لم أقرأ شيئاً للأستاذ محمد عنبر رحمه الله بل لم أسمع به.
وما هو موجود هنا من مادة لا يكفي لمناقشة هذه الأفكار وإن كانت تذكرني بكتاب آخرين من سوريا وجدوا في الكلمة العربية سراً خفياً، فاللغة عندهم كأنها تحتوي جوهراً بعيداً عن وضعها الذي نعرفه من أنها كائن واقعي متغير فيه كثير من العرضية والمصادفات التي لا تخفي وراءها حقائق أزلية خالدة.
ولهذا التيار على ما يظهر سوابق عند بعض المتصوفة.
وممن ذكرتني بهم كتابة الأستاذ عنبر كتابات المفكر القومي المعروف زكي الأرسوزي.
ومن النقاد هناك كتابات الكاتب الفلسطيني المقيم في سوريا يوسف اليوسف.
وعلى أن ابن جني ذات يوم طلع بنظرية تقول إن الأحرف الثلاثة مهما تقلبت في جذر تظل لها دلالة مشتركة(أي أنه ركز على الاشتراك لا التعاكس في المعنى),
وفي اعتقادي أن تشابه الأحرف يقود أحياناً إلى التماثل في المعنى لأسباب يسهل تفسيرها (منها ببساطة الالتباس!) كما في قد وقط.
ومن الملاحظات الغربية التي مرت علي في بعض الكتب ورأيت لها مصداقية محددة لزوم معنى الغياب والاختفاء في الكلمات التي تبدأ بالغين (كما في غاب وغرز وغطس وغفل وغمر)
والأطروحة الموجودة هنا لا يبدو لي من السهل البرهان عليها بالاستقراء البسيط خصوصاً حين نتعامل مع جذر ثلاثي وليس مع جذر مضعف. فأين قرب من برق مثلاً؟
وفي انتظار المزيد من كتابات عنبر رحمه الله لا بد للمرء من التوقف عن الحكم إذ المادة الموجودة غير كافية كما قلت.