تحية طيبة للجميع
ومرحبا بالأخت نادية
لا أظن الدكتور يجهل قصيدة الشاعر الحبسي (كنْ مُجيداً لمدح النبي تنلْ):
كنْ مُجيداً لمدح النبي تنلْ=ما تحبُّ وتبلغْ بذاك الأملْ
فمديحك للمصطفى سبَبٌ=لبلوغ مُناك بغير حيَلْ
فمحمدُ أَزْكى الورى حسبا=وأعز وأَرْقَى الأنام عملْ
فعليه صلاة إلهكَ ما=مطرٌ من خلال السحابِ هَمَلْ
سيدٌ سندٌ كيِّس حامدٌ=مُقدِم أسَدٌ لا عراه فشل
عالم عَلَم عادلٌ حَكمٌ=صارم خَذِمُ الحد حين يُسَلْ
أروع ذمِرٌ نيرٌ قمرٌ=وله قدرٌ فوق رأسِ زُحَل
للزيارة تعنو الحجيج له=قاصدين لهم في القِفارِ زَجَل
بالكواذن والصافنات وباليع=ملات خيار النياق ذَلُل
زانهن سروجٌ وأكورة=وتزينها لُجمٌ وجُدْل
فأناخوا بطَيبةَ كلُّهمُ=بأمانِ المهيمْنِ عز وجلّْ
وأقاموا بها فرحينَ وقد=أمِنوا مِنْ أذى فزَع ووَجَلْ
وأرادوا السلام عليه جمي=عا وقد وصلوه ضحًى وطَفَلْ
وقضوا واجبات جوانحهم=بجميل السريرة لا بدخَلْ
رجعوا قاصدين ديارَهمُ=بسلامتهمْ من أذًى وعلَلْ
طوبى لهمُ طوبى لهمُ=يا حليف النهى إنْ شككتَ فسَلْ
بشرى لهمُ بشرى لهمُ=والخيرُ لهمْ والسُّؤْل حصْلْ
هنا نجد فاعلن بتشكلاتها، عدا (فاعِلُ) فهل القصيدة خبب أم متدارك؟.
ذكرنا أكثر من مرة أن الخبب إيقاع وليس وزنا مستقلا، وقد يأتي الإيقاع في الرجز والخفيف والمديد، لكنه يظل إيقاعا وليس وزنا مستقلا، وهو في المتدارك ، المتدارك الخببي، كونه أكثر ما يأتي في المتدارك.
ونعلم ما يقوله الدكتور، ونزيد ان هناك من زعم أن العرب لم ينطقها الله الخبب، كابن سكن:
وَيُـحَبِّرُ فيها الشِّعْرَ عَلى ** وَزْنٍ هَزَجٍ يُدْعى الْـخَبَبَا
وَحْشٍ فـي الْعُرْبِ مَنازِلُهُ ** مَـجْهولِ الْأَصْلِ إِذا نُسِبَا
سَهْلِ التَّقْطيعِ وَلٰكِنْ لَـمْ ** يُنْطِقْ باريكَ بِهِ الْعَرَبَا
نَكِرَتْهُ فَلَمْ يَضْرِبْ وَتِدًا ** فـي الْـحَيِّ وَلَـمْ يَمْدُدْ سَبَبَا
وقد ذكر ابن الأبار هذا الشعر في كتابه (تحفة القادم)، وعقب قائلا ( وقلت أنا من قصيدة أمدح فيها الأمير أبا زكريا):
ومنها هذا البيت :
قامت بالحق خلافته ** يتقلده ويقلده
لذلك فابن الأبار الذي يذكر شعر ابن سكن، يعرف ما يعني ابن سكن في قوله ( لم ينطق باريك به العربا)،
ثم قصيدة ابن الأبار المقصودة، لا نجد فيها تفعيلة فاعلن، أو (فاعلُ) بقراءتك، إلا في الموضع الذي ذكرته أنت يا دكتور عمر، ولا وجود لسواها في القصيدة، فهل يعقل هذا؟
تحياتي للجميع.