هذا حوار مع أخي وأستاذي د. عمر خلوف حول الموضوع
الأزرق كلامه والأحمر ردي.
**
**
http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...E1%CE%E1%ED%E1

يميل الذهن الرياضي إلى استخدام الأرقام في كل شيء، ويميل الذهن الأدبي إلى ابتعاده عنها.
حسنا
ويرى الأرقاميّ أن التفاعيل تحجب الرؤية الشاملة للأوزان، بينما رآها جدّي الخليل من قبل مرحلة متقدمة لا يمكن أن تحجبَ تلك الرؤية عن الذهن المتفتح.
عن الذهن المتفتح أجل . ولكن ماذا عن أذهان سائر الناس

فمرحلة الأرقام هي مرحلة تحليل الأصوات إلى المتحرك والساكن، وبداية تجميعها في مقاطع عروضية.
والمرحلة الخليلية الثالثة، وهي مرحلة متقدمة أكثر في سلم التحليل الوزني هي مرحلة تجميع المقاطع في تفاعيل..
أما المرحلة الرابعة والأخيرة، فمرحلة تجميع التفاعيل في بحور وأوزان..
فالخليليون/التفعيليون لم يصلوا إلى مرحلة التفاعيل إلا بعد أن تجاوزوا المرحلة التي سبقتها، كما أرى.
مراحل التفعيلي : ساكن ومتحرك – مقاطع عروضية – تفاعيل – بحور وأوزان
مراحل الرقمي : ساكن ومتحرك – مقاطع عروضية – بحور وأوزان
لا يسمح المجال بمقارنة المقاربتين بنظريهما في أمر وحدة الأمة.

ولذلك فليس لاستخدام الأرقام بدل المقاطع فالتفاعيل، ميزة تجعل نظرةَ الأرقاميّ للأوزان أعمق وأشمل من نظرة التفعيليّ.
وليس للأرقام في مجال الوزن أي مضمون متميز عن الرموز الخليلية.
شكلا الأرقام والمقاطع سيان
أما نفي ميزة مضمون الأرقام بنظرتها لكلية الوزن دون مرور بقتامة وعقابيل حدود التفاعيل خاصة عندما تقع الحدود بين الأسباب فأمر يتجاهل مضمون موضوعي وشواهده تماما.
فالتميز ينبع من فكر العروضيّ ذاته، لا من الوسائل الشكلية التي يستخدمها
فكر العروضي هو الأساس وفكر الخليل هو أساس الأسس
والإصرار على أن الأرقام مجرد شكل لا يحرر الفكر من تجزيئية التفاعيل وأثرها السلبي على التفكير متجاهلا بذلك عديد الشواهد التي تضمنها وسيتضمنها الموضوع فأمر لا أملك إزاءة إلا أن أسترجع وأحوقل.
.
ويعلم أخي خشان أن جلّ النتائج التي صاغها أرقامياً، لم تبتعد عن النتائج التي صغناها تفعيلياً.
بدأت الرقمي بكثير من الخطأ وقليل من الصواب، وكان معياري هو نتائج التفعيلي. فالأصل الاتفاق. وليس هذا هو الموضوع .
إنما الموضوع هو ماهية العلاقة بين الفكر والعروض
في الرقمي تناول كلي تجريدي انطلق من الجزئي وتجاوزه باحثا فيه عن ضرورة وجود كلي، معتمدا في ذلك على الجوهر وشمولية النظرة محاولا وموفقا غالبا إلى تفسير كلي للظواهر بغض النظر عن مكانها من التفاعيل أو البحور. متخلصا بذلك من أغلب عبء المصطلحات التي تستغرق طاقة الدارس العادي في العروض لحفظها عن ظهر قلب، وتصرف أغلب طاقته الذهنية عن جوهر الموضوع ولارتباطها بالتفاعيل وحدودها تكرس هذه الحدود في ذهنه وتطبعه بطابعها.



وما دامت النتائج واحدة، فاستخدام المعروف أولى من التغيير عندي.
ليس اتحاد النتائج بين اثنين أولهما يقيس كل وتر من أوتار المثلثات العديدة قائمة الزاويا ومن يتوصل لطول الوتر في كل حالة باستعمال قاعدة فيثاغوروس مبررا منطقيا لرفض الأول دراسة الأرقام.

لذلك يخطئ أخي خشان عندما يقرنني بأستاذنا داوود أبي زيد، الذي قرأتُ له ردّه الأخير عن العروض الأرقاميّ، فرأيته ردّاً غير منصف.
هذا أجمل تخطيء يمر بي. بشرك الله بالجنة

وليعذرني أخي خشان إذا كنت قليل المتابعة لما يكتب والتفاعل معه، وذلك لكلالة في ذهني عن حديث الأرقام، فحديثه ذو شجون.. وقد شاخ هذا الذهن في معالجة المتحرك والساكن، والمقطع والتفعيلة..
ما شاخ ذهن أخذ بيدي للتوصل لكليات العروض ونفذ إليها رغم حدود التفاعيل وحرسها وجماركها وتأشيراتها.

فلك العتبى حتى ترضى
بل لأستاذي الشكر، فله أن يقيم تلميذه كما يشاء، وإن أحجمت عن استنكار العتب لارتباطه بالعشم فليس لي إلا أن أكون راضيا شاكرا تجاه أستاذي وأخي .