ويقول الأستاذ معين :
وهذا يعني أن زمنية صيرورةالعروض لها أهمية قصوى في قياس البحر ، فأولاً يجب أن ندرك ذهنياً نغمة البحر بكاملهيأته ، ومن ثم نحدد حدود تفعيلاته ، وأما التقطيع فهو من أجل الفحص والموازنة أوالمقارنة .ولهذا حين نضع بحراً من البحور على مائدة التشريح ، يتوجب علينا أولا أننلم بكامل هيأته النغمية ومن ثم حدود تفعيلاته ، ومن ثم نقطع نبراته !! وإلا وقعنافي أخطاء لا تجيزها العروض كتداخل تفعيلة بأخرى أو تجزيء تفعيلة لإثبات فسادها !
@@@@@@@@@@@@@@
ويرد غالب الغول قائلاً :
صدقت يا أستاذ معين بما قلته بأن عيلنا معرفة النغمالإيقاعي لكل بحر أو لما ينشده الشاعر , ومن خلال هذا النغم الإيقاعي نستطيع أننحدد التفاعيل ودندناتها وتمتماتها ونبراتها , لنقول بعد ذلك هذا بحر الطويل أوالبسيط أو غيره من البحور . ولكن كلمة ( نقطع نبراته ), كان من الأحسن القول (( نحدد مواقع نبراته ) ))))))

ويقول الأستاذ معين :

المنزلة النغمية

لاحظت أن الكلمات العربية تختصر في خمس منازل نغمية ، ولهذا استحال علىالفراهيدي ومن أتى بعده أن يوجد تفعيلة من ست منازل ! وتحاشى تفعيلات من منزلتينومن منزلة واحدة ، بالرغم من أنه أقحمهما في الزحافات بأشكال مختلفة ك فعلن منمنزلتين ( من تشعيث فالن ) و فعْ ضرب أبتر!
@@@@@@@@@@
ويردغالب الغول بقوله :
(((( حسب اعتقادي لا أحد في عصرنا حاول أن يزيد أو أن ينقص من علم الخليلفي النحو والصرف شيئاً , وكل ما جاء به علماء الصرف والنحو هو ما جاء به الخليلنفسه , فبدل أن يقول الخليل ( جاء زيد ))) قال علماء عصرنا (( جاء رجل )) وهكذا ماجاء فيه العروضيون من تجديدات وتغييرات , لقد قال الخليل ( مستفعلن ــ ــ ب ــ ) وقال علماء العروض (مفعولتن ــ ــ ب ــ ) والنطق واحد والرسم واحد وتتابع النغماتتعطي نتيجة واحدة لذات البحر مهما اختلفت التسميات .

, وأما قولك عن المنازل النغمية , فلا نريد أن نسأل الخليل عنها , بإمكانك أن تسألأهل الموسيقى عن نغمات المقاييس الوزنية في علم الموسيقى وسرعتها والنطق بها , وبماأن الخليل كان ملماً باللغة نحوها وصرفها من جهة , وملماً بنغم الكلام , فلا حاجةبنا إلى مفاهيم جديدة تشوه تراثنا بالتجديد والمستحدث , ومن هنا نريد أن نسألك عنتفعيلة (ست منازل نغمية ) ( ما هي ؟ ) هل هي مستفعلاتن , لتصير متفعلاتن ؟ , فإنالخليل ذكرها في أضرب القصائد مثل بحر الكامل المذال والمضمر المرفل والموقوصالمرفل وغيرها ., ولم يذكرها في حشو البيت الشعري , لأن نغماتها يزيد على نغماتالمقاييس الوزنية , وإن وجدت في أسبابها وأوتادها في حشو البيت الشعري , فلا بدّ منجعلها تفعيلتين , لسلامة سير الأوزان والمقاييس الموسيقية .

أماقولك عن تشعيث ( فالن ) وأصلها فاعلن, فإن هذا التشعيث لم يجعلها تتمتع بمنزلتينفقط , بل تبقى بعد التشعيث بثلاث مقاطع عروضية , سبب خفيف ووتد , أي أنها بالمنطقالرقمي لا ولن تكون هكذا ( 2 2 ) بل ستبقى على زنة سبب ووتد بالرغم من حذف حركةالوتد , لأننا سننشدها بثلاثة مقاطع كما كان أصلها في الوزن الثلاثي الشعريالموسيقي , وأنت تعرضت لهذا القول ــ بالتأييد ــ في مقالتك هذه , في الصفحاتالآتية . ))))))

ويقولالأستاذ معين :
لم يتحدث الفراهيديعن المنازل ، بل لعله لم يفطن إلى وجودها لعدم حاجتها في علمه الذي لم يسبقه إليهأحد ، بل لعل الآتون من بعده من علماء العروض لم يلاحظوا أهمية المنزلة ما بينالبحر والبحر !!
@@@@@@@@@
ويقول غالب الغول :
((((( لقد تحدث الفراهدي عن كل ما جاء في نغم الكلام وإيقاعه , ولقد عاش علمه قروناًطويلة بدليل صحة ما جاء به , ولقد فطن الخليل إلى كل شاردة وواردة في الشعر العربيوعروضه , بل جعل الباب مفتوحاً لاكتشاف وتوسعة هذا العلم بما أتى به من قواعدموسيقية وإيقاعية , فلم يحجب عنا الخليل الإبداع , فالتفاعيل المهملة التي خرجت منقيود التفاعيل استحسنها الشعراء وألفوا عليها قصائدهم التي تروق لسماعهم وذوقهم , مثل المتئد والمستطيل والموشحات والدوبيت وغيرها , ولكنها من تفاعيل الخليل نصاًوروحاً .
والخليل عرف منزلة البحر والبحر الآخر , ولا يتعدي سبباً خفيفاً واحداً , مثال ذلك:
إذا تقدم بحر الرمل ( سببا خفيفاً ) فإنه ينقلب إلى بحر الرجز . ولكن ماالذي أحدثته هذه الزيادة ؟؟
لقد كان نبر تفعيلة الرمل على أول البيت الشعري على ((( فااااا ) من فاااعلاتن , وعند إضافة السبب الخفيف , لم تعد التفعيلة بنبرها تعطيالإيقاع نفسه , بسبب انتقال النبر إلى المقطع ( تف ) من مستفعلن , وقد أحدثتالزيادة إيقاعاُ جديداً أسميناه ( بحر الر جز ) . )))))))