جرح التفاح !



شعر / جبر البعداني


ما فاح غير دمي بالعطر ما فاحا

فالجرحُ في جسدي قد سال تفّاحا


والدمع ملء جفوني لحنُ أغنيةٍ

السحر وسْع المدى من ثغرها انداحا


والحزن في كبدي نايٌ يحاورهُ

ثغر المواجع بالآهات صدّاحا


والبشرُ بابٌ نست أقفال موصدهِ

في وجه قلبيَ أن تختار مفتاحا


وحبّكِ الطّاهر المحفور في رئتي

أمسى يسافر في الوجدان سوّاحا


يزور كلّ مساماتي فيملؤها

عطراً تطاير في الأرجاء فوّاحا


والزهر فوق يدي سكينةُ فتحت

صدري وكان شذاه العذب جرّاحا


فإن وقفتِ على وردي فلا تدعي

إلّاكِ يغرق في نزفي الذي ساحا


فكلُّ ما كان من حولي على أملٍ

يشعّ ظلّ لنار اليأس قدّاحا


فالليل خلّي الذي ما خنتُ صحبتهُ

يوماً تنكّر لي إذ فجرهُ لاحا


وصاحبي الشّعر من عوّدتهُ زمناً

على الزّغاريد جاء اليوم نوّاحا


من فسحةٍ لا تراها العين قد نفذت

عيني لتقرأ في المجهول ألواحا


تكاشف الفجر عن إحساس عاشقهِ

بالخوف إن لامحت عيناه إصباحا


تذوّب الحاجز الثلجي بين فمي

والصمت في قلقٍ صمتي بهِ صاحا


وتخبر الشعر عن شوقي إلى لغةٍ

أخرى ستحفظُ عنّهُ السّرَ إن باحا


وتستفزّ شجوني كلّما سألت

ما بي ؟! وترهقني سؤلاً وإلحاحا


أما تراني كهوفاً عين ساكنها

تعوّدت إن ترى يا ليلُ أشباحا


ورحلةً في دروب الشك ما بلغت

إلى اليقين وقلباً بعدُ ما ارتاحا


فإيّ كفٍّ سوى كفي ستحملني

نحوي وترفعُ وجهي كلّما طاحا


يا صفحةً في كتاب الحبّ ما قُرِأت

إلّا لتغمرَ بالإحساس أرواحا


وعاصر الخمر ما عادت تحرّكه

شقاوة الكرْم كيما يشتهي الرّاحا


جفّ النبيذ لهذا بعد إن فرغت

منه القوارير ما استبقيتُ أقداحا


وفقتُ من سكرةٍ ظلّت تراودني

دهراً وظلّ شهيّ الخمر فضّاحا