هذا يراعك




الشعرُ يَحملُ كالكرومِ و يُـثمــرُ=و لأنتَ تقطفُ ما نُحبُّ و تعصرُ
ما ذاق ذو لُبٍّ حروفَـكَ مـَــرةً=إلّا و كادَ مِنَ البـــــــلاغةِ يَسكرُ
و يداكَ دِجلةُ والفراتُ كلاهمـا=لو كنتُ أحصي مَنْ رويتَ و أذكـرُ
و لقد تُجانِبُ غيمةٌ مَنْ تحتهـــا=و أراك تهطلُ ما استطعت وتمطرُ
اللهَ يا ابنَ الأكرمين و سبطَهم=كمْ سوف يُحمد ما كتبتَ و يُشكرُ
هذا يراعُكَ لا يراعَ كمثله=شيءٌ يَزيدُ به البيانُ و يكبـــرُ
تمشي القوافي قصدَه مأمورةً=و تُساقُ أبياتٌ إليهِ و تُحشـــرُ
وإذا الأماكنُ أظلمتْ أنحاؤها=إن الــــــورى ببريقه تتنوّرُ
وإذا النساءُ تزينتْ و تعطّرت=إنَّ السطورَ بحبره تتعطــّــرُ
ولقد ظننتُ بأن شعريَ قاهرٌ=أسبي به لولا أشاءُ و أسحــــــرُ
هذا و إنّي إذْ مدحتُـكَ راعَني=أني بشعري عاجزٌ ومقصــِّــرُ
ما كان ذا إلا لأنــّـك خِضْرِمٌ=أخشى اذا أناْ خُضتُ فيه و أحذرُ