أشرَقَتْ بكِ الظلماء في ليْلي =يا بحورَ شعرٍ صِرتِ لي أهلي
إنني أجوب الحَرف مفتونا = سائحاً بركب الفكر في حِل ّ
أنتِ بعضُ أحلامٍ سأُحييها = من رُكام أطلالٍ و من وحْل
لا تزال في لحني تقاسيمٌ = إنْ نثَرْتُها يَشدو لها كُلّي
يا خليلُ عفوا إن بدا نظمي = خارجا عن الأشْعار في الشَّكل
إننِي وفيّ مدْرك عِلما =لا أَخونُ ، لكنْ ، إنّه عَقلي
قلنا إن الأبيات الواردة ليست شاذة، ولا خارجة عن الشعر قديما، فالشعر هنا من الهزج التام الأشتر، والشتر خرم مفاعيلن بعد قبضها، تسقط الميم والياء، فتبقى فاعلن، والتفعيلة الأولى في الصدور والأعجاز جاءت كلها فاعلن، وهذا ورد قديما، كقول الشاعر:
في الذين قد ماتوا ** وفيما جمعوا عبرهْ
(في الذي/فاعلن). معلوم أن الشتر لا يعتري جميع التفاعيل في الهزج، إنما يكون في المطلع على الأغلب، لذلك، نقول: في الموشحات جمعوا تفاعيل مثل ( فاعلن فعولن) معًا، والوزن دائري، نسبة للدائرة الخامسة، فما الذي يمنع استنباط وزن جديد هنا، وقراءة التفاعيل قراءة مختلفة:
أشرَقَتْ بكِ الظلماء في ليْلي =يا بحورَ شعرٍ صِرتِ لي أهلي
فاعلن/فعولن/فاعلن فَعْلُنْ= فاعلن/فعولن/فاعلن فَعْلُنْ
أشرَقَتْ بكِ الظلماء في ظُلَمي =يا بحورَ شعرٍ صِرتِ لي أهلي
فاعلن/فعولن/فاعلن فَعِلُنْ= فاعلن/فعولن/فاعلن فَعْلُنْ
وهذا له شبيه سابق منذ القدم، وفي سوى الموشحات، كما نقل لنا أبو الحسن العروضي:
بِنَفْسي حَبيبٌ صَدَّ وَاجْتَنَبا ** وَأَظْهَرَ لا مِنْ ريبَةٍ غَضَبَا
>××|>××|×>×|>>×**>×>|>××|×>×|>>×
فَعولُنْ|فَعولُن|فَاعِلُنْ|فَعِلُنْ** فَعولُ|فَعولُنْ|فاعِلُنْ|فَعِلُنْ
ما رأيكم دام فضلكم؟.
المفضلات