اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ((زينب هداية)) مشاهدة المشاركة
و ليسمح لي أستاذي بالإضافة التّالية:
الرّقميّ مبنيٌّ أساسا على فكر الخليل ، فليس عندنا عروضان اثنان بل عروض واحد (ة)
صدقت أستاذتي

وأقتطف هنا من ختام رابط ( مؤمن والمنسرح ) ما يلي :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/moomen-1


إن ما تراه هنا أخي مؤمن هو تجسيد لمعنى قولنا:

إن الرقمي توجه نحو الشمولية

بمعنى أنه يستعرض الظاهرة في كافة البحور كما وردت في تفاعيل الخليل ويحاول استقصاء حكم شامل لها جميعا مقدرا أن ذاك الحكم هو الأقرب لتفكير الخليل. وهو بذلك ملتزم بدقة تفاعيل الخليل مع تأطيرها بقاعدة شاملة منع من ظهورها أخذ التفاعيل وحدودها بعين الاعتبار. فهو ملتزم مسبقا بتفاعيل الخليل مضمونا ولكنه يحاول إيجاد تصور شامل لها عبر البحور.



وبتفصيل أكثر إن سلوك الرقمي في العروض كسلوك المنهج العلمي في سائر العلوم أي أنه يستعرض الجزئيات في ظل افتراض أن لها قانونا عاما أو قوانين عامة تنتظمها في إطارها.
ويتم البحث عن هذا القانون بالاستفادة من الجزئيات. وفي معرض الرقمي يكون ذلك كالتالي



1- ملاحظة المعطيات الجزئية في التفاعيل والبحور

2- محاولة تجميع المتشابه منها والذي يمكن أن يضمه إطار واحد

3- انطلاقا من اليقين بوجود فكر وتصور شموليين لدى الخليل نبدأ باستعمال هذه الظواهر كلبنات لاستخلاص الفكر واللتصور الشموليين وصياغتهما على نحو شامل

4- لتكون النتيجة صحيحة ينبغي أن تكون الصياغة منطبقة على سائر الجزئيات كما وردت في التفاعيل

5- في حال عجز الصياغة عن شمول كافة الجزئيات يكون السبب أحد ثلاثة أسباب

أ‌- خطأ في الصياغة يفرض إعادة دراسة الظاهرة والصياغة

ب‌-وجود جزئية تتبع إطارا ثانيا فتخرج من الإطار الأول وتبحث في الإطار الثاني

جـ - أن تكون إحدى الجزئيات تجسد شاذا من الشعر كشاذ النحو في لغة ( أكلوني البراغيث ) فلا تهمل ولكن يشار إليها على أنها غير مشمولة في تقعيد الرقمي.



6- في تطبيقنا لقواعد الرقمي نصرح بأن أي وزن يؤدي إليه الرقمي ولم يذكره الخليل فليس من الشعر وغاية ما يبلغه أن يكون من مستساغ الموزون



وبالتالي فإن القيد الذي نقيد به أنفسنا في منهج الرقمي هو أن تكون النظرة الشاملة التي نخرج بها منسجمة مع جزئيات تفاعيل الخليل، وأن تكون كتب العروض حكما على نتائج الرقمي. وأن ما يخالف عروض الخليل عيب ينبغي تداركه لا بذاته بل بتشخيص خطأ التفكير والتوصيف الذين قادا إليه واجتثاث ذلك من جذور المنهج لضمان صحة النتائج.

____________________

ولو استعرضت الحوارات جميعا فستجدين أن الرقمي هو المنحاز لعروض الخليل في حين ينتقص بعضهم ركنا هنا من عروض الخليل وبعضهم ركنا هناك.

وتجدين مثل ذلك في تناول ما يسميه أصحابه بالبحور الجديدة.

بقيت كلمة لا أود الحوار حولها ولكنها تمثل رأيي في منهج أستاذنا الغول، الذي ربما فاتك الكثير من الحوار حوله فأبين وجهة نظري لك وربما تكون على قدر من الصواب أو الخطأ لتساعدك في الدراسة الموضوعية وم ثمن تعديل هذه النظرة وتصويبها.

فهو يرى في الرقمي نقص عدم الأخذ بالإيقاع أو النبر ولم يذكرهما الخليل في شرحه للعروض ولا تطرقت إليهما كتب التراث في العروض.

فمثلا لو قلت إن وزن شطر الطويل 3 1 3 2 2 3 2 3 3 فإن هذا ناقص

فإذا قلت إن ما بين قوسين منبور زال النقص ( وهو كل سبب قبل وتد مزاحفا أو غير مزاحف )

3 (2) 3 2 (2) 3 (2) 3 3

وأظن أن هذا الوصف يمثل منهج أستاذنا على خير وجه. وأتساءل إن كان هناك شيء آخر قد فاتني فيه.

وبغض النظر عن مدى صحة هذا الرأي فهو قائم على أساس أن من يأخذ به يعرف العروض أسبابه وأوتاده وتفاعيله وزحافاته معرفة ممتازة وبالتالي فإن هذا النهج بناء على علم العروض ولا يستطيع أن يخوض فيه إلا من ملك زمام العروض بشكل ممتاز وهو حال أستاذنا ولكن ذلك يعني أنه لا يضيف للعروض شيئا. بل هو يخدم الإنشاد، وهو مجال له أهميته لكنه مؤسس على اكتمال العروض في ذهن المؤسس، إذ لو كان من أسس العروض لما تمكن المؤسس من البناء على عروض ناقص الأسس .


الأستاذ الغول هو أول من يطرح هذا الرأي أعني نبر السبب الذي قبل الوتد. وهذا يعني أحد أمرين :

الأول : أن العروض العربي منذ الخليل لليوم كان وظل ناقصا، حتى أكمله وفي هذا يسع الرقمي ما وسع الخليل وسواه وسائر العروض العربي. وبالمقارنة أقول الرقمي توجه لتوصيف أو تناول أو تقديم شمولي للعروض العربي الذي أكمله الخليل ومحاولة للتواصل في ذلك مع فكر الخليل.

الثاني : أن أستاذنا يؤسس لعلم جديد يبنيه على العروض العربي المكتمل.