اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
بالغْتَ يا سيّـدي جـدّا بإطرائـي..........حمـاك ربّـي مـن هـمٍّ ولأْواءِ


سرى كلامك في روحي فأنعشهـا..........كما انتعاش صيامِ الصيف بالمـاء


هذا الذي قلتـه فـي ذاتـه كـرم..........فكيف إن جاء من بـدرٍ بإمضـاءِ


فكر الخليل هنـا الأرقـام تبـرزه..........كما سميّـك فـي أفْـقٍ لقمْـراءِ


يجلو عن العقل ما التجزيء فكّكه..........حتى بدا كل شيء محضَ أشـلاءِ


وتلـك آفَتُنـا منـذ استبـدّ بنـا..........من صاغ أفكارنا وفْقـاً لأهـواء


ليس العروض بهذا الطرح منفصلا..........عن سائر الأمر من طـبٍّ وأدواءِِ


شرّفتنا، ألف شكرٍ، بـل تذكّرنـا..........بالقدس قد شُرّفت في يوم إسـراء


قد بالغَـتْ مثلمـا بالغْـتَ ناديـةٌ..........كلاكما قـد سمـا ذوْقـا لعلْيـاء
ما شاء الله لا قوة إلا بالله .

كم أسعدتنى أستاذى الفاضل بهذه الهدية الغالية التى وقرت فى قلبى بردا و سلاما, فأعزك الله أخى الكريم, و رفع الله قدرك كما احتفيت بى و أكرمتنى .

لقد أدركتُ يا سيدى قصر نظرى فعدّلتُ الآن من أهدافى, فلم يعد العروض وحده هدفى, بل أن أنهل من أخلاقكم العالية و أتأسى بكم فى تواضعكم الجم و سعة صدركم و عظيم مراعاتكم, فهذا هو الأمل المنشود .

أتمنى أن تعذروا جهلى و قلة حيلتى إذ لا أدرى من أى البحور هى درتكم الكريمة التى أهديتمونى فضلا و تكرما, و إنها لأعز الأبيات عندى فسأظل أفخر بها ما حييت, و اقبلوا منى قطعة حجر ردا عليها, لا أقصد و الله أن أقابل إحسانكم بالإساءة, و لكنه الفقر أعاذنا الله و إياكم منه, و أسأل الله تعالى أن ترتفع طبقتى فى الشعر و النظم حتى أهديكم ما يليق بكم .

أكاد أعلم يقينا أن بها من العيوب و الأخطاء ما بها, فأرجو - وكلى خجل- أن تقبلوها على علتها, و أن تمهلونى حتى أتقدم فى الدروس بتوفيقه تعالى فأصل إلى مرحلة أستطيع بعدها أن أفهم ما ستتفضلون على به من تصحيحات بشأنها .


و الله ما بالغتُ بل قلتُ من قلبى *** حقيقةً ملكت نفسى و أحشائى

فأنت سيدنا و الأكرمين هنا *** و ذكركم شرفٌ فى كل علياء

ضربتُ أكبادَ الآمال نحوك مذ *** قد شفّنى بنيانُ الشعر بالداء

و كنت أسعى و الآلام تملؤنى *** خوفاً إذا رفضكم يقضى بإقصاء

حتى وصلتُ لبحر الشعر مرتجفا *** فى ليلة حَلَكت من كل ظلماء

و الموج يوعدنى غرق الشهيد إذا *** ما خضته فوراً فى غير إرجاء

و العوم أجهله جهل الغُيوب, فما *** عُلِّمته يوما فى أى أنحاء

فكتبتُ توصيتى و بدأتها-بدمى- *** "(خشان) أستاذى أغلى الأعزاء"

و هويت فى الموج المغتاظ من حمقى *** و يداى قد شُلَّتا من فرط إعياء

روحى تغوص ببحر لا قرار له *** و اليأس يبدو لى خير الأدلاء

أيقنت أنِّى غريقٌ لا ضريح له *** حتى يزاوره بعض الأخلاء

فإذا بكفك يا (خشان) تنقذنى *** من هوة الغرق, من يأسٍ ولأواء

رحبت بى سيدى و الناس تطردنى *** صحراء روحى قد مُطرت بأنواء

أنا لست أقدر أن أعطيك من عمرى *** لكننى سيدى أفديك بدمائى