مجلة الموقف الأدبي - مجلة أدبية شهرية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق - العدد 320 كانون الأول "شعبان" 1997فهرس العددفهرس الدوريات



قمرُ الغياب ـــ جميلة الماجري


ألفاً حمَلْتُكَ في الرّحيل وما تعبْت‏


ألفاً على الأهداب محمولاً ظللْتْ‏


قمرٌ وألفٌ.. والطريقُ إليك أقربُ منْ يدي‏



لو كنتُ أقدر أن أمدّ يدي لأقطفكَ .. فعلت‏



قمرٌ وألفٌ .. والطريقُ إليكَ أقربُ من دمي‏



لَو كنتُ أقدر أن أجيء إلى دمي‏



فلم رحلتْ‏



قمرٌ مقيمٌ في دمي‏



وإذا استضأتُ به احترقتْ‏



***‏



كان النخيل رفيق غربتنا‏



وكان الليل يوغل في السؤال‏



وعلى ذُؤَابات الجريد يلوح ضوؤكَ‏



مِثْلما الأسياف لاحتْ دونَما كفٌّ‏



لتُشرعها الرياحْ‏



والخيلُ لا حتْ دونما فرسانها بِيضّاً‏



ليركبها/ من قبل موعده الصباحْ‏



ويجيئُك الوطنُ الغريقُ بمائه‏



والماءُ يحمل ضفتيه وأرضَهُ‏



وأجيء وحدي - في الهوى-‏



نتقاسم الحلم القديمْ!‏



وحدي.. أجيء إليكَ مابين المحجّة والمتابْ‏



وأنا الظعينة في هواكَ .. ولو ثويتْ‏



رحلتْ دمائِي تستدلّ فصيلها‏



والروح لم تخطئ ثناياها ولو‏



سرقوا الطريق إلى هواكْ‏



وحدي أجيء إليكِ عائدةً إليْ‏



وكأنّني ...‏



ألفاً قطعتُ من الزمان وما بَرَحْتُ‏



لا العشقُ أوْرَثِنَي سواكَ ولاَ طَلبْتُ‏



أن أستضيء بغير ضوئكِ أو رغبْتُ‏



في أن ألوذْ بغير فيْئِكَ أو شكوتْ‏



لهبَ التوهَج في دمي...‏



أو كنتُ من ظمئي اشتفيْتْ‏



عُمْرُ الظمَا ألفٌ .. وعمر الشوق ألفْ..‏



والألفُ أضيقُ من مَداكْ‏



والحلم أصغر من هواكْ‏



***‏



ها اسمُكَ المنفيُّ يكبر في الخرافةِ‏



ثمَ يُزهِر في الشفاه‏



قمراً بليل القادمين من المياه إلى المياه‏



والحالمين وما غَفَوْا‏



والواقفين على مدارات الرياحْ‏



قمراً يشع من الغياب على الغيابْ.‏