إلياذة الحب



شعر \ جبر البعداني

مُرّي على العقل طيفاً واسكُني البصرا
وجهاً يفوقُ إذا ما أشرقَ القمرا
واستعمري القلب حُبّاً كلّما خُمدت
نيرانهُ بدمي إشتدَّ واستعرا
واستجمعيني وضمّي بالهوى مِزَقي
وحاولى لمَّ وجداني الذي انشطرا
وغازليني بصمتٍ واسكُبي بفمي
من خمرة الشعرِ ما يستوجبُ السَّكَرا
ولتقرأيني بسِفْر العاشقين فماً
غير الحديثِ عن الأشواق ما ذكرا
ولتكتُبيني على راحاتِ من حملوا
إلياذة الحُبِّ في أرواجهم نُذُرا
كوني كما شئتِ ها قلبي على شغفٍ
يلوذُ بالصّبرِ حتّى قيلَ: كم صبرا؟!
يُناشدُ الطُّهرَ في عينيكِ مُبتهِلاً
إلى البراءةِ في جنبيكِ مُنكسِرا
كالخاشعين يُنادي_فيضُ أدمُعهِ
من خشيةِ اللهِ لا من غيرها انهمرا
إنّي وفاضَ بريءُ الحُبِّ في رئتي
طُهراً توزّع في الأعضاءِ وانتشرا
إلى أدقِّ مساماتي فأشعلني
نجماً بليل وصالِ العاشقين سرى
فصرتُ مثل ملاكٍ في محبَّتهِ
إستلهم الطُهرَ حتّى لم يعُدْ بشرا!
وكنت رغم مرارِ الفُقدِ أرسُمُني
طيفاً يلوّحُ باللُقيا إذا عبرا
يُزيحُ عن سَفَري المُمتدِ بارقةً
تُخفي وقبلَ وصولي -عائداً- سَفَرا!

يستمطرُ الوصلَ غيثاً كلّما جذبت
مرافىُ الشّوقَ ساقت غيمهُ المطرا
يُلوّنُ الحُزنَ في عيني فأبصِرهُ
بِشراً ويخلِط في مرآتهِ الصِّورا
وصرتُ لا شيء إلّا الحُبَّ أعرِفُهُ
وحرقةَ البينِ والتّبريحَ والسَّهرا
فهكذا الحبُّ في طغيانهِ قدرٌ
من ذا سيمنعُ يا محبوبتي القدرا؟!
وهكذا الحبُّ يا إلياذتي فدعي
عنكِ السؤالَ متى؟ قلّي-وكيف جرى؟!
ولتقبليني مٌحبّاً عاشقاً وذري
عنكِ التّشاؤمَ والإحجامَ والحذرا


................

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيالله الله الله نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي