بعد تقسيم الأمة، قامت سايكس بيكو بتقسيم المقسم (بلاد الشام) إلى أربعة أجزاء.
ثم جرى ترسيخ الحدود بين الأقطار باختلاق شخصية وتاريخ وتخصيص لهجة وتعميمها لكل جزء.
لا توجد لهجة معينة في قطر معين فلهجة دمشق غير لهجة حلب غير لهجة درعا غير لهجة دير الزور غير لهجة بادية الشام. هذا فيما يعرف اليوم بسوريا. أما فيما حددته سايكس بيكو باسم فلسطين فإن اللهجة تختلف بين مدينة وقرية تبعد عنها 10 كم اختلافا كبيرا.
فحسبك أن تعرفي أن القاف - مثلا - تلفظ في بلداته على أربعة أوجه :
1- كما في الفصحى
2- كالجيم في لهجة القاهرة
3 همزة
4- كاف
بل إن اللهجة قد تختلف في ذات المدينة من حي لآخر.
إن سايكس بيكو قد أفسدت فكر الأمة حتى بتنا نسمع أن الرسول جنسيته كذا وأن الصحابي الفلاني جنسيته كذا . باختصار خيبتنا بعد أن طفحت بواقعنا مددناها للماضي وصرنا نراه بعينيها. وألقت سايكس بيكو بخيبتها على الجغرافيا والثقافة والسياسة والتاريخ بل وفهمنا لديننا أحيانا.
إن عبارة ( لهجة فلسطينية عامية ) امتداد لهذه الخيبة ككل توصيف قطري آخر نبت من مزبلة سايكس بيكو .
إن الفكر أساس النهضة . الفكر واللغة كل منهما يبرمج الآخر.
لم يكن عمر بن الخطاب حجازيا يفتح الشام
لم يكن صلاح الدين كرديا يساعد العرب ولا عراقيا يحرر الشام
لم يكن بيبرس مصريا يدافع عن الشام
لم يكن السلطان عبد الحميد تركيا يضحي بتركيا دفاعا عن الشام
لم يكن عز الدين القسام سوريا يدافع عن فلسطين
ما لوّن بالأحمر كلام يكتب بماء الذهب
لله درّك يا أستاذ ولا عدمناك
الله يحفظك من كل سوء
أي والله كلّ ذلك الزيف هو حقائق عندنا!
اجتثوا تاريخنا من عقولنا وإحساسنا وفرقونا
وها نحن كما ترى تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى.
المفضلات