إبتهالات في محراب الفصحى البتول

شعر \ جبر البعداني


يا.....
والمدى المخنوق في لغتي
وليل البوحِ حالِك
لاليس يغنيني سواكِ
أيا فديتُكِ عنسؤالِك

... و الشعرِ و الفكرِ المحلّقِ في خيالِكْ
والعشقِ والقلبِ المعلقِ في حِبَالِكْ
و جميعِ ما خطيتُ ممتدحاً كَمَالِكْ

يا هذه الفُصحى البتول
يا من تسامت عن بديعِ الوصفِ
في لغتي تعابيرُ اكتمالِك
إني أتيتُكِ طالباً شرفَ القبول
فلا تردي طامعاً بالعفوِ محتاجاً لذَلكْ
فأنا وإن ما زلَّ لفظيُ مدركٌ
أن القداسةَ في جَلالِكْ
فإذا رضيتِ ففائزٌ
و إذا رفضتِ فبئسَ هَالِكْ
يا هذه الفصحى البتول
من صبرِ( أيوبٍ)
سأنسج حُلتي البيضاء
إن ضاقَت فضاءاتُ احتِمالِكْ
و أعدُ من تسبيحِ( يونسَ)
ما يليقُ بذي البلاغةِ في مقالِكْ
فأنا ابن (درويشَ) الذي
بالشعرِ قد أضفى الكثير على خصالِكْ
فإليكِ أمنحُ مخلصاً
قلباً توضأ من (بويبِ) الطهرِ
محتسباً وصلى في ظلالِكْ
و أقامَ في ليلِ القصيدِ مسبحاً
متلهفاً شوقاً إلى وعدِ إتصَالِكْ
يتلو حديثَ العاشقينَ
هناكَ في رُكنِ(الخليلِ)
مرتلاً سِفْرَ (ابنِ مالِكْ)
وهناكَ خلفَ إمامنا(السيابِ) صلى...
أمّ من حضروا هنالِكْ
وهناك قد صلى( لُبيدٌ)
و (عُبيدٌ )و (أمرؤ القيسِ) كذَلِكْ
.................................................. .................
يا هذه الفصحى البتول
في ليلةِ العشرينَ من رمضانَ
إذ تأتي البشارةُ من هِلالِكْ
سأُقيمُ معتكفاً أُناجي من خِلالِكْ
(ولادة) العذراء فاتنة الممالِكْ
وأصبُ من حِبرِ(ابن زيدونَ)
الكثيرَعلى المسالِكْ
و أصوغُ من أبياتِ (رابعة)
التصوفَ في مناجاةِ اكتمالِكْ
و أفيقُ لكني بِحُبِّكِ لم أزل
في دوحةِ النجوى أسافرُ في مجالِكْ
فأعوذُ من شر انشِغالي عنكِ أو عني انشِغالِكْ
و أعوذُ من نوباتِ ضيقِكِ و انفِعالِكْ
و أعوذُ من حملاتِ (شيكسبيرَ)
إذ جاءت بأعراضِ احتِلالِكْ
و أعوذّ من نقدٍ يسيرُ بنا
إلى ثغر المهالِكْ
يا هذه الفصحى البتول
يا كف( عشتارَ) الخصيبِ
و وجه( فينوسَ) الخجول
يا لذة الأحلامِ والآلام
يا مجداً نزولُ ولا يزول
يا نور شمسٍ لن تؤولَ إلى الأفول
لن يقبل الدخلاءُ إلا باختلالِكْ
لن يهدأ الغرباءُ حتى يلبسوا
الكلماتِ ثوباً أجنبي الصنعِ
شرقياً و غربياً لخياطٍ على الدربين سالِك
فلتخبري الجبناء من شحذوا السيوفَ
وأجمعوا سلفاً على امر أغتيالِكْ
إنّا بني الشعراءِ من أقوى رجالِكْ
وحروفنا العصماء ما زالت مشرعة مع أسيافِ من
جاؤوا إلى الأرضِ الشريفِة في محاولةِ انتشالِكْ
ونضالنا الممتدُ جزءٌ من نِضالِكْ
فليعلم الأوغادُ من
عقدوا لواء الحربِ في دعوى قِتَالِكْ
أنّا سنقبلُ أن نزولَ وأننا
نأبى مجردَ أن نفكرَ في زوالِكْ

.............................

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيما أشعركنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي