن" - , للحفاظ على وحدوية المقاطعالموسيقية " تفعيلة " فعلن المتكررة " لبحر الخبب , مع تلافي مثل ذلك الارتباك -النظري - الناجم عن استخدام تفعيلة دخيلة وشاذة على الأذن في موقعها بحشو الأبيات , مثل تفعيلة " فاعل" التي تطرقنا إليه

**
ومجزوء التفعيلة الخببية , يمثلهالسبب الخفيف (لن) وهو النصف الثاني من التفعيلة الخببية التامة ( فعلن) . ويجوزعلى هذا المجزوء تطبيق بعض خواص التفعيلة ( فعلن ) الشعرية – التي ترتبط بلام ونونالتفعيلة ولا ترتبط بفاء وعين التفعيلة– مثل جواز حذف نون " مجزوء التفعيلة الخببية " عند التصريع أو القافية ...



وعن هذه ال(فاعلُ ) = 2 (2) أنقل من الرابط:
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=44554

وأما العروضيون القدماء؛ فلعلّ ابن الفرخان (من علماءالقرن السادس الهجري) هو أوّل مَنْ ذكرَ هذه التفعيلة.
إلاّ أن ذِكْرَها لديهلم يكن تسجيلاً واقعيّاً لورودها في الشعر،وإنّما ظهرت لديه عَرَضاً، وهويُولِّد التفاعيل توليداً افتراضيّاً يقوم على تقليب مواضع المتحرّكات والسواكن.
وقد عدَّها تفعيلةً قائمةً بذاتِها، يتألّف من تكرارها ما يتّزن من الشعر، وإنْكانَ ليس بالرشيق كما يقول، ومثّلَ لها بقوله:
ليْتَ حَبيبِيَ ساعَةَ أعْرَضَ=أجْمَلَهَجْرِيَ وهْوَ جَميلُ
فاعِلُ فاعِلُ فاعِلُ فاعِلُ=فاعِلُ فاعِلُ فاعِلُفعْلن

وقوله كذلك من مسدّسها:
أبْـقِ عَلَيَّ حَبيبِيَ=ليسَ لِجَوْرِكَدافِـعْ
جُرْتَ عليَّ فَطَرْفِيَ=حيْثُ ذَكَرْتُكَ دامِعْ
فاعِلُ فاعِلُفاعِلُ= فاعِلُ فاعِلُ فعْلن



ما أشبه الحدود بالحدود وعلاج كل يبدأ في الفكر.

وكل عام وأنتم بخير.