النتائج 1 إلى 20 من 20

الموضوع: قضايا عروضية في النقد المغربي

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    2,798
    ونصادف في بعض الأحيان استدراكات على بعض الأشعار المكسورة ، ولكن ليس لأن أصحابها هم مرتكبو هذه الأخطاء ، بل لأن كثيرا من النقاد ينقلون أشعارهم خطأ ، فلا يعرف من المخطئ ؟ أهو الشاعر أم الناقد ؟ وهنا يأتي دور الناقد الموضوعي الذي يتتبع الهنات ، ويصحح الأخطاء العروضية التي لم يكن للشعراء فيها ذنب .
    *و هذا ما يمكن أن نطلق عليه * نقد النقاد *1 ،
    فعملية النقد ليست بالأمر المتاح للجميع ،
    بل للنخبة العالمة و الجامعة و المتذوقة ، التي تمسك بخيوط اللعبة جميعها ،
    فلا يكاد يعتريها الحيف و لا الزيف ، و هذا بسبب الدور الذي يجدر بالنقد القيام به ،
    لما له من أثركبير للتقويم و استخلاص النتائج ،
    و تبيان مواطن الضعف و القوة في أي تجربة إنسانية ،
    فالنقد ليس من أجل النقد فقط ، بل هو عملية تشريح و علاج و جراحة ، و بدون نقد


    لا أمل في تطور و لا إبداع.
    و كنت قد نشرت بحثا متواضعا عن موضوع النقد :


    - نقد الكُتاب و المؤلفات و الأقوال - .

    ومن أمثلة ذلك ما نقرأه للناقد ( محمد الداودي ) الذي يستدرك على الناقد محمد الآمري المصمودي ؛ وهو يعرض للشاعر عبد الملك البلغيثي أبياتا من قصيدة عنوانها ( أرجيكم بني وطني) ، فيجد في روايته ( أي الناقد ) خللا في الوزن ، لا يشك في براءة الشاعر منه . أما الأبيات كما أوردها ( المصمودي ) فهي :

    وَطيّارٌ يَطيرُ بـنـا لِنرقَى مَع الغَـيْرِ
    وطي يارن يطي ربنا لنر قى معل غيري
    3 2 2 3 (2) 2 3 2 ... 3 2 2

    وَغَوّاصٌ يَغوصُ بِنـا عَــلى قطع الدّرِّ
    وغو وا صن يغو صب نا على قط عد دري
    3 2 2 3 (2) 2 3(2) 2 ......2 2


    وهل كصانع الشعب مــــن قـاض عـلى الفَقْرِ
    وهل لك صا نعش شع بمن قا ضن علل فق ري
    3 (2) 2 3 ....2 3 2 2 3 2 2

    الأبيات على الكامل ، ووزنه : ((4)3 ((4) 3 ((4) 3 غير أن بها بعض الكسور .

    وقد صحح ( محمد الداودي ) الأبيات بما يلي :
    وطيار يطير بنا لكي نرقى مع الغير
    3 2 2 3 (2) 2 3 2 2 3 2 2
    وغواص يغوص بنا على قطع من الدر
    3 2 2 3 (2) 2 3 (2) 2 3 2 2

    وهلَّ كصانع للشعـــب من قاض على الفقر [13]
    3 (2) 2 3 2 2 3 2 2 3 2 2

    ويذكر ( محمد الداودي ) بيتين للشاعر الغزلي عبد الرحمن حجي هما :

    قَدْ رَاق لِي فِي هَوَاك الذُّلُّ وَالأرَقُ
    2 2 3 2 3 2 2 3 1 3

    يَا مَنْ لَه الأسْوَدان الخالُ والحَدَقُ
    2 2 3 2 3 2 2 3 1 3

    الله فِي كبِدِي وَمَا تُكــــابِــدُه
    2 2 3 1 3 3 3 1 3


    يَا مَنْ لَه المُشْرِقَان الثغْرُ والعُنُقُ
    2 2 3 2 3 2 2 3 1 3
    و الأبيات على بحر البسيط ووزنه : 4 3 2 3 4 3 1 3


    ويشك الناقد في أن البيت الثاني غير مستقيم ، فيصححه بما يلي :
    الله في كبدي مما تكابده
    2 2 3 1 3 2 2 3 1 3
    يا من له المشرقان الثغر والعنق
    و بذلك يكون أصلح وزن الشطر باستبدال، وما 1 2 ب: مما 2 2

    ولا شك في أن البيت ؛ كما جاء به محمد الآمري المصمودي ؛ صحيح كذلك ، لأن وزن البسيط التام يحتمل تغيير التفعيلة الثالثة من ( مستفعلن ) إلى ( متفعلن ) التي أرادها ( الداودي ) أن تبقى سالمة . ولهذا الأمر وجدنا الشاعر عبد الرحمن حجي يثبت البيت في ديوانه [14] كما أورده المصمودي ، وكما أورده القباج في مصنفه [15] ، لا كما صححه الداودي .

    بحر البسيط رقميا و بدلالة الألوان :

    2 2 3 2 3 2 2 3 1 3

    ما تحته سطر أسباب ثابتة يستحسن عدم زحافها ، فالرقمي يؤيد
    وجهة نظر الناقد الداودي .
    حيث يميز الرقمي بين :

    السببين المتجاورين اللذين يأتيان في أول الشطر أو آخره ،فيجوز زحاف أولهما ،
    و بين السببين المحصورين بوتدين ، و هنا يستحسن عدم الزحاف.
    و ما يجري على البسيط يجري على المديد و الطويل .

    ويروي محمد بن تاويت البيت المشهور لأحمد شوقي على الصورة التالية :


    كذاك الناسُ بِالأخْلاقِ يَبْقى صًلاحُهُمْ
    3 3 2 3 2 2 3 2 3 3

    ويذهبُ عَنْهُمْ أمْرَهُمْ حَيْثُ تذهَبُ
    3 2 3 2 2 3 2 3 3

    البيت على بحرالطويل : 3 2 3 4 3 2 3 4


    فيتنبه محمد الداودي [16] إلى أن الشطر الأول غير مستقيم ، بسبب إضافة وتد أخل بالوزن اول الشطر ، وأن صواب البيت هو :

    * كذا الناس بالأخلاق يبقى صلاحهم ..* [17]

    3 2 3 2 2 3 2 3 3
    يتضح من النماذج السابقة أن تركيز نقاد الشعر في المغرب كان على الأوزان المكسورة دون سواها ، الأمر الذي جعلهم لا ينتبهون إلى قضايا عروضية أخرى لها دورها في العملية الشعرية .
    و هذا الخصاص في شمولية النظرة النقدية ، يجعل المادة المعروضة ناقصة ، و غير مكتملة منهجيا و علميا ،أو بمعنى آخر يجعل النقد ذا نظرة أحادية تهتم بالوزن على حساب جوانب لا تقل
    أهمية عنه ، بل بدونها يبدو النقد جافا لا روح فيه .
    ويمكن أن نستثني منهم ( محمد بن تاويـت ) الذي انتبه إلى قضية عروضية دقيقة هي التجانس الموجود بين الوزن والحالات النفسية ، لذلك دعا إلى مراعاة هذا التجانس ، قائلا:

    المطلوب التعليق على الفقرة التالية من خلال رأي المشارك ومطالعاته وهذا الرابط :
    http://web.archive.org/web/200711110.../45-qaloo.html

    \' إن أوزان الشعر العربي أوزان قد لوحظ فيها أنها وضعت حسب انفعالات نفسية لتعبر – كالموسيقى – عن خوالج خاصة بها ..

    و هنا لنا وقفة مع العلاقة بين وزن البحور و الأغراض الشعرية ،
    و كأننا نتحدث هنا عن مقامات البحرية ، بسلالم و مفاتيح لحنية

    و نوتات موسيقية ، و ليس مجرد أوزان تتألف من أسباب و أوتاد .
    فمثلما نجد الرصد الحزين و البياتي الشجي ،و العجم و رست الفخامة و الأبهة ،
    فللبحور أيضا خواص تجعلها تليق لغرض دون آخر .

    فالطويل والمديد مثلا لا يصب فيهما من المعاني ما يصـب في المتقارب أو المنسرح مثلا .. والشاعر نفسه ليس له الخيار بين هذا وذاك من الأوزان من غير ما يراعي فيها ما يناسب حالته النفسية التي هو عليها من هدوء أو قلق ، ومن مرح أو انقباض ، وسرور أو كآبة ، وأمل أو يأس .. ومن لم يراع هذا التجانس بين الأوزان ، وبين هذا كله فإن ذوقه ينقصه حس مرهف \' [18] .
    ***********

    1- ( ذكرتني هذه العبارة ، بعبارة أخرى أسمعها كثيرا : إستغفارنا يحتاج إلى استغفار ،نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي)


    ملاحظة 1:
    الفقرة الأخيرة أثارت فيّ حماسا للبحث في موضوعها .
    التعديل الأخير تم بواسطة ((نادية بوغرارة)) ; 12-01-2009 الساعة 03:35 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط