النتائج 1 إلى 30 من 47

الموضوع: تنغيم الأوزان والبحور

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    أبدأ بنوجيه الشكر إلى كل من الأستاذ الفاضل خشان والأستاذ الجليل غالب على تفضلهما بالتعقيب ؛ وأتفق مع أستاذنا غالب ولا شك أن الأستاذ خشان يتفق أيضا على صحة قول الأستاذ غالب أن الأمانة العلمية تقتضي قول الحق الذي يعبر عن قناعة صاحبه ؛ وأقول موافقا على ذلك : أنه لا يجوز للأمين على علم أن يجامل فيه أو أن يضحي بالحقيقة التي يراها في سبيل إرضاء الغير أو تجنب مواجهته بهذه الحقيقة التي يراها ؛ وأن هذا لايجب أبدا أن يثير حفيظة أحد ضد أحد وألا يفسد أبد العلاقات الودية والأخوية بين المختلفين حول قضية فكرية أو علمية.

    وللحقيقة فإنني لم أر هنا أية مخالفات فعلية لهذه القاعدة وأرى دائما صدورا متسعة وعقولا مدركة وآفاقا رحبة فيما بين المتحاورين متفقين أو مختلفين .. اللهم إلا القليل الذي قد يفهم في غير سياقه المقصود ويتم تداركه غالبا.

    ومن الواضح أن ما قلته متفق تماما مع ما يقوله الأستاذ غالب ؛ وهذا ما يزيد فكرة أهمية التنغيم رسوخا.

    وبخصوص تعقيب الأستاذ خشان فلست مختلفا معه على ما أطلقه من تعريفات : ذات الوزن واسم الوزن وكنية الوزن فلا بأس بذلك ؛ بل إن هذا يقرب المسافات اللازمة للحوار.

    وأقول إن كافة العلوم إذا ما بدأت ببعض الأسماء أو التعريفات فإنها مهما تطورت تظل تستخدم تلك الأسماء التي بدأت بها ما لم يكن في تغييرها ضرورة ؛ فمثلا عنصر الحديد في الكيمياء سيظل اسمه الحديد إلى ما شاء الله طالما لا يوجد ضرورة لتغيير هذا الاسم ؛ وكذلك البوصة - وحدة قياس الأطوال - سيظل اسمها هكذا ، وغير ذلك من الأسماء التي صارت ثوابت في العلوم فإنه لا يجب تغييرها لأن تغييرها سوف يؤدي إلى بلبلة ولبس ؛ وهذا ليس في صالح العلم.

    نفس القاعدة ينبغي تطبيقها على العروض والبحور : فمثلا إذا نشأت الكنية الأولى لبحر الطويل كالآتي :

    فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن

    فما الداعي لأن نغيرها بعد أن عرفها الجميع بهذه الكنية ؛ فيقول أحدهم مثلا سأبدل هذه الكنية بأخرى للتيسير هكذا :

    نعم لا نعم لا لا نعم لا نعم لا لا

    ويقول آخر : وأنا سأجعلها هكذا :

    فعولن فعولن فاعلاتن مفاعيلن

    ويقول ثالث : وأنا سأجعلها :

    فعولن فعولن فاعلاتن فعولن فع

    وكما نرى فإن جميع هذه الكنى تصح في التعبير عن وزن البحر ؛ ولا مانع من استخدامها كوسيلة شرح فقط وليس لتأسيس علم.

    وإني أقول : يجب توحيد الكنية على الأصل الذي بدأت عليه ؛ لماذا ؟ هل لأن صاحبها الخليل ابن تسع ونحن أبناء سبع ؟؟

    ليس الأمر كذلك وإنما إلى جانب الاعتراف بالفضل لهذا العبقري الفذ ؛ فهناك أيضا الفائدة العامة التي تنتهجها جميع العلوم وهو تجنب اللبس والخلط بغير ضرورة وأيضا لأن تلك الكنية الأولى وضعت بإحكام بناء على تدبر وتعقل من جانب واضعها جعلتها تفي بجميع المطالب في حالة سلامة التفعيلات من التغييرات أو تعرضها للتغيير فإنها تتفاعل مع التغيير بقواعد محددة لتعطي في النهاية نتائج سليمة.

    ومن هنا فلا داعي أبدا أن يطلق كل من يحب على كل بحر كنية من اختراعه ؛ ويظل كل واحد يسأل عن المقصود بالكنية التي أطلقها غيره ويضيع الوقت في محاولة التعرف على ذات البحر التي أطلقت عليه الكنى المتعددة.

    لذلك يجب أن تتحد جميع الكنى وتعود إلى كنى الخليل ؛ فالطويل لا يكون إلا :

    فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن

    وهكذا سائر البحور.

    وفي المشاركة التالية نكمل إن شاء الله ما بدأناه من موضوع تنغيم البحور

    فإلى اللقاء إن شاء الله

    دمتم بخير

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. عبد العزيز غانم مشاهدة المشاركة
    وأقول إن كافة العلوم إذا ما بدأت ببعض الأسماء أو التعريفات فإنها مهما تطورت تظل تستخدم تلك الأسماء التي بدأت بها ما لم يكن في تغييرها ضرورة ؛ فمثلا عنصر الحديد في الكيمياء سيظل اسمه الحديد إلى ما شاء الله طالما لا يوجد ضرورة لتغيير هذا الاسم ؛ وكذلك البوصة - وحدة قياس الأطوال - سيظل اسمها هكذا ، وغير ذلك من الأسماء التي صارت ثوابت في العلوم فإنه لا يجب تغييرها لأن تغييرها سوف يؤدي إلى بلبلة ولبس ؛ وهذا ليس في صالح العلم.

    نفس القاعدة ينبغي تطبيقها على العروض والبحور : فمثلا إذا نشأت الكنية الأولى لبحر الطويل كالآتي :

    فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن

    فما الداعي لأن نغيرها بعد أن عرفها الجميع بهذه الكنية ؛ فيقول أحدهم مثلا سأبدل هذه الكنية بأخرى للتيسير هكذا :

    نعم لا نعم لا لا نعم لا نعم لا لا

    ويقول آخر : وأنا سأجعلها هكذا :

    فعولن فعولن فاعلاتن مفاعيلن

    ويقول ثالث : وأنا سأجعلها :

    فعولن فعولن فاعلاتن فعولن فع

    وكما نرى فإن جميع هذه الكنى تصح في التعبير عن وزن البحر ؛ ولا مانع من استخدامها كوسيلة شرح فقط وليس لتأسيس علم.

    وإني أقول : يجب توحيد الكنية على الأصل الذي بدأت عليه ؛ لماذا ؟ هل لأن صاحبها الخليل ابن تسع ونحن أبناء سبع ؟؟

    ليس الأمر كذلك وإنما إلى جانب الاعتراف بالفضل لهذا العبقري الفذ ؛ فهناك أيضا الفائدة العامة التي تنتهجها جميع العلوم وهو تجنب اللبس والخلط بغير ضرورة وأيضا لأن تلك الكنية الأولى وضعت بإحكام بناء على تدبر وتعقل من جانب واضعها جعلتها تفي بجميع المطالب في حالة سلامة التفعيلات من التغييرات أو تعرضها للتغيير فإنها تتفاعل مع التغيير بقواعد محددة لتعطي في النهاية نتائج سليمة.

    ومن هنا فلا داعي أبدا أن يطلق كل من يحب على كل بحر كنية من اختراعه ؛ ويظل كل واحد يسأل عن المقصود بالكنية التي أطلقها غيره ويضيع الوقت في محاولة التعرف على ذات البحر التي أطلقت عليه الكنى المتعددة.


    دمتم بخير
    أخي وأستاذي الكريم د. عبد العزيز غانم

    الرقمي غير معني أصلا بالكنى. وإن كان لا بد منها فإن تفاعيل الخليل هي الأجمل.

    ولكن لتقريب المسافة وتوضيح وجهةنظري حول الموضوع أنقل هذا الموضوع من حوار مع أستاذي مؤمن



    أخي مؤمن
    أجدها مناسبة لتوضيح الموقف من التفاعيل
    وزن المنسرح = 2 2 3 2 3 3 1 3
    وكل صيغة لفظية تجسد الوزن وتعبر عن خواص التفاعيل تفي بالغرض
    وقد تكون إحدى الضيغ أفضل من الأخرى توضيحا لحالة معينة وسواها لحالة أخرى، ولمعرفة أحكام هذه الأوزان انطلاقا منه يفيدنا في هذه الحالة خاصة أن نعتبر الوزن كالتالي



    مس تف علن مس تف عي لتن ف علنينتج منها... مس تف علن مس تف عي لتن ف علن
    مس تف علن مس ت عي لتن ف علنينتج منها... مس تف علن مس ت عي لتن ف علن
    مس تف علن م تف عي لتن ف علنينتج منها... مس تف علن متف عي لتن ف علن


    وهذا يفيدنا في توحيد أحكام الرقم 2 2 2 في الخفيف والمنسرح

    حيث نعتبر

    المنسرح = مستفعلن مستفعيلتن فعلن
    والخفيف = فاعلن مستفعيلتن فاعلاتن

    وهذا يزيح ما حد من بصيرة عروضي كبير كالجوهري في الورقة في ربطه المنسرح دون الخفيف بدائرة (جـ) كما أشرت إلى ذلك مرارا.

    كما يفيدنا في مقارنة المنسرح بالبسيط مثلا
    اعتبار البسيط = مستفعلاتن فعل مستفعلاتُ فعل = 4 3 2- 3 – 4 3 1- 2
    اعتبار المنسرح= مستفعلاتن مستفعلاتُ فعل = 4 3 2- 4 3 1- 3

    وهذا لا يعني أن نلغي الوزن الأجمل والأعم لكل منهما

    ولكنه يجعل التفاعيل أو التراكيب أدوات طيعة في أيدينا ولا يفرضها جدرانا تصوغ تفكيرنا على مقاسها.
    وقل مثل ذلك في الرقم 6 في كل من حشو الخفيف والمنسرح
    وليتك تراجع هذا الأمر في مظانّه في المنتدى.
    والتحكم في التراكيب من أهم أهداف موضوع الجراحة والتجميل في الدورات.
    والله يرعاك

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط