أخي وأستاذي الكريم

أشكر لك سعة صدرك ونبل خلقك وكريم مقصدك

حسنا فعلت بإجمال وجهة نظرك في الرقمي. وقد توقعت أن تعلن هذه النتيجة التي يندر أن لا يعلن مثلها أي عروضي يحكم على الرقمي من خارجه.

أجمل موقفي بهذه الملاحظات

1- فيما ذكرته عن الدكتور خلوف والخبب والمفصل والموصل.
يا أستاذي الرقمي واضح جدا في رأيه حول هذا، وإن أهم نقطة حاولت في حواري أن أوصلها لك أن بين الخبب وبحور الشعر تباينا في الخواص. وأعترف بفشلي الذريع في توضيح رأيي لك.

2- تقول :" ومن هنا فكرت وفكرت , ماذا أقول للرقميين في حواري معهم عن بعد؟؟ , وكيف أفهمهم ويفهمونني ؟؟ولماذا احرجهم ويحرجونني . فكان القرار أن أكتب الآنبعض ما عندي لأعرفكم بأن الرقمي لم ينضج بعد

لرأيك هذا مجالان
أولهما أن تأتي برقمي جديد أو تعبر عن طرج جديد بطريقة رقمية، والأرقام لغة عامة يمكن بها تقديم مفاهيم كل المدارس العروضية على اختلافها. وأتمنى لك التوفيق في هذا

ثانيهما تطوير الرقمي الذي نعرفه ونتعامل به إلى الأفضل ومقياس التفاضل هو دقة التعبير عن منهج الخليل، وهذا ممكن ومطلوب. ولكنه يتطلب فهم ما نحن عليه بعجره وبجره، وهو ما أعلن فشلي في توصيلك أول أحرف أبجديته التي لا يقوم بدونها وهو التمييز بين الخببي والبحري ولا يهمني المصطلح الذي يطلق على كل منهما.

وحقيقة فقد توصلت إلى نتيجة من خلال حوارنا بعد حواري مع أخي محمود مرعي. وابتداء أميز بين موقفك وموقفه في أنك تحترم ثوابت الخليل وهو يهدم الوتد فيهدم العروض كله بذلك، ويجيز تجاور أربعة أسباب في الشعر وهذا هدم للشعر كله كذلك.

ولكنكما تتفقان في شيء يشارككما به كثير من العروضيين وهو عدم مقاربة الرقمي من خلال محاولة فهمه بالتدرج في دراسته والصدور في الحكم عليه من تصور مسبق مطبوع بما يحاول الرقمي تحرير الأذهان منه من عقابيل المصطلحات والحدود التي تحول دون فهم شمولية منهج الخليل .


فمجرد مناقشة الرقمي بلغة التفاعيل ومصطلحاتها إعلان شطب له. تماما كما أن مصطلح الشرق الأوسط مرتبط بالهيمنة الغربية . فأيما مصطلح يحمل معه هيمنة الخلفية التي أفرزته بكافة مفاهيمها. هذا أستاذي جانب من جوانب رسالة الرقمي التي جعلتني أفهم أمور الحياة جميعا بشكل أشمل وأقوم.


وفي كل حالة فإن بعض الجهد المبذول في الحوار المتقافز يكفي لدراسة دورات الرقمي بتسلسلها لفهمه – بخطئه وصوابه – فهما متكاملا من داخله. ولكني أقدر أنفة العروضيين الكرام من ذلك.

ماذا هو حكم المراقب المحايد لما تداولناه ؟
هل هو أخذ وعطاء إرسال واستقبال ؟ أم هو إرسال من كل منّا دون استقبال ؟

أتمسك بقناعتي التي سبق وذكرتها :"

الرقمي كل متماسك وأفضل وأسرع السبل لفهمه دراسة دوراته بتسلسلها، وما خالفت هذه القناعة إلا أرتد ذلك سلباوتأخيرا.

3- أختم بقول الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002: " وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمةوالحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها،لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّةالرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ. "




ولي سؤال أطرحه عليك للمرة الثالثة أو الرابعة وأرجو أن تتكرم بإجابتي عنه:

حسب منهجك هل تجد فارقا في السمع بين أعجاز الأبيات التالية :

1- رجز لا غير
ما أنجبت والدة من ولدٍ .....أكرم من عبد مناف نسبا
2 2 3 2 1 3 2 1 3 ......2 1 3 2 1 3 2 1 3

2- خبب لا غير
ما إنْ ولدت والدة ولدا ........ أكرم من عبد منافنسبا


2 2 1 3 2 1 3 1 3 .....2 1 3 2 1 3 2 1 3
2 2 (2) 2 2 (2) 2 (2) 2 ....2 (2) 2 2 (2) 2 2 (2) 2


3- رجز أو خبب
ما ولدت والدة من ولدٍ .....أكرمَ منعبد مناف نسبا
والأعجاز جميعا نصها واحد وسمعي لا يميز بينها في شيء



ولا يغيبن عن ذهنك أستاذي أن هذا منتداك لك أن تطرح فيه ما تشاء وافق الرقمي أم خالفه. ولا أشك في أن فيما تطرحه دوما ما يثري اللغة والعروض والأدب.

شاكرا لك ومقدرا. والله يرعاك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته