إلى أستاذي خشان

لست أنكر فضل الرقمي وتقصيري بحقه

ما جحدته قط فلولاه لبقيت تائها في ظلمة بحور الخليل بمركبي الكسير ونظمي الهزيل

للعروض الرقمي في قلبي منزلة خاصة لا يعلمها إلا الله عز وجل ولاستاذي مقعدا في قلبي ما فارقه منذ تعلاه

إلا أن الظروف كانت أقوى مني أخذتني أمواجها بعيدا عن ساحل الرقمي ودفعتني مرغما نحو الصخور القاسية لتكسرني

وهناك على يابسة أحلامي مكثت وحيدا حينا من الزمان وقد بدأت علامات الإحتضار بادية على حروفي الثكلى لتفجعني بنفسها هي الأخرى

وبعد أن بلغ اليأس مني مبلغه آثرت على نفسي أن تقوم من جديد لتمضي إلى ميناء الرقمي الذي لطالما وجدت به السعادة والهناء

فشمرت عن ساعد الجد وأعددت العدة لذلك وجمعت ما بقي من حطام مركبي الهالك
وشددت الرحيل تارة أخرى عبر بحور الخليل

ها قد وصلت بعد جهد وعناء لم أتكلف ببوح الحروف قط بل كلها سالت سيلان الماء من قلبي

أرجو أن أعتاد على مناخ الرقمي من جديد فقد جئت من بلاد شديدة البرد كثيرة الجفاء