اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. عبد العزيز غانم مشاهدة المشاركة
أولا أشكر أستاذنا الفاضل غالب لما يجده من صواب رأي فيما أقول

وأرجو أن يتسع صدر الأستاذ خشان لأقول له بكل حب ومودة:

انظر كيف غيرت كنية البحور التي وضعها الخليل ليقع بعد ذلك المبتدئون في متاهات ويزداد نفورهم من هذا العلم فبينما بالكاد حفظوا كنية أحد البحور ؛ إذا بهم يجدون كنية مخالفة فما كان رد فعلهم إلا أن نسو الكنيتين.

أتعرف ما الذي اضطرك إلى ذلك ؟؟

واضطرك إلى تغيير التفعيلات وإقحام هذه التفعيلة العجيبة مستفعيلاتن ؟؟

إن الذي اضطرك إلى ذلك هو إنكارك للوتد المفروق !!

فهل الوتد المفروق سبة ؟؟

هل هو عورة من عورات الخليل ؟؟

إن قصة الوتد المفروق في غاية البساطة

فقد لاحظ الخليل أن الزحافات تدخل تفعيلات الدائرة الأخير ة على غير قواعدها ؛ حيث تتجنب الزحافات أحد الأسباب بينما تدخل أحد الأوتاد !!

فتوصل إلى نظرية عبقرية حتى لا يهدم كل قواعد الزحاف من أساسها

هذه النظرية هي جعل هذا السبب الذي لا يزاحف جزء من وتد أسماه وتدا مفروقا ؛ وبذلك فإن الجزء الوتدي السابق الذي يزاحف قد تحول إلى سبب !!

وبذلك حفظ الخليل بعبقريته قاعدة قبول الأسباب للزحاف ورفض الأوتاد للزحاف.

فمثلا : الخفيف : فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن

هكذا وزنها ؛ ولكن الخليل وجد أن مستفعلن هذه تزاحغف في الموضعين (مس) و (لن) وهذه الأخيرة المفترض أنها جزء من وتد لا يزاحف !!

بينما وجد أن الجزء (تف) لا يزاحف بينما المفترض أنه سبب قابل للزحاف !!

ومن هنا تجلت عبقريته في وضع هذه النظرية التي خلصتنا من تناقض ستة بحور مستعملة في الشعر العربي مع قواعد الزحاف ؛ وهي نظرية الوتد المفروق فجعل مستفعلن ذات الوتد المفروق هكذا : مستفع لن ؛ وهكذا صنع في بقية التفعيلات المفروقة.

فتفعيلة (مستفعلن)في الخفيف مثلا ؛ إن كان يهمك وزنها فقط فهي هكذا : مستفعلن ؛ أما إن كنت تسأل عن حكمها فهي هكذا : مستفع لن.

فما العيب إذن ؟؟ إنها نظرية سهلة يسيرة مفيدة غاية الإفادة!!

فهل بعد ذلك يأتي من يحاول إلغاء هذا الوتد المفروق وإنكار عبقرية الخليل الذي وضع نظرية حلت مشكلة حقيقية ؟؟

فماذا فعل الرقمي الشمولي وماذا فعل الرقمي القياسي تجاه هذا الوتد المفروق ؟؟

أما الرقمي القياسي فأقر بفائدة الوتد المفروق فرمز له بالرمز (3’) أي ميزه عن الوتد المجموع بعلامة - مثل الشرطة أو الواو الصغيرة أو غير ذلك حسب التنسيقات المتاحة - وبذلك أبقى على قواعد الزحاف كما هي ولم يختلف أبدا مع عروض الخليل.

وأما الرقمي الشمولي فقد أنكر الوتد المفروق واضطر إلى ابتكار الرقم 6 وإلى ابتكار رقم 2 بالخط الأندلسي الذي لا يزاحف ؛ وأصبح الرقم 6 يحتوي في معظم الأحيان على أجزاء من تفعيلتين مختلفتين حسب الخليل ؛ ولذلك إذا أراد أن يجعل الرقم 6 جزءا من تفعيلة ثابتة هي مستفعيلتن فسوف يضطر إلى تغيير منطوق التفعيلات المجاورة له عن المنطوق الخليلي!! فضلا عن أن النتائج غير مضمونة الصحة في بعض الأحيان.

ولماذا هذه اللفة الصعبة ؟؟

لقد كان من الأيسر والأنسب والأفضل أن تأخذ بنظرية الوتد المفروق ؛ لأنها لم تجئ من الشارع ولا من فراغ وإنما هي من صنع عالم بصنعته خبير بابتكاره.

وكان يمكنك حينئذ أن تعبر عن البحور بالتعبيرات التي يعرفها الجميع وهي :

المنسرح = مستفعلن مفعولات مستفعلن
بدلا من :
المنسرح = مستفعلن مستفعيلتن فعلن

وستعبر عن الخفيف أيضا كما يعرفه الحميع كالآتي :

الخفيف = فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن
بدلا من :
الخفيف = فاعلن مستفعيلتن فاعلاتن

أستاذي خشان

لو أدخلت الوتد المفروق (3’) إلى الشمولي لأغناك عن مشكلات كثيرة.

وإلى لقاء آخر إن شاء الله

دمتم بخير

يا أخي وأستاذي وحبيبي

أذكر ما قاله زعيم للأعداء بأن لا يسلموا الحولة لسوريا فإنها أرض فلسطينية.
هذا منطق. والمنطق الآخر أن الأرض كلها عربية ولكل تبعاته

قضية الحدود والمصطلحات هي ذاتها في العروض. وليست هذه القضية واردة في الرقمي.

وما أذكره عن مستفعيلتن وسواها ليست إلا لتقريب الرقمي لذهن أصحاب التفاعيل وإلا فالرقمي بغنى عن كل هذا.

وفي الرقمي كما فلسطين منطقان

الأول الرقمي لا يستعمل مصطلح الوتد المفروق ولكنه ينسجم في طرحه مع أحكام الخليل بتوصيف خاص وفق رؤية معينة.

والثاني رأي أستاذي الغول الذي يذود عن حياض التفاعيل والوتد المفروق. ولكنه يقول إن ساكن الوتد المفروق يحذف في الدوبيت. والخليل يمنع حذف ساكن الوتد مفروقا كان أم مجموعا.

فتأمل يرعاك الله كيف يكون التمسك بالشكل على حساب الجوهر.

لا أحاول إقناع أحد بالرقمي ومن شاء أن يتعرف عليه فمرحبا به. ومن حكم على تصوره الخاص عنه فهو حر .