حدائق النور !!!

(ثنائية الحب والأمل)


شعر / جبر البعداني

منْ روضةِ البوحِ مسَّ الرّوحَ إيحاءُ
فاخْضوضرَ القلبُ حتّى أزْهر الماءُ !

فاسْتبْشرتْ بهطولِ الغيتِ من لغتي
(عشتارُ) واحْتفلتْ بالخصْبِ ( حوّاءُ)!

فجئتُ محراب ( أفْروديتَ) متّشحاً
شالاً(لهيرا) وكفُّ الوصلِ خضراءُ

رتّلتُ ( فينوسَ) سِفْر الحُسنِ قافيةً
كي تغمرَ الكونَ يا (فيبوسُ) أضواءُ

فلا ترى الْعينُ إلّا الأرضَ باسطةً
حدائق النّورِ ترحيباً بمن جاؤوا

من عالمِ الغيبِ باسْمِ اللهِ تدفعهم
نحو الوصولِ لذات الحبِّ أهواءُ

من فُسْحةِ القدرِ المجهولِ قد دخلوا
بحثاً عن الذّاتِ هل عادوا بما شاؤوا؟!

وظلّ ذاكَ السّؤال اللغز يمنحهم
وعدَ الوصولِ ولونُ الوعد إغراءُ !

وجئتُ من آخر الأحزانِ مشتعلاً
قنديلَ بشرٍ فيا بُشراكِ عصماءُ

أجرُّ من شعرِها الأيّامَ أسلبُها
ما خبّأتهُ يدُ الآتي وأستاءُ !

إن عاندتني وهل تقوى وملءُ يدي
من كلِّ شيءٍ بلونِ العزمِ أشْياءُ !

فما تخطُّ يدُ الضّرّاءِ خاتمتي
إلّا لتكتُبَني في البدءِ سرّاءُ !

ما كنتُ إلّا وكان الضّد فانْتصرت
روحي فشجّعني للبذلِ إعطاءُ !

فلستُ إلّا اختلافاً مذ عرفتُ دمي
ضدّانِ فاجْتمعا قتلٌ وإحياءُ !

فتّشتُ في اليأسِ من ذاتي على أملٍ
خلّقتهُ بيدي والكلُّ أعداءُ

إن شوّهوا صفحةَ الأحلامِ في لغتي
فصفحةُ الحلمِ في عينيكِ بيضاءُ

وذاكَ يكفي لكي تبقى معلّقةً
بالحلمِ روحي وما لي عنهُ إسلاءُ !

عُلّمتُ بالشّعرِ شدو الطيرِ فاكْتشفت
عنّي الْقصيدةُ إنّ العزفَ إلقاءُ

وما التّعابيرُ إلّا لحنُ أغنيةٍ
ينتابُها لأنينِ النّاي إصغاءُ

ما بين سحبةِ قوسٍ وارتدادتهِ
يقتادني لضلالِ البوحِ إسراءُ

فيعرجُ اللحنُ في روحي وينثرني
عطراً فتغرقُ بالوجدانِ أعضاءُ !

يضيقُ صدري إذا طارت مسافرةً
روحٌ تحنُّ إلى الأوطان حرّاءُ !

روحٌ كروحِ أبي تمام مثقلةٌ
بالجرحِ يقوى على تعذيبها الداءُ

تئنّ في القدس من ضيمٍ فيسمعها
بليل بغداد مجروحٌ ومستاءُ

فإذ حديثي بكاءٌ والدموعُ دمٌ
وأضلعي من لهيب الجرحِ أشلاءُ

حالي كحالِ قصيدٍ ليس يكتبهُ
عبر امتدادِ عصور الجرحِ إنشاءُ

لكنّهُ الحبُّ سرّ العيشِ فاعترفي
إنّ الحياةَ بغيرِ الحبِّ جرداءُ !

إنّي وتزهرُ في الوجدانِ قافيةٌ
حسناءُ ما لُمستْ من قبلِ عذراءُ

تردُّ لو قيل من أهوى مجاوبةً
والفاتناتُ على الإبوابِ : صنعاءُ

حبيبةٌ من عيونِ الغيم منزلةٌ
يمامةٌ من طيورِ الخُلدِ ورقاءُ

صغيرةٌ غير أنّ الدّهر أتْعبها
مليحةُ الخدِ والعينينِ حوراءُ!

فلتقتلوا الحبَّ فينا واهدروا دمَهُ
لن يُقتلَ الحاءُ حتّى يُقتلَ الباءُ !


........................


ماشاء الله تبارك الله

جبر البعداني وحدائق النور

(النور انت) شاعرنا المميز والمختلف جدا

لله درك ما أشعرك

قصيدة في عيون الشعر اختال بها بحر البسيط وافتخر

وهذا البيت منكم واليكم


فلا ترى الْعينُ إلّا الأرضَ باسطةً
حدائق النّورِ ترحيباً بمن جاؤوا


فما أسعد الشعر بقدومك لعالمه

وماأسعد الشعراء ومتذوقي الشعر ,اسعدتنا اسعدك الله سعادة الدارين

لاعدمناك ايها الفطحل بنتظار جديدك دائماوابدا

دمت بخير

ودمت متألقا في سما الابداع

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي