أستاذتي الكريمة مريم الخالد

سلمت يداك

لعل التعميم في الموضوع يولد عدة طرق إبداعية لفهمه كما هو الحال في إجاباتك المتعددة.

لو أمكننا التمثيل لهذا الموضوع من الواقع لكان أوضح ولكان فهمه أكثر تحديدا وأقل إبداعا.

ولكن لنأخذ حالة افتراضية كتلك التي في الأفلام

تصوري أن جماعة تتوجه ناحية ما لغرض ما وأنها متحمسة له، وهناك من يريد ثنيها عن توجهها، ولو أنه وقف أمامها فلربما حطمته، ولذلك قرر أن يهتف بأعلى صوت ويزاود على الجميع حتى يجعلوه زعيما لهم أي أنه وصل إلى قمتهم بتنبني وجهة نظرهم وهو ينوي تغيير اتجاههم بالتزلج الفكري والأدائي، ومن التزلجات التي يمكن أن يقوم بها أن يزايد عليهم بمطالبه، ثم بسلك يهم أوعر الطرق، ويتسبب لهم بالخسائر فإذا طلبوا الراحة بعض الشيء وبّخهم ولا يزال يكلفهم باسم قضيتهم ويقرن نفسه بها حتى ينفرهم منها ومنه، حتى يصبحوا جاهزين للتراجع ويصبح هو في موقف المتمسك وهم في موقف المفرطين، بل ربما أوصلهم دهاؤه إلى جعل تغير وجهتهم مطلبا منهم يبدو وكأنه يستجيب لهم على كره منه نزولا عند رغبتهم.

أي أنه يصعد باسم توجهاتهم وهو يخطط للتحول عنها مستعملا إياها هادمة لِذَاتها عبر تزلجه.

ثم إن قصر الأمر على حالات فردية يقلل من أبعاد الموضوع، فالتزلج الفكري الذي مادته الجماعات والشعوب والأمم قد يكون تاريخيا يستغرق سنين أو عشرات أو مئات السنين.

ثم ألم تقرئي بعض البحور الجديدة التي انطلق مصنعوها منن عروض الخليل لينتهوا بتحطيم الخليل وعروضه. مع أن الأمر هنا مختلف فجلهم أو كلهم لم ينطلق بنية تحطيم الخليل وكان تزلجهم ضياعا أكثر منه قصدا.

يرعاك ربي